باحث ليبي عن "أردوغان".. عين على النفط ويد "تفسد المبادرات"

أنقرة حددت 7 مناطق ليبية لتطلق عمليات التنقيب بها.. ماضٍ في خطته
باحث ليبي عن "أردوغان".. عين على النفط ويد "تفسد المبادرات"

اعتبر الباحث السياسي الليبي عبدالحكيم معتوق أن إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أطماعه في ليبيا عقب الترحيب الدولي بإعلان القاهرة لوقف إطلاق النار، "أمر مربك".

وقال "معتوق" في مقابلة مع "سكاي نيوز عربية": "أردوغان" لديه تفاهم مع الأميركيين بشأن المضي في تنفيذ مخططه، وهو السيطرة على مصادر الطاقة في ليبيا، ويتحدث عن معركة كسر عظم في سرت وكذلك قاعدة الجفرة المهمة وسط ليبيا.

وأضاف: بعد هذا الترحيب من كل الرؤساء والمنظمات بشأن المبادرة المصرية، يبدو أن أردوغان ماض في خطته، وتعدّ سرت بوابة الحقول للموانئ النفطية.

وفيما يتعلق بمذكرة التفاهم التي وقعها أردوغان مع حكومة طرابلس بشأن ترسيم الحدود البحرية، قال "معتوق" إنها "جاءت مع حكومة يعتبرها أردوغان معترفًا بها دوليًا، فمن حقه التوقيع معها اتفاقات للتنقيب عن النفط. لكن المربك في حسابات دول الجوار إصراره على استمرار الحرب.

وقد بات "أردوغان" يقود، من دون مواربة، أطماع بلاده في ليبيا، وعلى رأسها السيرة على موارد النفط الذي يعد الثروة الأساسية في البلاد.

ويمضي "أردوغان" جامحًا بطموحاته السياسية والنفطية، فها هو يعلن صراحة عن أنشطة بلاده المستقبلية في ليبيا، ضاربًا عرض الحائط أي مبادرات إقليمية أودولية لوقف ماكينات الحرب، التي ساهم هو في دورانها على الأراضي الليبية.

وتحدث "أردوغان" في جديد تصريحاته عن مجريات المعارك المتعلقة بسيطرة الميليشيات على سرت، الواقعة بين مدينتي بنغازي وطرابلس، ولفت إلى أهميتها الإستراتيجية بسبب وجود آبار النفط والغاز، فهي تمثل بداية الطريق تجاه المنطقة المعروفة باسم الهلال النفطي، شرقي البلاد.

وأكد الرئيس التركي أن العمليات العسكرية، التي تدعم فيها أنقرة ميليشيات حكومة طرابلس، مستمرة للسيطرة أيضًا على قاعدة الجفرة الجوية، بل وذهب أبعد من ذلك ملمحًا إلى نوايا واستعداد تركيا للتنقيب عن النفط في الأراضي الليبية، بناءً على الاتفاق الذي وقعه مع فايز السراج.

وأعلن وزير الطاقة والموارد الطبيعية فاتح دونماز، أن بلاده تقدمت للحصول على تراخيص التنقيب عن النفط وإنتاجه في ليبيا، في إطار الاتفاقية الموقعة بين البلدين التي وقعت أواخر العام الماضي وأثارت حفيظة دول حوض المتوسط.

وأوضح "دونماز"، أن أنقرة حددت 7 مناطق ليبية لتطلق عمليات التنقيب بها، وأضاف أنه خلال فترة تمتد بين 3 و4 أشهر، ستبدأ أنشطة التنقيب بعد تحليل مؤسسة البترول التركية البيانات التي في حوزتهم.

وتترجم تلك التصريحات التركية بجلاء مساعي أردوغان لإفشال الجهود المصرية الهادفة إلى إحلال السلام في ليبيا، وإجهاض المبادرة التي طرحها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وتنص على وقف إطلاق النار وإخراج المرتزقة وتفكيك الميليشيات، والذهاب إلى عملية سياسية ترعاها الأمم المتحدة.

من جهة أخرى، فإن سيطرة تركيا على النفط في ليبيا تحقق لأردوغان مآرب جيوسياسية كثيرة، وممارسة الضغوط على دول أوروبا، خاصة فرنسا وإيطاليا، كما أنه يستطيع أن يوقف خطط دول حوض البحر المتوسط لتصدير الغاز إلى أوروبا، ويرسم حدود البحرية وفقًا لطموحاته.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org