8 متاحف خاصة ونوعية تجتذب الزوار في "سوق عكاظ 12"

تنقل للأجيال تاريخًا وحوادث وقصصًا وشواهد لتراث المملكة
8 متاحف خاصة ونوعية تجتذب الزوار في "سوق عكاظ 12"

عبق التاريخ ورائحة القهوة تفوح من معرض المتاحف النوعية بسوق عكاظ، هذا المتحف الذي احتوى ثمانية نماذج من المتاحف الخاصة المرخصة المتفردة بنوعية تراثية محددة كل منها ينبئك بتاريخ ورجال وحوادث، وقصص تطرب السامع وتذهب بالألباب لحقبة زمنية مرتْ من هنا وبقيت شواهدها لتنبئ الأجيال بفخامة تاريخنا وروعته بكل ما فيه.

وفي التفاصيل، بدأ المتحف بمعرض "لقيت من الماضي أثر" والذي يتحدث عن كرم وضيافة ليترك أثرًا يرسخ في ذاكرة من مر به وتصفح جنباته لينهل من كرم الضيافة في الاستقبال وفي المعروضات والفعاليات المصاحبة.

ولقي المعرض صدى كبيرًا من الزوار يعكسه استفساراتهم والتقاطهم للصور وتطربهم أهازيج شعبية من التراث المحلي، ويشتمل على متحف لمستلزمات وتراث وأدوات البادية، حيث تشمل الوجار الحائلي، ومستلزماته من أدوات القهوة، والمباخر، والمحاميس، وغيرها، ويتم خلاله تقديم عرض حي للضيافة وعادات الكرم التي اشتهرت بها منطقة حائل.

أما المعرض الخاص الثاني فكان عن قديم التعليم تسمع في جنباته ترديد الطلاب لأهازيج طابور الصباح، وصرخات مدير المدرسة وهو يقوم بتأديب طلاب تأخروا عن الطابور وآخرون تغيبوا ليوم أمس، والذي يحكي قصصًا عن التعليم خلال المائة عام الماضية، مستعرضًا الكثير من الأدوات والوسائل المستخدمة قديمًا في التعليم وقصصًا طريفة عن أسباب الغياب لما قبل خمسين سنة لارتباط الطالب برعي الماشية أو الزراعة والحصاد، وأيضًا ما يتعلق بالتغذية المدرسية والمساعدة وطريقة حل الواجبات وأيضًا طريقة الجلوس الجماعي والزي وألواح التعليم المستخدم في الكتاتيب بوسائل بدائية على ألواح الخشب وباستخدام الفحم بديلاً للطباشير وأدوات التربية والعقاب كالفلكة، ليقطع صوت جرس المدرسة المرتفع رحلة سبر أغوار التعليم والتعلم في جنبات معرض التعليم، إضافة إلى كثير من الوسائل التي تحكي تطور التعليم الجامعي والذي بدأ كتعليم أهلي ليحلق بالزائر من خلال مديرية المعارف والتي كانت ملحقة بإحدى الجامعات قبل أن تتحول إلى وزارة والعديد من القصص الطريفة معروضة ضمن الوثائق والمخطوطات.

ولاقى المعرض إقبالاً كبيرًا من الزوار من الرعيل الأول للذكرى والمعايشة ومن الرعيل الجديد للانبهار ولمعرفة كيف كان السابقون يتعلمون وكيف كانت الصعوبات في سبيل التعلم؟.

أما محبو القهوة فالمعرض الثالث داعب أحاسيسهم وتناغم بصريًا مع رائحة القهوة من خلال نقلهم لعالم يحكي قصة تاريخية عن القهوة منذ اكتشاف هذا المشروب السحري العجيب إلى تطوره من بداية زراعة القهوة واستيرادها وتقديمها والكثير من العادات والتقاليد المصاحبة لها من الأدوات والمعاملات التي تتم معها، ويعد هذا المتحف أول المتاحف النوعية المتخصصة والمصرحة في الهيئة.

وركز متحف أصالة الماضي رابع المعارض الخاصة، على المقارنات بين نوعين من المعروضات العملاقة وغير العملاقة لكل صنف حجم كبير عملاق وآخر صغير للمنتج نفسه كدلال كبيرة الحجم أثرية مع أخرى صغيرة الحجم لفترة زمنية أخرى، المدى بين المنتجين يعطي مجالاً واسعًا للحرفي ليبدع ويصنع أحجامًا مختلفة أكثر فخامة والغالبية للزينة ومعظم المنتجات تتجاوز 200 سنة وبعضها تعود لعصر القياصرة والملوك والغساسنة من بلاد فارس تنوع في النوع ألواح.

وكان خامس المعارض الخاصة، هو متحف الوثائق التاريخية والصور الفوتوغرافية حيث يقوم بتسجيل الأحداث المهمة عبر تاريخ المملكة، خصوصًا المنشورة في الصحف ثم يقوم بتخصيص موضوعات معينة يشبعها توثيقًا وعلى فترات معينة.

أما المتحف الخاص السادس فكان متحف الأسلحة، والذي قام بعرض الأسلحة واشتمل على 10 أنواع من الأسلحة كالبنادق مختلفة الوظائف والأحجام وأهداف مختلفة لكل نوع صنف حسب الحقب الزمنية لصناعتها وعدد الطلقات، إضافة إلى أنواع مختلفة من السيوف والحراب والرماح والنبال والخناجر والسكاكين والسهام وأطول "جنبية" في العالم وسيف من الفضة، وكثير من متطلبات البنادق كالرصاص والبارود.

وكان لمتحف الكائنات البحرية خصوصية ليحل في المعرض السابع بمعروضاته المستخرجة من البحر لتجتمع تلك المعروضات والتي تجاوزت أعمار بعض المعروضات ألف سنة، إضافة إلى المجسمات المصنوعة من الأصداف كمنتجات حرفية وسلاحف عملاقة محنطة تزيد أعمارها على 250 سنة.

أما حلي وزينة النساء فقد احتلت مساحة كبيرة كثامن المعارض الخاصة من خلال مستلزمات وحلي وزينة المرأة، حيث يضم عددًا هائلاً من مستلزمات النساء، ليأتي التطريز اليدوي بإبداعه وزخارفه النباتية والهندسية ومنظر جمالي بديع جدًا، إضافة إلى الحلي والنسيج اليدوي والحياكة، لتحتل الحلي والأساور والمفارد والسلاسل والمعانق وكم هائل من أدوات الزينة للمرأة واجهة المتحف، إضافة إلى الكحل وصناعته والحناء والعديد من الأركان عن الأزياء التراثية، والحلي الفضية، وأدوات الزينة، والكحل والحناء وغيرها.

وكان معرض المتاحف النوعية، أحد مبادرات هيئة السياحة في سوق عكاظ في دورته الثانية عشرة على مساحة 375 متر مربع، وترمي المتاحف الخاصة إلى المساهمة في توعية المجتمع – فئة الهواة، وجامعي التراث بمميزات المتاحف النوعية، والتعريف بالفرص الاستثمارية في المتاحف النوعية، ومساهمتها في إيجاد فرص عمل للمواطنين، وبهدف توعية وتعريف جمهور سوق عكاظ، بالعروض النوعية لنماذج من المتاحف وعرض جانب مميز (نوعي) من المتاحف الخاصة المتنوعة ولإيصال رسالة لأصحاب المتاحف الخاصة في المملكة بالتحول تدريجيًا إلى المتاحف النوعية، المرخصة.

وشهدت المعارض النوعية إقبالاً كبيرًا من الزوار، حيث زار المعرض 7000 زائر حتى أول أمس الجمعة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org