متى تفتح الموظفة بيت الزوجية؟

متى تفتح الموظفة بيت الزوجية؟

تبدلت علينا خطوب الزمان؛ فاختلطت الأوراق.. وتحركت الثوابت، ثم تزحزحت السواكن! أذكر للمقاربة ليس إلا أني حضرت قبل عشرين عامًا تقريبًا إحدى دورات التنمية البشرية، تدربنا فيها على ممارسات وتطبيقات تطوير الذات. إحدى فرضيات الدورة كانت (النمذجة)، أو المحاكاة، وفيها يختار المتدرب نموذجًا بشريًّا مماثلاً لطبيعته وقدراته الجسمانية، ومن ثم يتتبع منهج هذه الشخصية المرغوبة، وما أدى إلى نجاحها حتى بلغت القمة.. فيقوم المتدرب بعدئذ بتعزيز شخصية (النموذج) بهوية افتراضية، تماثل الصفات الغالبة عليها تجاه الآخرين، كالقوة أو الكرم. شخصيًّا اخترت المنارة أو الفنار تيمنًا بفنار الإسكندرية الخالدة، إحدى عجائب الدنيا.. طبيعتها الثبات والديمومة، أما وظيفتها فهي الإرشاد والتنوير.. مع الأيام نقلو الفنار من موقعه، وتمثال رمسيس من ميدانه، ومار شربل من حارته.. لقد تحرك الساكن؛ فكان لزامًا عليّ البحث عن هوية مناسبة للعمر والمكانة الجديدة.. فالأرض تتحرك من تحت قاطنيها.. والجبال الثلجية غيّرت شكل القارة القطبية. لقد تغير سلوك الكائنات فوق هذه البسيطة. كذلك تبدلت توجهات الناس بين طالب معيشة، وخالد للراحة..

إنه زمن الفتاة بلا منازع.. فقد فرضت الفتاة نفسها على سوق العمل؛ فأُتيح لها منافسة الشاب على الوظائف العامة بسلم الهرم الوظيفي، بل وجدناها الأوفر حظًّا والأكثر تفضيلاً لدى القيادات الذكورية.. فكلما صعدنا إلى أعلى الهرم اشتدت المنافسة على الوظائف الممتازة ضراوة، ولا يزال البخت باسمًا للفتاة. فهل يقبل الشاب تبادل الأدوار مع الفتاة مستقبلاً؟ فيمنحها حق فتح البيت مقابل حصوله على حق الإقامة والأبوة مثل الغرب تمامًا؟!.. الخيال العلمي كله أصبح واقعًا.. فلِمَ لا نشهد أمورًا أخرى يومًا مع تعاظم حجم كرة الجليد؟!.. الله أعلم.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org