لم تقف الشهادة عائقا في وجهها ولَم تنتظر الوظيفة رغم أنها خريجة منذ 15 عاماً وأكملت دراسات عليا في تخصص نادر وبتقدير امتياز؛ حيث كانت من أول الخريجات في قسمها، وتعول طفلين يتيمين بعد فقد والدهما في حادث سير أليم.. إنها قصة نجاح ملهمة لسيدة الأعمال سارة الغامدي.
تقول "الغامدي" إنها تملك سيرتين ذاتيتين: الأولى قبل عام 1437هـ، خريجة كلية تربية قسم اقتصاد منزلي تقدير جيد فقط وعاطلة منذ 15 سنة، تزوجت ورزقت بطفلين وما زلت أنتظر التعيين؛ حيث أدركت نفسي مؤخراً وبالتحديد قبل خمس سنوات.
وتضيف: "أكملت دراسات عليا دبلوم عالٍ في تخصص المدرب المعتمد للمناهج الشرعية وحصلت على تقدير ممتاز كأول تخصص يفتح في المملكة، وكنا أول دفعة، وتخرجت من هذا التخصص النادر وبالمقابل لم أستفد من شهادتي أيضاً إلى الآن، وخصوصاً في منطقة الباحة لم يكن هناك اهتمام بمجال التدريب".
وتابعت: "بدأت أفكر بطريقة أنقذ بها نفسي من البطالة، وكيف أستطيع أن أرعى طفلين يتيمين فقدا سندهما بعد الله في حادث سير، ولله الحمد استجمعت قواي وسجلت في بنك التنمية الاجتماعية لدعم المشاريع وتمت الموافقة، وأنشأت أول صالة رياضية ولعب ذاتي للأطفال في محافظة بلجرشي".
وأردفت: "كان المشروع فكرة ناجحة ولله الحمد، فكرة أعجبت الكثير من مرتادي الصالة الآمنة للطفل والنظيفة بمستوى عالٍ؛ حيث يقضي فيها الطفل ساعات طويلة بلا ملل، والآن بإذن الله أفكر في تطوير مشروعي بأفكار وألعاب جديدة آمنة؛ لأن النجاح لا يتوقف عند حد معين".
وعن سيرتها الثانية، تقول: "الآن أنا سارة الغامدي فنانة تشكيلية، المؤهل جامعي ودراسات عليا دبلوم عالٍ، التحقت بأكاديمية اعمل بزنس ماجستير إدارة أعمال، دبلوم تقنية مكاتب خبرة موارد بشرية 6 أشهر من وزارة الحج والعمرة، حاصلة على دورات في الأمن السيبراني وأمن المعلومات، ودورات في مكافحة التزوير والتزييف، عضوة فريق كيان التطوعي بمكة المكرمة، عضوة مؤسسة نون الفنون بمنطقة الباحة، عضوة في لجنة سيدات أعمال الباحة بالغرفة التجارية، مالكة مشروع مدينة المرح للطفل، وإلى الآن أنا لم أتوقف؛ فأنا ملتحقة بدراسة الماجستير وأعدكم باستمرار الأمل".