"الرضيمان": الدعاة أولى بالحديث عن "الرؤية 2030" .. 3 وقفات وهذا دليل

قال: لا يُلتَفت لأهل الأهواء فاصلي الدين عن الدولة وكأن الشريعة للمساجد فقط
"الرضيمان": الدعاة أولى بالحديث عن "الرؤية 2030" .. 3 وقفات وهذا دليل

أكّد أستاذ العقيدة المشارك في جامعة حائل ورئيس قسم الأمن الفكري بالجامعة الدكتور أحمد بن جزاع الرضيمان؛ أن أولى الناس بالحديث عن رؤية المملكة 2030 هم الدعاة والخطباء.

واستدل "الرضيمان"؛ على ذلك بأن الله -عزّ وجلّ- ذكر في كتابه الكريم الرؤية الاقتصادية لنبيه يوسف -عليه الصلاة والسلام-، وهو أنه وضع تخطيطاً دقيقاً، ورؤية اقتصادية نافعة، لمعالجة ما قد يحدث من ضعف الإنتاج في السنين الشداد، فكانت مدة الإنتاج العالي جداً محددة بسبع سنوات، وتضمنت الخطة جودة الإنتاج وسرعته لزيادة الطاقة الإنتاجية، مع مراعاة الوعي الادخاري، والمخزون الاحتياطي، وفي ذلك قال يوسف لقومه كما ذكر الله عنه في كتابه (تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا)، فقوله: دأبا، أيّ متواصلاً، ليكون ذلك استثماراً للإمكانات المتاحة، وليكون رصيداً احتياطياً في حال جفت الآبار، وقلّت المياه، ثم أكمل (فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ)، وفي هذا حفظٌ للاحتياطي، وذلك بأن يتركوه في سنبله لئلا يصيبه السوس والفساد، ليكون ادخاراً لسنوات القحط والحاجة، وحتى في سنوات الخصب والنماء اقتضت الخطة أن يقتصدوا ولا يسرفوا كما في قوله (إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تُحْصِنُونَ) أي: كثير ذروه في سنبله، واحتفظوا به رصيدا احتياطياً، والقليل خذوه واستفيدوا منه".

وأضاف: "ولا ريب أن رؤية المملكة 2030 هي في مصلحة الوطن والمواطن؛ لأن من ليس له هدف ولا رؤية فإنه ضائع لا يعرف أين اتجاهه، وسيكون معرضاً لمشكلاتٍ لم يستعد لعلاجها"، مؤكداً أنه يجب على الداعية والخطيب وغيرهما دعم هذه الرؤية وبيان ثمراتها الطيبة للناس، فنحن مع دولتنا، وما سلكت الدولة فجاً فيه صلاح البلاد والعباد إلا سلكناه معها.

جاء ذلك في مقاله للزميلة "الوطن"، بعنوان "حديثي مع الخطباء والدعاة عن رؤية المملكة 2030"، الذي أشار فيه إلى أنه ألقى محاضرة للخطباء والدعاة بعنوان (رؤية المملكة 2030 ودور الدعاة والخطباء في تحقيقها)، ووقف معها ثلاث وقفات: الأولى شكره لوزير الشؤون الإسلامية، ونائبه، على عنايتهما بهذا الموضوع.

وعرّج في وقفته هذه إلى أن رؤية المملكة الاستشرافية هي تخطيط لمصلحة البلاد والعباد، وما كان كذلك فأولى الناس بالحديث عنه هم الدعاة والخطباء، ولا يُلتَفت إلى أهل الأهواء الذين يفصلون الدين عن الدولة والحياة، وكأن الشريعة لا يتعدى دورها المساجد فقط، ولا شأن لها في الأمور الحياتية، وأضاف من خلالها أن الشرع تبيان لكل شيء ويأمر بالعمل وإعداد القوة.

وفي وقفته الثانية، أكّد أن هذه الرؤية قامت على أسس قوية وثابتة وهي العمق العربي والإسلامي، والقوة الاستثمارية، وأهمية الموقع الجغرافي الإستراتيجي، وتتضمن برامج طموحة في التحول الوطني وريادة الشركات الوطنية، وتحقيق التوازن المالي، وتطوير القطاع المالي والإسكان، وجودة الحياة والتخصيص، وتعزيز الشخصية السعودية، وتطوير الصناعة الوطنية والشراكات الإستراتيجية.

ووقفة "الرضيمان"؛ الثالثة قال فيها: "لا يصح أن تُختزل هذه الرؤية المباركة التي تهدف إلى جعل بلادنا نموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم، لا يصح أن تُختزل بما قد يقع من مخالفات في تطبيق بعض البرامج والفعاليات الترفيهية وغيرها، فالأنظمة في الرؤية نصّت على مراعاة القيم الإسلامية، والثقافة الاجتماعية، وعدم الإخلال بالآداب الإسلامية، فإذا وقع خطأ في التطبيق فإنه يُعالج، وقد رأينا أن هناك تصاريح سُحبت ممن تجاوز في التطبيق في أي فعالية، والمقصود أن هذه رؤية مباركة لا يصح أن يشوش عليها أحد".

وقال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان: «لا بد أن تخضع البرامج المنبثقة من الرؤية للتحديث والتعديل وفق ما قد يظهر عند التطبيق».

وأخيراً، أكّد "الرضيمان"؛ أن مداخلات الدعاة الرسميين والخطباء غاية في الأهمية، ودعمهم للرؤية وسعيهم في تحقيق أهدافها لا يستغرب منهم، فقد أثبتوا الصدق والولاء للدين والوطن والقيادة في كل وقت.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org