كان معظم الجسد الميت يطل من عربة "التوكتوك" المسجي في أرضيتها، الرأس مدلى، والذراع اليسرى فيها ساعة توقفت فيها الحياة، ولم يبقَ إلا آثار الأصابع وهي تزحف على الأرض، فوق الجثة جلست أم وهي تجسد كل ألم فقد الابن، كانت تبحث عن مكان تكرم فيه جثة ابنها بالدفن أو الحرق.
جثة في "توكتوك"
وتقول صحيفة "الديلي ميل" البريطانية: كان المشهد المأساوي للأم وابنها، هو لحظة النهاية لواحدة فقط من آلاف القصص عن ضحايا وباء فيروس كورونا في الهند، فالأم أجبرت على التنقل بابنها وهو مريض من مستشفى إلى آخر في مدينة فاراناسي بولاية أوتار براديش شمالي الهند، بحثاً عن سرير له، حتى توفي؛ لأنه لم يتلقّ أي علاج، وفي النهاية لم تجد له عربة إسعاف لنقله إلى المحرقة.
ترك أمه على الرصيف
وفي حادثة أخرى، وجّهت الشرطة اتهاماً لشاب بعدما ترك والدته المريضة على جانب الطريق في مدينة كانبور بولاية أوتار براديش، عندما ثبتت إصابتها بفيروس كورونا.
وقد تم إبلاغ السلطات بالحادث عندما انتشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر المرأة مستلقية على جانب الطريق، فأخذها السكان المحليون إلى المستشفى حيث توفيت بعد قليل.
انتحر بعد إصابته بالفيروس
وفي قصة مروعة بولاية البنغال الغربية، قفز رجل من سطح مستشفى وتوفي يوم السبت بعد أن ثبتت إصابته في 22 أبريل، وتم رصد الحادث عبر لقطات من كاميرات المراقبة، وقال طاقم المستشفى إنهم رأوا الرجل يكسر نافذة في غرفة العلاج ويخرج إلى السطح قبل أن يقفز.
قطع رأس زوجته المصابة
وفي مدينة بتنا عاصمة ولاية بيهار شرقي الهند، قطع موظف في السكك الحديدية رأس زوجته بعد أن ثبتت إصابتها بفيروس كورونا، ثم قفز المتهم من شرفة شقته ليلقى مصرعه عقب ارتكاب جريمته.
جثة تسقط في الشارع
وأظهر مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع على الإنترنت جثة ضحية لفيروس كورونا تسقط من سيارة إسعاف قديمة كانت تستخدم لنقل الجثث للمحرقة في مدينة فيديشا بولاية ماديا براديش.
ووفقًا لما ذكرته صحيفة " تايمز أوف إنديا"، شاهدت أسرة الضحية مقطع الفيديو وقالت إنها صُدمت لرؤية جثة أحد أفراد أسرتها تسقط من الباب الجانبي لسيارة الإسعاف عندما انعطفت بحدة بعد مغادرة كلية أتال بيهاري فاجبايي الطبية الحكومية.
وحسب الصحيفة، لم يعرف عدد الجثث التي كانت تحملها سيارة الإسعاف القديمة عندما وقع الحادث.
ومن جهة أخرى، بث تلفزيون "إن دي تي في"، فيديو لثلاثة عاملين في مجال الصحة في ولاية بيهار الشرقية وهم يسحبون جثة على الأرض في طريقها إلى الحرق، بعدما نفدت نقالات نقل المرضى والجثث.
"عمر" يبكي أمه
وفي صورة مأساوية التقطت في مدينة سريناغار26 يوم أبريل 2021، جلس شخص يدعى "عمر فاروق" في الشارع يبكي بجوار جثة والدته التي توفيت بفيروس كورونا وهو يستعد لنقلها إلى المقبرة.
انهيار النظام الصحي
وقالت "الديلي ميل"، إن وضع الوباء كورونا أصبح رهيباً في الهند، وقد انهار النظام الصحي في البلاد تقريباً، حيث أصدرت المستشفيات والأطباء بيانات عاجلة تؤكد أنهم غير قادرين على التعامل مع الحالات المتزايدة للمرضي والموتى، حيث قاربت الإصابات على 300 ألف إصابة يوميا، بينما تقترب حالات الوفاة من ثلاثة آلاف يومياً، كما تعاني المستشفيات من نقص حاد في إمدادات الأكسجين وأجهزة التنفس الصناعي.
اللقاح طوق نجاة
ويوم الأحد الماضي، حث رئيس الوزراء ناريندرا مودي جميع المواطنين على التطعيم وقال: إن الهند تتعرض لعاصفة كورونا، وذلك بعد أسابيع فقط من التفاخر بأن البلاد هزمت الوباء.
ويبدو أن النداء قد لقى صدى، حيث شهدت الهند طوابير من المحتشدين بحثاً عن لقاح، ورغم أنهم تأخروا كثيراً، لكن تبقى جرعة اللقاح طوق النجاة من الموت الكاسح في كل مكان.
