"الشايع":  الشيخ السدلان من الرعيل الأول للعلماء الذين عاصروا بدايات ما بعد تأسيس المملكة

قال: هؤلاء شيوخه الذين تتلمذ على أيديهم
"الشايع":  الشيخ السدلان من الرعيل الأول للعلماء الذين عاصروا بدايات ما بعد تأسيس المملكة

نعى الأمين العام المساعد للهيئة العالمية للتعريف بالنبي، صلى الله عليه وسلم، الشيخ خالد بن عبدالرحمن الشايع، شيخه الدكتور صالح بن غانم بن عبد الله السدلان، الذي توفي صباح اليوم.

وقال "الشايع": في صبيحة اليوم الثلاثاء، الرابع من شهر صفر للعام 1439هـ ، توفي شيخنا وأستاذنا العلامة الدكتور صالح بن غانم بن عبد الله السدلان عن عمر يناهز 79 عامًا قضاها في العلم والتعليم والدعوة وقضاء حاجات الناس.

وأضاف: "الشيخ صالح، رحمه الله، من الرعيل الأول من العلماء الذين عاصروا بدايات ما بعد التأسيس للمملكة، وممن نهلوا من علوم ومنهج شيخ مشايخنا الإمام العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ، رحمه الله، ودرس كذلك على أئمة أعلام، كابن باز، وعبدالله بن حميد، ومحمد الأمين الشنقيطي، وعبد الرزاق عفيفي، وغيرهم، رحمهم الله".

وتابع قائلا: "تشرفت بالتتلمذ والمصاحبة والمجالسة للشيخ قبل الدراسة الجامعية بكلية الشريعة وأثناءها وبعدها، فعرفت الشيخ عن كثب، ورأيت من خصاله الكريمة وأخلاقه الشريفة وسيرته الحميدة شيئًا كثيرًا، فهو بحق مدرسة في العلم والأخلاق والتعامل والعبادة والخشوع والخشية لله، وكان واصلاً للقرآن بكثرة قراءته عن ظهر قلب، ملازمًا للسنة متمسكًا بها، ولا أزكيه على الله".

وأردف: "تميز الشيخ، رحمه الله، بشغفه للعلم تعلُّمًا وتعليمًا ومدارسة، فلا يكاد يوجد له مجلس إلا وهو معمور بالعلم ومدارسته، بالإضافة إلى تدريسه في الجامعة بكلية الشريعة، وإشرافه على رسائل الباحثين في الدراسات العليا، وإجابته لتساؤلات المستفتين في المسجد وفي مكتبه ومنزله وعبر الهاتف".

وأضاف قائلا: "كنت إذا سافرت معه رتبنا قراءة محددة أثناء السفر، سواء خلال الرحلة في الطائرة أو السيارة أو أوقات الانتظار أو عندما نرجع للسكن، فقرأت عليه بعض مؤلفاته، وقرأت عليه أبوابًا من صحيح البخاري ورياض الصالحين والكلم الطيب لابن تيمية وشرحه للعيني وغيرها".

وقال: امتدَّت مبادرات الشيخ في الدعوة إلى الله في أرجاء المملكة إلى أنحاء المعمورة في أوروبا وأمريكا وإفريقيا وجنوب شرق آسيا وأستراليا، حيث مئات المحاضرات والندوات والدروس العلمية".

وتابع: "في جانبٍ ريادي من سيرة الشيخ صالح، رحمه الله، كان ذلك عبر تواصله مع ولاة الأمر في المملكة ومع المحسنين سببًا في عمارة عشرات المساجد في المملكة والعديد من دول العالم، إضافة إلى تأسيس المراكز الإسلامية ودور تحفيظ القرآن الكريم".

وقال الشائع: "حفظت عن الشيخ تواصله مع ولاة الأمر ناصحًا أمينًا، مع اللطف والإسرار عملاً بالهدي النبوي في هذا الباب".

ومن مآثر الشيخ صالح سعيه لتأسيس المركز الخيري لتعليم القرآن وعلومه، والذي صدرت به موافقة ودعم من المقام السامي عام 1401هـ، فانتشرت فروعه وحلقاته في العديد من أحياء مدن المملكة".

وأردف "من الأعمال الكريمة التي نذر لها الشيخ نفسه سعيه في قضاء حوائج الناس على اختلاف أنواعها بما يستطيع ويقدر، وبذل شفاعته لدى ولاة الأمر والمسؤولين والمحسنين في إعانة المحتاجين وسداد ديون المعسرين وعلاج المرضى والإلحاق بالدراسة وغيرها، وإصلاح ذات البين للأزواج والمتخاصمين وغيرهم. وتوج ذلك بتأسيسه لمؤسسة صالح السدلان الخيرية".

وأضاف " كان الشيخ على جانب من السخاء والجود والكرم، ففتح داره ومكتبه ومجالسه للقادمين إليه ولمن يصلُّون معه بمسجده، وهيأ لهم الضيافة المناسبة، سواءً إبان إمامته لجامع بدر في العليا، أو عندما انتقل إلى حي التعاون وتوليه إمامة جامع الجوهرة، ومع تزاحم الأعمال عُني الشيخ صالح بترتيب الأوقات وتقسيم الأعمال وجعل لكل فئة من الناس مواعيد تتحقق معها مطالبهم، سواء لأهل بيته وأقاربه أو جيرانه أو تلاميذه أو غيرهم ممن يقصدونه".

وتابع: "تشرفت بالسفر مع الشيخ في عدد من رحلاته الدعوية داخل المملكة وخارجها فرأيت من كريم أخلاقه وتواضعه وسلامة صدره شيئًا كثيرًا، محبًا للمزاح وإدخال السرور على من حوله، مستثمرًا للوقت بما ينفع، محبًا للمشي للرياضة، ومحافظًا على قيام الليل بالتهجد، كما أن للشيخ صالح نصيب وافر من التأليف، فأودع في المكتبة الشرعية العديد من المؤلفات من أبرزها: النية وأثرها في الأحكام الشرعية، وأربعون حديثًا ًكل حديث في خصلتين، وأربعون حديثًا كل حديث في ثلاث خصال، والقواعد الفقهية الكبرى، ووجوب تطبيق الشريعة الإسلامية في كل عصر، وآداب وأحكام زيارة المدينة المنورة، وأسس الحكم في الشريعة الإسلامية، وصلاة الجماعة حكمها وأحكامها، وفقه الزواج في ضوء الكتاب والسنَّة، ومظاهر الأخطاء في التكفير والتفسيق، وغيرها كثير".

وأضاف: " نهل من علم الشيخ ومن كريم سيرته الآلاف من التلاميذ، سواء في التعليم العام أو الجامعي والعالي وفي حلق العلم بالمساجد، ممن تبوأوا بعد ذلك مراتب التعليم والقضاء والمسئوليات المتنوعة".

وقال الشائع: "في ختام سيرة الشيخ الجليل أسأل الله أن يغفر له، وأن يرفع درجته في المهديين، وأن يخلفه في عقبه في الغابرين، اللهم اغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح له في قبره ونور له فيه".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org