"أبا الخيل": "الإخوان" جماعة تكفير وإرهاب.. و"الحاكمية" طريقتهم الشيطانية لخداع الناس

قال إنهم يبحثون عن كل من يدعم شرهم وأحد مؤسسيها صفوي إيراني رافضي
"أبا الخيل": "الإخوان" جماعة تكفير وإرهاب.. و"الحاكمية" طريقتهم الشيطانية لخداع الناس

أكد مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وعضو هيئة كبار العلماء الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل، لبرنامج الراصد، أن جماعة الإخوان تسببوا في تشويه صورة الإسلام وألصقوا بديننا ما هو منه براء؛ من العنف والغلو والإرهاب ومن أمور كانت مجتمعاتنا بمعزل عنها، ولكنها بطرقهم الشيطانية الخبيثة صار ما صار، والله عز وجل لهم بالمرصاد وسيكشف سترهم ويفضحهم، وستنهض المجتمعات وتعود إلى حياض الدين.

وفي التفاصيل: أوضح "أبا الخيل" أن شريعة الإسلام جاءت من أجل جمع القلوب وتأليفها، ومن يتأمل النصوص يرى أن فيها تجريماً وتحريماً ظاهراً لها، وقول الله عز وجل: "واعتصموا بحبل الله" قال بعض الصحابة والتابعين: المقصود به القرآن، وقال بعضهم: الجماعة، وقد قال الإمام القرطبي: إن كلاهما أقوال متآلفة ومتَّفقة ومتناسقة؛ لأن القرآن يدعو إلى الجماعة، والجماعة حق والفرقة زيغ ومهلكة؛ فالله سبحانه وتعالى يبين لنا أن نحذر سلوك طريق المشركين الذي هو التحزب والتشيّع والتفرق؛ الأمر الذي يجعل بعض المسلمين ممن تلبَّسوا بهذه الجماعات يضربون بعضهم بعضًا، والرسول صلى الله عليه وسلم من خلال سنته وسيرته العطرة جلى هذه الحقائق وأبرز هذه المعالم، ورعى أن يكون المسلمون وحدة واحدة متعاونين على البر والتقوى؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: في ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم: إخلاص العبادة لله عز وجل، ومناصحة ولاة الأمور، ولزوم جماعتهم؛ فإن دعوتهم تحيط بهم وراءهم.

أضاف: قال الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله: إنه لم يدخل خلل على الناس في أمور دينهم ودنياهم إلا بالإخلال بهذه الثلاث أو بإحداها؛ وهي: الجماعة، والإمامة، والطاعة؛ فوجود الجماعة حفاظ على الهوية الإسلامية، ولا إسلام بلا جماعة، ولا جماعة إلا بطاعة، ولا طاعة إلا بإمامة لإمام له بيع وسمع وطاعة يجنب الناس العوادي والفسق والخلاف والشر.

وقال مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: إن جماعة الإخوان المسلمين تُدعم من عدة اتجاهات وكل عدو للإسلام والمسلمين بشكل عام ولبلادنا المملكة العربية السعودية فهو يدعمها، سواء من الشرق أم الغرب، ولا ننسى نظام الحمدين والنظام القطري الحالي فإنهم يقرون بذلك ويرعون هذا التنظيم ويقرون بذلك؛ بل إن التنظيم بأقطابه الذي يترأسه كبيرهم هذا يقر بأن قطر هي دعمت جميع الثورات العربية حتى يحققوا الخلافة المزعومة الموهومة، التي هي في الخيال والتي يصفونها بأنها إسلامية، ولكن هذا بعيد عنهم ولا يمكن أن يصلوا إليه لأن العلماء اتفقوا من عهد الإمام أحمد -كما ذكر ذلك شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب، رحمه الله- على أن من تولى على قُطر أو بلد وبويع له بالسمع والطاعة فهو إمام على ذلك البلد.

وأضاف: أنهم من شيطنتهم وانحرافهم العلمي والمنهجي يجعلون الحاكمية النوعَ الرابع من أنواع التوحيد؛ حتى يخدعوا الناس ويقبلوا عليهم.

وعرّف الحاكمية بأنها: نبتة غذاها الخوارج في زمن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وذلك عندما ناقشهم وحاورهم فقالوا: إن الحكم إلا لله، فقال الإمام علي كلمة حق أُريد بها باطل. فهم بذلك يدعون زوراً وبهتاناً أنهم يريدون العالم الإسلامي أنه يتجه إلى الخلافة الإسلامية، وهذا غير صحيح ولا يمت إلى الصدق بصلة؛ بل إنهم يرتحلونه ويركبونه ويطنطنون حوله من أجل تحقيق أهدافهم.

وأشار إلى إن رموز الإخوان منذ أن بدأ فكرهم وتنظيمهم: جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، وحسن البنا، ونواف صفوي الإيراني، ثم يأتي بعد ذلك: سيد قطب، وعلي أصلاني، وصولاً إلى مدبرهم ومحركهم في هذا الوقت: يوسف القرضاوي.

وأردف: هناك أتابع لهم في كثير من البلدان الإسلامية يقربون ويبعدون ولكنهم أذكياء يظهرون عند وقت الحاجة ويختفون عندما يرى أن الأمر ليس من مصلحتهم، وما أكثرهم وكتبهم وأقاويلهم وما يقررونه في مجالسهم ووسائل الإعلام تدل عليهم ويجب الحذر منهم.

وبيّن أن طريقتهم ومنهجهم ألا يتركوا قبيحاً إلا طرقوا بابه، ولا يدعون عن أي أمر من الأمور مما يخدم جماعتهم وتنظيمهم ويحقق مطلوبهم.

ولفت "أبا الخيل" إلى أن الإخوان المسلمين يقللون من شأن الأوطان حتى ينعدم انتماء الشخص لوطنه انعداماً كاملاً؛ وبالتالي يكون صيداً سهلاً لهم وفريسة واضحة يستغلونه فيما يريدون، ولنعلم أن من ليس فيه خير لوطنه فلا خير فيه لأمته، فكيف إذا كان هذا الوطن وطن الإسلام والسنة والتوحيد وبلاد الحرمين وقبلة المسلمين المملكة العربية السعودية، الناصرة لدين الله ومثال رائع للبلد الإسلامي في هذا العالم، وحال المملكة وما تنعم به لا يروق لهم؛ لأن منهجها يخالف ما يرددونه ويسعون إليه.

وشدد عضو هيئة كبار العلماء على أن التربية والتعليم أساس مكين وقرار معين ومنطلق قوي واضح لكل أمة تريد الخير والصلاح والأمن والطمأنينة والرقي، وكذلك مشاركة المجتمعات فيما يجد أو يحدث من القضايا والنوازل والتطوير في كل الآليات والوسائل والأساليب، وأبعد من ذلك هو امتلاك زمام الأمور في توجيه الناشئة، إما إلى الخير أو إلى الشر، ومن هنا ركز تنظيم جماعة الإخوان المسلمين على التعليم بشكل خاص والتربية وأردفوها بالدعوة والإرشاد وغيرها من الطرق والمناهج التي يصلون من خلالها إلى تحقيق أهدافهم السياسية الدنيوية التي اتبعوا من أجلها كل قبيح وأسلوب منحرف، ولذلك فإن التربية عند الإخوان نوعان تربية نظرية وتربية عملية ولها ركنان أساسيان هما الحجر الفكري والإرهاب الفكري.

وأكد أن الحجر الفكري هو أن يتصيدوا ويستقطبوا من يرون أنه مناسب للتأثير عليه بأفكارهم وأطروحاتهم التي تأتي دائماً بشعارات براقة وعبارات رنانة وأنهم يقصدون الإصلاح وهم أبعد ما يكونون عن ذلك كما بعدت الثريا عن الثرى. ثم يأتون به إلى محافلهم السرية ثم يبدؤون يضعون بفكره ما يريدون من الخروج على ولاة الأمر ومن الثورة على مجتمعه بل إن أبا الأعلى المودودي يذكر في أحد كتبه أن الشاب يجب أن يخرج عن إطار أسرته ومجتمعه.

وأضاف أن حزب تنظيم الإخوان يضم الصفويين والإيرانيين والرافضة الغلاة، وهذا معروف ومعلوم، ولو رجع الإنسان إلى أسماء هؤلاء لعرف ذلك، بل إن أحد مؤسسي جماعة الإخوان هو نواب صفوي الإيراني الرافضي مؤسس جماعة فدائيات إسلام، مؤكداً أنهم يبحثون عن كل ما يدعم شرهم وأيضاً يكون طريقاً إلى الوصول لمطامعهم سواء كانوا صفويين أو فرساً أو أحزاب الشيطان، بل إن حزبهم يشمل غير المسلمين، وبالتالي لا يستغرب علاقتهم بهذه الدولة الصفوية وسيرهم خلفها.

وأردف: إن هذه الدولة الصفوية دولة إرهابية وتسعى دائماً إلى إحداث القلاقل في المنطقة حتى أن الحج لم يسلم منهم ، بل إن من مبادئهم الثورات والانقلابات والاعتصامات، ويقول أحد أقطاب الإخوان في بلادنا إن الثورة الإيرانية الإسلامية ثورة ناجحة لا بد أن نستفيد منها، وهذا هو ما يسهم فعلياً في ضياع أبنائنا.

وتابع: إن هدف الإخوان الأساسي هو قلب أنظمة الحكم وتسليط الأضواء على ولاة الأمر حتى يدخلوا الغل والحقد في نفوس الناس وعلى حكامهم، وهذا يسهل لهم الوصول إلى أهدافهم، ولذلك لو تأملت في كتبهم ومقالاتهم وما يقررونه عبر وسائل الإعلام لرأينا ذلك واقعاً، موضحاً أنهم يقولون إن هؤلاء الحكام ظلمة أو طغاة أو لا يطبقون شريعة الله وغيرها من الطنطنات.

واستطرد: سأذكر مثالاً لنهج يوسف القرضاوي؛ لما تمكن الإخوان في السلطة راح يصحح أحاديث السمع والطاعة التي كان يضعها قبل أن يصلوا للحكم، هل نصوص الدين قابلة لمثل هذه الترهات؟!! وهذه الطريقة لا يفعلها حتى الأعداء، وكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية الهواء يكتسح الأديان، وهم يركبون الهواء ويسيرون خلفه كأنه إله.

وأكمل: إن القرضاوي له أقوال غاية في الخطورة ومنها وأخطرها قوله يجب أن نسعى إلى تطبيق الشريعة وأن هؤلاء الصفويين يطبقون الشريعة ويبارك ثورتهم ويترحم على موقدها.

وكذلك من أقوال القرضاوي أن الحرية مقدمة على الشريعة وكذلك أنه ضد الدولة الدينية وبالتالي كيف تصدق أمثال هؤلاء؟، وماذا حصل لعقولنا وقلوبنا أن نسير خلف ما يروجون له مما هو أبعد ما يكون عن المصدرين الأساسيين وهما الكتاب والسنة.

وأكد: ما يتعلق بالعلماء ومن حولهم ممن يؤثرون عليهم فهم بشر وقد لا يعلمون بعض حقائق هذه الجماعة خصوصاً جماعة الإخوان لأن لها سيلاً كبيراً من المؤيدين والمتعاطفين والمتأثرين من 40 أو 50 سنة ولكن لمّا تبينت لهم الحقائق فإن قولهم قول فصل ورأيهم رأي شرعي في تحريم الانتساب إلى هذه الجماعات أو التعاطف معها.

وأبان أن الذين يتأثرون بفكر الإخوان أربع فئات:

الأولى المبايعون وذوو الولاء. الثانية المنتمون والمتأثرون. والثالثة الداعمون. والرابعة المتعاطفون. وأنا أرى أن الفئة الثالثة والرابعة هي الأخطر لأنها تؤدي عملاً قد لا يكون ظاهراً وتدافع عن مثل هؤلاء المنحرفين والمتطرفين وتيسر أمورهم وتسهل أمورهم إما بدعم علمي أو معنوي أو مادي ، ومما هو موثق ومعلوم أن هؤلاء الداعمين والمتعاطفين لا يمكن أحياناً أن تصل إليهم أو تتعرف على أحوالهم وهم كمن يدس السم في العسل ، ولذلك من طرقهم الشيطانية أنهم يقولون إذا رأيت العاصفة فانحني حتى تزول ثم ارفع رأسك. ويقول أحمد الراشد في أحد كتبه بعضنا يفجر وبعضنا يستنكر والآن نرى من بعضهم أنه أكثر وطنية ممن ثبت على الحق والمنهج ويبارز في هذا، بل قد يقدح في أهل الأصول والثوابت الذين كشفوا أمرهم.

ولفت إلى أهمية الانتباه إلى هؤلاء سواء بالتعليم أو الدعوة أو التربية أو التوجيه أو جميع الأمور التي تتعلق بتصفية وتنقية المجتمع من ذلك، منوهاً أننا نواجه أزمتين الأولى: أزمة أمن فكري عقدي والثانية أزمة مواطنة صالحة لا بد أن نكون أشداء أقوياء للوصول إلى تحقيقها. وأما فيما يتعلق بالتشويش والتشويه والخروج على ولي الأمر فهذا ثابت ومعروف ومتيقن منه من خلال من يرصد تاريخهم ويسبر أغوار أحوالهم.

وعلق "أبا الخيل" على صورة عرضت لحسن البنا قائلاً هذا مؤسس حزب وتنظيم جماعة الإخوان المتطرف، كما علق على صورة سيد قطب قائلاً هذا هو الذي بدأ التنظيم ووجهه توجيهاً تكفيرياً.

وأشار إلى أن ما يقوم به أبناء هذا الوطن على مختلف مستوياتهم وتنوع تخصصاتهم أعمال رائعة وصادقة ومخلصة وفي مقدمتهم أولئك الرجال الأماجد الأفذاذ الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وأرخصوا الغالي والنفيس دفاعاً وجهاداً عن هذا الوطن وقد رأيناهم في مواقع العز والكرامة رافعي رؤوسهم وهاماتهم تعانق السحاب، بل لا يريدون العودة إلى أهلهم إلا وقد انتصروا، وإننا نرى بتوجيهات ولاة الأمر بوادر النصر في اليمن ظاهرة وقريبة، ويكفي هذه البلاد فخراً أنها قامت بعمليتين عالميتين شرعيتين وهما عاصفة الحزم وإعادة الأمل والشرعية لهذه الدولة الشقيقة. أما هؤلاء المزايدون والذين يقلبون الحقائق ويعملون الأعمال التي لا يستفيد منها إلا أعداء الدين والدولة والملة فلهم أجندات خبيثة يرغبون الوصول إليها.

وأشاد بجهود المملكة قائلاً : بيض الله وجه سمو ولي العهد الكريم الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله والذي يسير على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وفقهم الله جميعاً فقد قال وأجاد وكفى ووفى ووضع النقاط على الحروف في موضوع حساس دقيق ووطني بل وعالمي بطريقة علمية ومنهجية وفكرية واعية مدركة عالمة وعارفة بالحقائق والأرقام فيما يتعلق بتنظيم جماعة الإخوان وما نبت منها كالتنظيم السروي أو القاعدة أو داعش أو غيرها.

وأكد أن كلام الأمير في الصميم لأنهم غزو التعليم والدعوة وكل المفاصل التي يمكن من خلالها أن يتحقق منالهم، ولكن لن يصلوا إلى ذلك لأنه حفظه الله يبين خطورتهم وعداوتهم للدين والوطن وسيقضي عليهم وسنكون خير معين له بكل أمانة وصدق وولاء ووفاء لديننا وعقيدتنا ووطننا وولاة أمرنا.

ونبه إلى أن هذه المرحلة بحاجة إلى مثل هذا التأسيس والتأصيل وكشف الملابسات والأمور وإبعاد أي أمر ممكن أن يلبّس أو يدلّس فيه، لأن بلادنا الكريمة أساساً تقوم على الوسطية والاعتدال والسماحة والتعايش كما أشار بذلك سموه في عدد من المحافل الداخلية والخارجية وأنه لا بد أن نعود إلى هذه الحياض الصافية النقية ونبتعد عن هذه الشوائب والأهواء والشبهات التي أوقعتها مثل هذه التنظيمات في نفوس أبنائنا.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org