"التعاون الإسلامي" ثاني منظمة دولية تجمع 57 دولة لحماية المصالح الحيوية للمسلمين

اجتمعت أمة تدافع عن ثالث مساجدها المقدسة وإلى جوار الحرمين الشريفين
"التعاون الإسلامي" ثاني منظمة دولية تجمع 57 دولة لحماية المصالح الحيوية للمسلمين

أشعلت قضية إحراق المسجد الأقصى أولى القبلتين الشريفتين وثالث الحرمين الشريفين، عام 1969؛ جذوة الضمير الإنساني، فأعلنت الدول الإسلامية عقب تلك الحادثة الأليمة والآثمة تأسيس منظمة التعاون الإسلامي؛ رداً قوياً على ذلك الاعتداء، من أجل قضية عادلة اجتمعت أمة تدافع عن ثالث مساجدها المقدسة، وإلى جوار الحرمين الشريفين أسست منظمة التعاون الإسلامي في المملكة العربية السعودية لتعلن للمسلمين والعالم أجمع أن المملكة العربية السعودية بلد المقدسات الإسلامية ومهوى أفئدة المسلمين لن يرقأ لها جفن ولن يرتاح لها ضمير دون أن تطمئن على مسجدها الأقصى ومسرى رسولها.

وظلت القضية الفلسطينية تمثل الركيزة الأساسية لأعمال منظمة التعاون الإسلامي ومحور اهتمامها، ليحصل الشعب الفلسطيني على جميع حقوقه المشروعة التي كفلتها قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، ومنذ إنشاء هذه المنظمة على يد جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز، والملك الحسن الثاني -رحمهما الله- تحددت الأهداف الشاملة لتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في جميع المجالات، وبلغ عدد الدول الأعضاء 57 دولة إسلامية، لتصبح منظمة التعاون الإسلامي ثاني منظمة دولية بعد الأمم المتحدة.

نجحت منظمة التعاون الإسلامي في تحديد أهدافها منذ نشأتها، فحافظت على جميع المبادئ التي رسمت ولا زالت قائمة، ولم تفقد شيئاً من أهميتها ولا موضوعيتها، وحافظت على استمراريتها كمحفل تعبر فيه الدول الأعضاء عن انشغالاتها، فأسست لنفسها ضمن آلياتها أطرًا وقنواتٍ للتعاون فيما بينها.

وتمسكت منظمة التعاون الإسلامي خلال فترة إنشائها بهذه المنصة الجامعة لـ57 دولة؛ فقد عقدت 56 اجتماعًا على مستوى وزراء الخارجية للدول الإسلامية، وعقدت 14 قمة إسلامية، وعشرات الاجتماعات الطارئة على مستوى القمة والخارجية واجتماعات وزارية قطاعية مختلفة في الصحة والتعليم والثقافة والبيئة والشؤون الاجتماعية، وغيرها من الاجتماعات التخصصية , وعلى الرغم من المصاعب التي تواجه الأمة الإسلامية إلا أن المنظمة متمسكة بحماية المصالح الحيوية للمسلمين البالغ عددهم نحو 1,8 مليار مسلم.


وأكدت منظمة التعاون الإسلامي أن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع؛ ملتزمة بدعم المنظمة لتمسكها القوي بفكرة التضامن الإسلامي، وستبقى وفية لتاريخها، مخلصة لمنجزاتها، متطلعة لمستقبل الأمة الإسلامية والعمل الإسلامي المشترك الذي يخدم مصالح الدول الأعضاء في تلك المنظمة.

وتشير الإنجازات التي تحققت خلال فترة عمل المنظمة، إلى تبنّيها البرنامج العشري 2005-2015 في قمة مكة المكرمة الاستثنائية عام 2005 التي حددت خارطة الطريق للعمل الإسلامي المشترك في جميع المجالات، وتم تجديد هذا البرنامج في الأعوام من 2015 ـ 2025؛ الأمر الذي مكّن المنظمة من تكثيف نشاطها وتوسيع دائرة عملها وتنوع برامجها؛ حيث برزت في الساحة الإقليمية والدولية كشريك أساسي لمواجهة مختلف التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، وتعاظم دورها في التفاعل مع الأحداث في العالم، والتحديات التي تواجهها، وخاصة المتعلقة بالسلم والأمن ومكافحة الإرهاب والتطرف وقضية "الإسلاموفوبيا" والدفاع عن المجتمعات المسلمة في الدول غير الأعضاء والجوانب الإنسانية، وحقوق الإنسان، ودعم التنمية، وتخفيف حدة الفقر، واجتثاث الأمراض الوبائية، وحقوق المرأة والشباب والأطفال والأسرة في العالم الإسلامي.

وتعاملت منظمة التعاون الإسلامي بقدر عال من الحكمة تجاه الصعوبات والتحديات التي تحاصر بعض دول العالم الإسلامي؛ فأنشأت وحدة متخصصة للسلم والأمن؛ حيث كان للمنظمة دور فاعل في جهود تحقيق السلام والأمن والاستقرار في مالي وإفريقيا الوسطى؛ الأمر الذي كان محل تقدير من قبل الشركاء الدوليين، فيما اضطلعت بدور هام في اتفاق السلام في جنوب الفلبين وأفغانستان والصومال ، فيما أنشأت المنظمة مركزاً لصوت الحكمة بهدف مناهضة خطاب الكراهية والتطرف بثلاث لغات ، إلى جانب إنشاء مرصد " للإسلاموفوبيا " لرصد ظاهرة الاعتداء على الإسلام والمسلمين في الدول غير الأعضاء.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org