تعرَّض أحد نزلاء التأهيل الشامل بالقنفذة (إعاقة عقلية وجسدية) للعنف من أحد عمالة المركز بعد حرقه بمادة ساخنة؛ حُول معها لمستشفى القنفذة العام، وأُدخل التنويم لمدة يومين دون علم أهله، وصُنفت إصابته بحروق من الدرجة الثانية، بحسب أقاربه الذين ناشدوا الأمير خالد الفيصل والمسؤولين في "حقوق الإنسان" ووزير العمل والتنمية الاجتماعية فتح تحقيق موسَّع، ومعاقبة المتسبب دون تحفُّظ.
وأكدوا اختلاف التبريرات عما رصدته كاميرات المركز؛ إذ رصدت الكاميرات العامل وهو يسحب النزيل لدورات المياه، ثم يذهب لبرادة المياه، ويملأ كوبًا من الجزء الساخن، ويدخل به لدورة المياه، ثم يملؤه، ويعود به لدورة المياه ثانية، وثالثة.. ولم ينقل للمستشفى إلا بعد ثلاث ساعات من الحادثة، وهو الشيء الذي لم تبينه إدارة المركز مدعين أن الحروق كانت بسبب كوب شاي سقط بالخطأ، وأن الإدارة عرضت مبلغًا ماليًّا وعقاب للعامل مقابل التنازل مع رسائل غير مباشرة بإخراج النزيل من التأهيل إن صُعِّد الأمر، على حد قولهم.
وقال لـ"سبق" صالح الشيخي: فوجئنا عند زيارة والدتي لشقيقي عطية في الثلث الأخير من شهر شوال المنصرم بأن به حروقًا كبيرة، مضى عليها أيام عدة، ولم نشعر بذلك. وبسؤال مسؤولي المركز أفادوا بأنها حروق بسيطة، وأنهم بدؤوا التحقيق في ذلك دون إطلاعنا على مجريات التحقيق أو كاميرات المركز.
وأضاف: بعد أسابيع عدة أخبرنا مدير المركز بأن التحقيقات أظهرت أن العامل سقط منه كوب شاي بالخطأ، وأنه تم استبعاده من العمل ذاته، وتغريمه 13700 ريال لذوي النزيل المعاق دون إطلاعنا على الفيديوهات التي رصدتها كاميرات المركز أو ملف التحقيق. وتساءل: لو افترضنا صحة ذلك فما الذي أوصل الشاي له وهو لا يستطيع الجلوس من الأساس، وهو نزيل بالمركز منذ قرابة 15 عامًا؟ ثم إنه وردني مساء أمس اتصال، يفيد بأنه قد يتم إخراجه من المركز إن صعَّدنا الموضوع لجهات عليا أو إعلاميًّا.
وتساءل قريبه الآخر عبدالله: كيف فُتح تحقيق مع العامل فقط دون تحقيق مع المشرف ومناوب الفترة وباقي الطاقم؟ وكيف لم يُعرض ذلك على النيابة العامة؟ وهل تحويل العامل من عامل عناية إلى عامل بلدية بالمركز كافٍ مع هذا التعنيف مع من لا يستطيع دفع الأذى أو حتى الكلام؟ ثم إنه لماذا تأخر نقله للمستشفى ثلاث ساعات، ثم تأخر إبلاغنا أيامًا عدة؟
وقال ذوو النزيل المعاق: نناشد مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، ووزير العمل والتنمية الاجتماعية، وحقوق الإنسان، فتح تحقيق في ملابسات الموضوع، وإرسال لجنة من خارج المركز أو الوزارة، تطلع على كاميرات المركز وملف التحقيق.
"سبق" تواصلت مع عبدالرحمن الراشدي، مدير التأهيل الشامل بالقنفذة، الذي اعتذر عن التصريح قائلاً إنه غير مخول بذلك، مبينًا أنه تم إشعار إدارة الخدمات بالوزارة وإدارة المنطقة، كما أنه تم إفادة شقيقه بكل شيء حول الأمر.
كما تواصلت "سبق" مع مدير الحماية الاجتماعية بمحافظة القنفذة هادي المسعري الذي أكد الواقعة، وقال: وردنا بلاغ عن معاق حدث له تعنيف وحروق بمبنى التأهيل الشامل؛ فخاطبنا المركز عن ماذا حدث؟ وماذا تم اتخاذه؟ فتمت الإجابة بحدوث الحادثة، وأنه تم تشكيل لجنة، وتم تحديد مبلغ مالي غرامة على الشركة المشغلة، وذلك بحسب كلام مدير المركز. مضيفًا: وبذلك انتهى دوري في الحماية بناء على الخطاب المرسل لي من المركز، وأنه اتخذ إجراء، وهذا هو الإجراء المتبع بما يردنا داخل المؤسسات الحكومية.