لماذا في "سبق" (تنقز العرفج)؟

لماذا في "سبق" (تنقز العرفج)؟

سؤال مستفز، تستحقه صحيفة سبق وقراؤها، ولن أجيب عنه حتى أمتلك الجواب الكافي الشافي.. وهذا أكثر استفزازًا، ما لم أسارع بالبحث عن مبررات كافية تشفع لي باستمرار الكتابة في ظل الظروف الصحية التي تمر بي حاليًا.. فقد كتبت بانتظام في عدد من الصحف الورقية، ولم أغب عنها إلا عند دخولي المستشفى لإجراء عملية جراحية، وما أكثر العمليات الجراحية التي أجريتها في السنوات الأخيرة.. فالحمد لله فتحت صدري لمشرط الجراح أكثر من عشر مرات ما بين عمليات القلب المفتوح، وتبديل الصمامات، وعمليات استئصال الأورام من القولون والمستقيم؛ ما يجعلني أعتذر عن الكتابة للصحف في حينه، إضافة إلى البرامج العلاجية المصاحبة لأمراض السرطان، مثل برنامجَي (الكيماوي والإشعاعي)، اللذين يكون وقعهما فوق احتمالي مهما كانت طاقة تحمُّلي؛ فالإنسان مهما كان صبورًا لا بد من التأثُّر السلبي الذي معه يصعب التحكم في حالته النفسية؛ ولهذه الأسباب عندما كنت أكتب عمودًا أسبوعيًّا في الصحف الورقية أستأذن عند الحاجة للوقت مع العمليات الجراحية، أو أحد البرامج السابقة؛ فأغيب شهرًا أو شهرَيْن، ينقصان أو يزيدان قليلاً، ثم أعود لمزاولة نشاطي.

في الأسبوع الماضي دخلتُ المستشفى في برنامج جديد من (العلاج الكيماوي) الذي سبق لي التعامل معه منذ أكثر من ثلاث سنوات،وأخذت الجرعة الأولى التي كانت مكثفة بكل تبعاتها المؤلمة.. وعلى الرغم من آثارها السلبية التي عانيتها إلا أنه في اليوم نفسه نشرت مقالتي (رمضان.. شهر التسامح)، ولم أسلم من أسئلة أصدقائي المقربين: متى؟ وكيف؟.. ولم أستطع الهروب من أسئلة زوجتي الأكثر قُربًا، والأكثرإلحاحًا، التي تحرص دائمًا على راحتي، وأول ما تحرص عليه التوقف عن الكتابة حتى أتعافى تمامًا، لكنني حاولتُ أن أبرر لها بأن الكتابة في "سبق" تختلف عن غيرها من الصحف، وسردتُ عددًا من الأسباب تؤكد حرصي على الاستمرار في كتابة مقالتي الأسبوعية.. فهي تحاول أن تقنعني بالراحة والهدوء حتى أعود لمزاولة نشاطي بصحة جيدة، وهي على استعداد أن تصوم عني وتصلي من أجلي لتدعو لي، وتقدم لي فطورًا شهيًّا من يديها بشرط أن (أنقز العرفج)، وهو شجر بري معمر، وله زهر يميل للاصفرار. وهذا من الأمثال الشعبية البدوية، ويُضرب به للمريض إذا شُفي تمامًا، وأصبح قادرًا على العمل بهمة ونشاط. وهكذا في الأسبوع الماضي (نقزت العرفج) في "سبق" على الرغم من كل الآلام التي اعترتني، وكتبتُ مقالتي،وسأستمرُّ - بإذن الله - ثم بفضل دعواتكم أيها الأحباب.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org