"يدًا بيد نحو المستقبل"

"يدًا بيد نحو المستقبل"

السعودية بشهادة من اختلف معها تبقى وفق مبادئ ثابتة. وهي لم تحد يوماً عن مبدأ أساسي وهو ألا تخلط ملفات السياسة بحقوق المسلمين والمحافظة على أولوية قضاياهم في كل المحافل.

كما أنه وبنفس الدرجة اعتادت أن تتعامل بحكمة وتقديم حسن الظن ثم تألياً الحزم أو التجاهل في التعامل مع كل تشكيك ومن ذلك أن يقول أحدهم أن الهدف من قمم مكة هو البحث عن أهداف خاصة.

إن المملكة العربية السعودية لم ولن تكف عن حث الأشقاء والأصدقاء والحلفاء على اتخاذ القرارات اللازمة لمتطلبات كل مرحلة وإن اختلفت الطرق والوسائل والأماكن. ومن هنا فإن (قمم مكة) التي تقام في شرف المكان والزمان حرصاً من المملكة على أن تجمع أشقائها في خير المحافل، وأبرك الأماكن، لعل في ذلك دافعاً للخروج بقرارات أعمق تحمي الصالح العام، وتعين على التصدي لكل المهددات والأخطار.

كما أن الرسائل التي تؤكد عليها المملكة العربية السعودية في هذا التوقيت الحساس واضحة ومهمة وأبرزها:

- تقود المملكة منذ تأسيسها العمل الإسلامي المشترك باعتبارها قبلة المسلمين ومهبط الوحي ومنطلق الرسالة، بما يتسق ودورها القيادي الرائد والمؤثر بين المسلمين وفي العالم.

- تضطلع المملكة بمسؤولياتها التاريخية في حماية أمن واستقرار دول المنطقة والعالم الإسلامي والحفاظ على هويتها وقيادتها في مواجهة التحديات والتهديدات التي من شأنها المساس بأي من الدول الإسلامية.

- تعقد قمم مكة في ظرف حرج نظرًا لما تشهده بعض الدول الأعضاء من تدخلات في شؤونها الداخلية، والهجمات الإرهابية، وظاهرة "الإسلاموفوبيا" المتصاعدة التي تهدد الجاليات الإسلامية.

- يؤكد عقد قمم مكة ضرورة تكثيف جهود التسوية السياسية للأزمات التي تمر بها بعض الدول الأعضاء على الصعيد الأمني والسياسي والإنساني، تلافيًا لعواقبها الوخيمة على الشعوب، وتداعياتها على السلم والأمن في المنطقة.

- تعد قضية فلسطين أحد المحاور الرئيسة في قمة مكة، حيث تعمل المملكة مع الدول الأعضاء على تحقيق السلام للشعب الفلسطيني واستعادة حقوقه المسلوبة وإقامة دولته على أرضه.

- يسعى خادم الحرمين الشريفين خلال القمة إلى التأكيد لوحدة موقف المملكة والدول الإسلامية تجاه ما يحدث للأقليات المسلمة وتنامي خطاب الكراهية، والتصدي للإرهاب، تعبيرًا عن الدور الطبيعي الذي تنهض به المملكة كقائدة للعالم الإسلامي.

- انعقاد القمة الإسلامية في رحاب مكة المكرمة يوم 26 رمضان؛ يذكّر بأهمية الالتزام بالقيم الإسلامية السمحة، ودعم التضامن والتكافل والإخاء بين الدول الأعضاء.

- يسعى قادة دول العالم الإسلامي إلى خدمة شعوبهم وتوفير مستقبل مشرق لها، من خلال التعاون والشراكة والتضامن فيما بين الدول الأعضاء، لتجاوز العقبات والتحديات، حيث تشهد القمة طرح القضايا التي تهم شعوبها.

- تأتي القمتان الخليجية والعربية اللتان دعا إليهما خادم الحرمين الشريفين استشعارًا من قيادة المملكة العربية السعودية بضرورة توحيد الصف لحفظ الأمن والاستقرار الإقليمي في ظل التصعيد الإيراني الخطير.

- تهدف المملكة من القمم التي تستضيفها مكة المكرمة؛ للخروج بموقف موحد من السياسات الإيرانية وعدوانها المستمر على المملكة وتهديدها للأمن الإقليمي والدولي.

- تهدد إيران أمن إمدادات الطاقة العالمية بتقديمها الصواريخ البالستية والطائرات من دون طيار لميليشيا الحوثي الإرهابية التي تستهدف المنشآت النفطية في المملكة، وتمثل الهجمات الأخيرة لتلك الميليشيا تصعيدًا استدعى دعوة المملكة لعقد هذه القمم للخروج بموقف خليجي عربي موحد في مواجهة التصعيد الإيراني.

- تتسم سياسة المملكة عادة بالحكمة والروية والتأني، ودعوتها لهذه القمم دليل على أنها تحترم القوانين والمعاهدات الدولية، وحريصة على توحيد الموقف العربي، ولكنها في الوقت ذاته غير عاجزة عن ردع العدوان الإيراني على أراضيها.

- تستدعي المواقف الإيرانية العدائية ضد الدول العربية مواجهتها بكل الوسائل المشروعة من أجل حماية الأمن القومي العربي وحفظ سيادة الدول العربية واستقلالها وتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك.

- تمثل الهجمات العدوانية على السفن التجارية في المياه الإقليمية والدولية لدول الخليج، من قِبل الميليشيا الإرهابية المدعومة من إيران، تهديدًا صريحًا ومباشرًا لحرية الملاحة الدولية وحركة التجارة العالمية، وانتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي يستدعي تدخل الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org