الشايع: تعليق زيارات العمرة والمسجد النبوي احتراز على هدي نبوي.. وهذه الأدلة عليه

قال إنه لمراعاة مصالح المواطنين والمقيمين وسلامة المسلمين والشعوب في أوطانهم
الشايع: تعليق زيارات العمرة والمسجد النبوي احتراز على هدي نبوي.. وهذه الأدلة عليه

أكد الباحث الشرعي الدكتور خالد الشايع، أن ما يحمد للمملكة العربية السعودية ما اتخذته من إجراءات احترازية لمنع وصول فيروس كورونا المستجد (19-COVID) إلى المملكة، بتعليقها القدوم من الخارج لغرض العمرة وزيارة المسجد النبوي مؤقتاً فيه من مراعاة مصالح المواطنين والمقيمين بالمملكة وسلامة المسلمين وعموم الشعوب في أوطانهم.

وأضاف أنه وفي هذا تطبيق المعايير الدولية المعتمدة، ودعم جهود الدول والمنظمات الدولية وبالأخص منظمة الصحة العالمية لوقف انتشار الفيروس ومحاصرته والقضاء عليه بإذن الله. بغية توفير أقصى درجات الحماية لسلامة المواطنين والمقيمين وكل من ينوي أن يفد إلى أراضي المملكة لأداء مناسك العمرة أو زيارة المسجد النبوي أو لغرض السياحة. وإن الإجراءات الاحترازية وخصوصاً تعليق الدخول للمملكة لأغراض العمرة وزيارة المسجد النبوي تبين جانباً من المستوى العالي من المسؤولية التي تتحلى بها حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - أيدهما الله - وحسن إدارتها وخدمتها للحرمين الشريفين والمدينتين المقدستين مكة والمدينة، واستشعارها لمصالح وسلامة المسلمين في أوطانهم، ومصالح وسلامة عموم شعوب العالم، لما هو معلوم من مركزية مكة المكرمة والمدينة المنورة ووفود الملايين إليهما من كل قارات العالم ودوله ثم عودتهم لأوطانهم.

وقال: "ولا شك أن هذه الإجراءات تقوم على أصل عظيم من الهدي النبوي الشريف، إضافة لما توصل إليه الطب الحديث فيما يتعلق بالحجر الصحي ومكافحة العدوى، فقد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم في توجيهاته مبادئ الحجر الصحي ومنع العدوى بأوضح بيان، فمنع الناس من الدخول إلى البلدة المصابة بمرض معدٍ، ومنع كذلك أهل تلك البلدة من الخروج منها، مع تأكيده على التوكل على الله، وأنه لا يقع شيء إلا بإذنه سبحانه. ولذا قال عليه الصلاة والسلام: ( لا عدوى ) رواه البخاري؛ فنفى أن يكون المرض هو المؤثر بذاته، فقد يؤثر وقد لا يؤثر، وكل ذلك بأمر الله، وينبغي الأخذ بالأسباب الشرعية للتوقِّي من المرض والضرر. ففي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لاَ تُورِدُوا المُمْرِضَ عَلَى المُصِحِّ ) فمنع قدوم المريض على الصحيح، لئلا تحصل العدوى التي أجرى بها العادة لا بذاتها. وقال صلى الله عليه وسلم: ( فِرَّ مِنَ الْمَجْذُومِ فِرَارَكَ مِنَ الأَسَد ) رواه البخاري، وفي صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع وأنتم بأرض فلا تخرجوا منها فراراً منه) رواه البخاري".

وأضاف: ومن إعجاز هذا الحديث النبوي أنه أوجب على جميع من كان في المنطقة التي وقع فيها الوباء ألا يخرجوا سواء كان مصاباً أو غير مصاب، وذلك أن من لم تظهر عليه علامات الإصابة قد يكون حاملاً للميكروب دون أن يظهر عليه الأثر، لأنه كما يؤكد المتخصصون قد يكون في فترة الحضانة وهي المدة التي تسبق ظهور الأعراض وقد تطول أو تقصر بحسب نوع الميكروب.

حفظ الله المملكة قيادتها وشعبها، وحفظ الله عباده حيثما كانوا.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org