بالشوارع حتى يرحلوا.. "ثورة لبنان" تتحدى الأمن وتتوعّد بـ"سبت الساحات"

تقول سيدة انضمت للمتظاهرين خشية تفريقهم: "منذ 30 عامًا نسير بجانب الحائط"
بالشوارع حتى يرحلوا.. "ثورة لبنان" تتحدى الأمن وتتوعّد بـ"سبت الساحات"

يواصل المتظاهرون في لبنان افتراش الأرض وسط جسر الرينغ الرئيس في بيروت؛ لقطع ذلك الطريق الحيوي، مقاومين عمليةً بدأتها السلطات منذ صباح السبت لإخلاء الطرقات.

ووفق "سكاي نيوز عربية": يعتبر المحتجون قطع الطريق بمثابة "الوسيلة الوحيدة للضغط على الحكومة"، وازداد عدد المتظاهرين في الجسر، بعدما أحاط العشرات من عناصر الأمن الداخلي بالمعتصمين، وطالبوهم بضرورة فتح الطريق الرئيس في العاصمة اللبنانية.

ومع دخول الاحتجاجات غير المسبوقة ضد الطبقة السياسية في لبنان يومها العاشر، لا يزال المحتجون مصرّين على تحقيق مطالبهم؛ وأولها رحيل زعماء القوى السياسية التي يحمّلونها سبب الانهيار الاقتصادي في البلاد.

وقالت سيدة أربعينية انضمت هي وابنها إلى المعتصمين في جسر "الرينغ": إن السلطة لم تستمع إلى الاحتجاجات طوال الأيام الماضية، مضيفة أنها انضمت إلى المعتصمين بسبب تصرف الأمن تجاههم.

وأضافت السيدة: "الأمن قال لنا: تنحوا جانبًا وسيروا بجانب الحائط. منذ 30 عامًا ونحن نفعّل ذلك، والسلطة تستكثر على المتظاهرين الاعتراض وقطع الطرقات، الذي هو حق لنا".

ويعتبر الرينغ جسرًا حيويًّا في بيروت يربط شرقها بغربها، ويقع على مقربة من مقر السراي الحكومي "مقر رئاسة الوزراء في لبنان".

وقالت متظاهرة أخرى كانت تجلس على الأرض: "إذا لم تكن الطرقات مغلقة، فلن يكون هناك ضغط على الحكومة".

وقال متظاهر شاب: إن السلطات تسعى إلى إعادة فتح الطرقات، ضمن محاولاتها لإسكات صوت "ثورة" اللبنانيين، مؤكدًا أن المتظاهرين السلميين سيواصلون الاحتجاج كلما حاولت السلطات الضغط عليهم.

وكانت السلطات اللبنانية نجحت في وقت سابق، السبت، في إعادة فتح العديد من الطرق التي قطعها المحتجّون الغاضبون على تردّي الأوضاع المعيشية والطبقة السياسية التي يتهمونها بالفساد.

وأخلى الأمن اللبناني بالقوة، متظاهرين كانوا يغلقون طريق "الشيفروليه"، لكن قوات الأمن تعاملت مع اعتصام جسر الرينغ بالمفاوضات أولًا، وعندما فشل تقدمت عناصر مكافحة الشغب وسحبوا عددًا من المعتصمين بالقوة، وحدثت مواجهات محدودة بين الطرفين.

وفي وقت لاحق، انضم عدد آخر إلى المعتصمين جاؤوا دعمًا للمعتصمين، وانسحبت قوات الأمن ليبقى الجسر مغلقًا.

من جهته قال وزير العدل اللبناني السابق أشرف الريفي، في مقابلة مع "سكاي نيوز عربية": إن السلطات في لبنان تحاول تطبيق ما جاء في خطاب الأمين العام لميليشيات حزب الله حسن نصر الله، الذي قال: "اجتمعوا في الساحات وأخلوا الطرقات".

واعتبر "ريفي" أن الشعب اللبناني قرر الانتفاض على الواقع الحالي والفساد وهيمنة ميليشيات حزب الله كمشروع إيراني في البلاد.

وأضاف: "من حق اللبنانيين تقرير متى يقطعون الطرقات ومتى يجتمعون في الساحات، ضد السلطة التي يهيمن عليها حزب الله، وقد فقدت شرعيتها الشعبية".

ودعا ناشطون إلى احتجاجات جديدة في لبنان تحت اسم "سبت الساحات"، من أجل تكثيف الضغوط الرامية لإسقاط حكومة رئيس الوزراء سعد الحريري.

واندلعت الاحتجاجات في لبنان في 17 من شهر أكتوبر الجاري، عندما أعلنت حكومة سعد الحريري نيتها فرض ضرائب جديدة على مكالمات تطبيقات التواصل الفوري، مثل "واتساب".

وتطورت الاحتجاجات إلى المطالبة بإسقاط كل الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان؛ حيث يتّهمها المحتجون بالفساد، ورفضوا رزمة إصلاحات عرضتها الحكومة لنزع فتيل الغضب الشعبي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org