"رئيس الوزراء" و"المهندس الأعظم" الذي كفر بالله وخرّ ساجدًا للبشر.. وهذه كانت نهايته

ضمن سلسلة أسماء ذُكرت بالقرآن تبدأ "سبق" في سردها
"رئيس الوزراء" و"المهندس الأعظم" الذي كفر بالله وخرّ ساجدًا للبشر.. وهذه كانت نهايته

تبدأ "سبق" في سرد قصص شخصيات، ذُكرت في القرآن الكريم، منها قصة غاية في الحكمة لصاحب الحاكم القوي الذي فسد في الأرض، وطغى، وظلم العباد.. وذُكرت هذه الشخصية ست مرات في آي القرآن الكريم.

وورد اسم هذه الشخصية في القرآن الكريم بوصفها من أهمّ حاشية فرعون؛ إذ كان وزيرًا أول لفرعون؛ يستشيره في أمور البلاد والعباد، وينفِّذ استشاراته (كرئيس الوزراء في هذا العصر)، وشارك في جرائم فرعون العديدة تجاه المستضعفين في الأرض حينما كان يقتل أبناءهم، ويستحيي نساءهم.

وعندما بعث الله سبحانه وتعالى موسى -عليه السلام-، وأمر الله النبي موسى بلقاء فرعون ودعوته وبني إسرائيل إلى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له، هنا رأى فرعون واستشعر الخطر؛ فهو يدّعي الألوهية، ولا يرى للمصريين آلهةً غيره؛ لذلك نادى فرعون في طلب وزيره الأول والأشهر بالبناء ورئيس العمال، إنه هامان، وأمره ببناء صرح كبير وضخم؛ ليصعد لله في السماء! وطلب فرعون من وزيره أن يبني الصرح من الطين؛ لأن مصر كانت تشتهر ببناء الصروح الضخمة آنذاك، مثل الأهرامات والمسلات وغيرها. وكان فرعون يأمر حاشيته ضمن طقوس الفراعنة بالسجود له.

اعتقد فرعون وهامان أنّ موسى -عليه السّلام- يكذب في دعوته؛ فشرع هامان بعد ذلك بتنفيذ أوامر فرعون، وبناء على ما طلبه الملك، واشترك معه في كل الجرائم؛ لذلك ذكر الله تعالى اسمه مع فرعون، وجاءت النهاية في اليمّ.

وأثار الوزير الأول علماء الآثار المصرية. وأبرز ما ذكرته كتب التاريخ أن عالم الآثار الفرنسي موريس بوكاي أخذ على عاتقه البحث في المخطوطات القديمة للبحث عن اسم هامان فيها. وراجع "بوكاي" كتابًا، يشتمل على أسماء الشخصيات في المملكة القديمة في مصر، وهي منذ أربعة آلاف عام على الأرجح. وبعد البحث والتحري، وسؤال المتخصّصين، وجد أنه ورد في تلك السّجلات اسم هامان بالفعل، ومعناه يشير إلى رئيس عمال المقالع. وهذه المهنة تقارب ما ذكره الله تعالى في القرآن الكريم حينما أمر فرعون هامان ببناء الصرح.

ولقد ورد ذكر هامان باسمه في القرآن الكريم في ستة مَواطن، وذلك على النحو الآتي:

1ـ ﴿وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ﴾ (القصص: 6).

2ـ ﴿فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ﴾ (القصص: 8).

3ـ ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إلى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ (القصص: 38).

4ـ ﴿وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ. وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ﴾ (العنکبوت: 39).

5ـ ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ * إلى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ﴾ (غافر: 23 ـ 24).

6ـ ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ * أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إلى إِلَهِ مُوسَى..﴾ (غافر: 36 ـ37).

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org