"الأنصاري" لـ"سبق" : ديمقراطية الغرب غير صالحة للعرب والمسلمين.. والمجتمع القارئ يقود العالم

حذّر من مخططات "النخب الزائفة" للسيطرة على الناس
"الأنصاري" لـ"سبق" : ديمقراطية الغرب غير صالحة للعرب والمسلمين.. والمجتمع القارئ يقود العالم

رسم الدكتور عيسى بن حسن الأنصاري مدير جامعة الأمير محمد بن فهد صورة جميلة للمجتمعات القوية المتصالحة مع نفسها، محددًا صفات هذه المجتمعات وأوصافها، مشددًا على أن المجتمعات المثقفة والواعية، هي التي تتحكم في العالم، والعكس صحيح.

ويرى الدكتور الأنصاري أن الديمقراطية في شكلها الغربي، بمثابة منهج حياة، لا يمكن استنساخها داخل العالم العربي والإسلامي، وإلا كانت العواقب وخيمة، مؤكدًا أن محاولة اعتماد هذا النوع من الديمقراطية محكوم عليه بالفشل المسبق.

وحذر الدكتور الأنصاري من خلال كتابه الأخير، والذي حمل عنوان "كيف تفهم العالم؟" من تجاهل احتياجات الشباب، وعدم الاستماع إليهم وحوارهم، مؤكدًا أن أعداء الأمة لديهم الاستعداد لاحتضان الشباب العربي والمسلم، من أجل تنفيذ مخططاتهم الخبيئة.

الدكتور عيسى بن حسن الأنصاري خلال الحوار معه، ركز على التعريفات الثقافية، متطرقًا إلى توضيح معنى "القراءة" و"المثقف" و"المواطن العالمي" والتفكير الفعال وغير الفعال، وصولاً إلى آلية مواجهة فكر النخب الزائفة وعوائق التغيير في المجتمعات.. وإلى الحوار:

ـ جاء في الكتاب أن غياب تبني فلسفة محدودة للحياة، هو أحد أسباب الفوضى التي يعيشها بعضهم فكيف يمكن أن نساعد فئة الشباب على تبني فلسفة للحياة؟
من خلال تبني فلسفة للحياة، تنطلق الأهداف التي يسعى الإنسان إلى تحقيقها من هذه الحياة. كيف يعيش إنسان في القرن الـ21 من دون هدف. بسبب غياب الهدف تعم الفوضى في ذات الإنسان ومحيطه الخارجي.
إن مسألة تبني فلسفة للحياة، لا تتعارض مع قيم المجتمعات حتى التقليدية منها، ولكن من بعض هذه المجتمعات تعمد النخب الزائفة إلى ترك الناس دون فلسفة أو رسالة أو أهداف للحياة، حتى يسيطروا على عقولهم وتوجهاتهم، ويجعلوا من الشباب على وجه الخصوص أدوات لتحقيق أهدافهم وكسب امتيازاتهم عن طريق هذا الفراغ الفكري.

ينبغي أن نراجع سياساتنا تجاه الشباب، ويجب أن تقوم المؤسسات المعنية بالمجتمعات الإسلامية والعربية منها وذوو الشأن والمثقفون الشرفاء بوضع السياسات اللازمة لتشجيع الشباب بالذات على إيجاد فلسفة لحياتهم وتحديد رسالتهم، ووضع أهداف لها، حتى يتمكنوا من العيش بهدوء وسلام تجاه تحقيق هذه الأهداف، ولا نتركهم للعبث الفكري حيث يقوم الآخرون بتحديد أهدافهم كما يحدث في وقتنا الراهن.

ـ ما دور الأفكار التي يحملها الإنسان والشباب خصوصًا في تشكيل حياة الإنسان؟
إن حياة الإنسان تتشكل وفق ما يختزنه داخل عقله من أفكار، فإذا كان ما اختزنه في داخله من أفكار ذات علاقة بالمحبة والفرح، أصبحت حياته كذلك، ولأن التفكير هو أساس السلوك الإنساني، فالإنسان يمكنه أن يغير حياته كلها بتغيير اتجاهاته الفكرية، وهذا بالطبع أمر ممكن وليس مستحيلاً، وهذا ما يميز الإنسان عن باقي الكائنات من أنه مفكر، وللتفكير السليم أهمية كبيرة في حياة كل فرد، فإن فكرًا بطريقة صحية استطاع أن يصنع الحلول المناسبة لمشكلاته ويبني مستقبله، بل يحيا حياة كريمة.

ـ ما هو التفكير الفعّال وغير الفعّال؟
يتسم التفكير الفعّال بالميل لتحديث الموضوع والمشكلة بشكل واضح، والحرص على الاطلاع على جوانب هذه المشكلة من خلال ما يتوفر من معلومات، ومن ثم البحث عن عدة بدائل، والتدقيق من وجهات النظر المختلفة ومراجعتها بشكل علمي، مع قبول الأفكار الجديدة بغض النظر عن اتجاهات ومواقف أصحابها، ومع الاستعداد النفسي للتعديل على المواقف أو القرار عند دخول معطيات جديدة ومن ثم اتخاذ الأحكام والقرارات على ضوء ذلك، وهذا النوع من التفكير يتطلب الالتزام بالموضوعية والمثابرة في حل المشكلة مع الإصرار على متابعة التفكير حتى النهاية.

أما التفكير غير الفعّال، فهو ذلك النوع من التفكير الذي يرتبط بالتضليل، وإساءة استخدام النقاش والبعد عن الموضوع، واللجوء إلى تجاهل كل فكرة أو رأي، مع الإساءة في استخدام أسلوب النقاش ولغته بقصد أو من دون قصد، بهدف التشويش على الموضوع، والتردد في اتخاذ القرار المناسب، واللجوء إلى حسن المواقف على طريقة فرض الرأي الواحد، مع تبسيط المشكلات المعقدة وإبراز فرضيات متناقضة مع الواقع.

ـ ما أهمية القراءة وتأثيرها على حياة الأمم؟
القراءة بشكل عام تحتل أهمية قصوى في حياة الأمم، ولم تكن تنهض الأمم المتقدمة وتصل إلى ما وصلت إليه من انفجار معرفي، لولا القراءة بكل أنواعها، فالقراءة منذ الأزل تعد من أهم وسائل التعليم الإنساني، حتى قبل ظهور التعليم النظامي، فهي تؤدي إلى تطوير قدرات الإنسان وتفتح أمامه آفاقًا جديدة لم يكن يدركها.

لقد حرصت دول العالم الأول منذ بداية انطلاقتها في تشجيع الأفراد على القراءة والاستزادة من العلوم بشتى أنواعها، وعملت على نشر القراءة بين كل فئات المجتمع، إلى حينه ومع التطور التكنولوجي ما زالت القراءة تحتل الصدارة بين أدوات التعليم، إذ إنها أهم الوسائل ولا تزال مسؤولة عن نقل ثمرات العقل البشري وآدابه وفنونه وإنجازاته ومخترعاته، فالقراءة هي الطريق للإبداع وخلق المبدعين والمخترعين والآدباء والمفكرين، والأمم القارئة هي الأمم القائدة، والقراء هم الأحرار، لأن القراءة عدوة للجهل والتخلف والخرافة.

وللقراءة دورٌ كبيرٌ في بناء المجتمعات من خلال بناء أفرادها عندما تمكنهم من المعرفة واكتساب القدرات الأخرى، وتُسهم في صناعتهم وتدعم ثقتهم بأنفسهم وتساعدهم على تنمية لغتهم، ولقد أصبحت القراءة من أهم المعايير التي يقاس بها رقي المجتمعات، فالمجتمعات العلمية التي تأخذ من نتاج البحث العلمي طريقًا لتسيير أمورها الحياتية، هي تلك المجتمعات التي تقرأ، أما المجتمعات التي جعلت من المصادفة طريقًا لتسيير أمورها الحياتية، فهي المجتمعات المتخلفة التي لا تقرأ.

ـ ما المقصود بالمواطن العالمي وما مواصفاته؟
على الرغم من أن بعض الأدبيات تعرف مصطلح المواطن العالمي "global citzen" على أنه ذلك الإنسان الذي يعرف نفسه على أنه ينتمي إلى المجتمع العالمي، إلا أنني أقصد بالمواطن العالمي أن الإنسان بإمكانه أن يكون عالميًا من دون المساس بقيم المجتمع الذي ينتمي إليه، ويحافظ على هويته، والفضل في ذلك يعود إلى تداعيات العولمة، ومنها ثورة الاتصالات والمعلومات التي قربت المسافات، وجعلت العالم مترابطًا بشكل كبير، فالمواطن العالمي هو الشخص الذي يعرف نفسه بأنه ينتمي إلى هذا العالم، ويُسهم في بناء المجتمع العالمي من خلال ممارساته.

ـ يكثر الحديث عن الديمقراطية.. فهل نحن بحاجة إليها؟
المقصود بالديمقراطية هنا ديمقراطية الغرب، إن الديمقراطية منهج حياة متكامل، يبدأ من الأسرة والمدرسة والمجتمع ككل، وهو مفهوم يقوم على طبيعة المجتمع الذي تطبق فيه، فالديمقراطية الغربية أجزم أنها لا تصلح للمجتمعات الإسلامية والعربية لعدة أسباب، أهمها أن هذه الشعوب لم تنشأ على هذا المفهوم في صورته الغربية، وكما ذكرت، أن الديمقراطية منهج حياة متكامل وليس نظام حكم.

نعم نحن مع الديمقراطية، ولكن مع الديمقراطية التي تقوم على قيمنا ومبادئنا وتتناسب مع احتياجاتنا الإسلامية، من هنا يجب ألا ننجرف مع موجة المفاهيم الغربية للأخذ بها كما هي، والمرحلة الحالية تتطلب تعديلاً على ممارسات الغرب وتطبيق ما يصلح لمجتمعاتنا.
والديمقراطية يجب ألا تكون بالقوة، والمواطنون ينبغي أن يكونوا على علم ودراية بتفاصيل الديمقراطية وفكرة الأكثرية.

إن الديمقراطية لم تتنزل على الغرب كالنيزك السماوي، بل هي مسار متشعب، والديمقراطية في الغرب لم تسقط إسقاطًا بين عشية وضحاها، ولكن أخذت قرونا لتترسخ، فما بال قومنا يريدون إسقاط الديمقراطية على مجتمعاتنا الإسلامية بين عشية وضحاها، ألا يدركون تأثير ذلك وانعكاساته، ويعتقد بعضهم من العامة بأن ما يحدث في بعض الدول الإسلامية من ممارسات هو ديمقراطية، فمجرد تنظيم انتخابات وفرز الصناديق واختيار المرشح الفلاني، فإننا ندعي الديمقراطية، بل هي ديمقراطية زائفة.

إن مجرد التفكير في فرض ديمقراطية غربية على المجتمعات الإسلامية، لهو جريمة إنسانية غربية على النخب الحقيقية في العالم الإسلامي.
قد نكون بحاجة إلى ديمقراطية، ولكن ليست الديمقراطية بأسلوبها الغربي، وإذا أردنا أن نطبق بالفعل ديمقراطية، ينبغي أن نختار لأنفسنا أسلوب الحكم الأمثل، والذي يتناسب مع ظروف البيئة المحيطة ومواصفات شعوبنا.

ـ تناول الكتاب مفهوم المثقف.. فما هو ومَن المثقف؟
المثقف هو ذلك الشخص الذي يملك قدرًا من المعرفة، يمكنه من تشخيص أوضاع المجتمع ووصفها وتحليلها وتفسيرها، ومن ثم مقارنتها بأفضل الممارسات واستنتاج الناتج من هذه العملية، ومع رصد الخطط اللازمة لتطبيقها في المجتمع ذاته، إنه ذلك الشخص الذي يعي الواقع ويعمل على تغييره في الإطار القيمي للمجتمع إلى الأفضل، والتعاون مع مؤسسات المجتمع لدفعه إلى الأمام، وبصياغة أخرى، فالمثقف هو ذلك الشخص الذي يعيش في مجتمع ما، ويملك قدرًا كافيًا من المعارف، تمكنه من تحليل أوضاع المجتمع وقراءته بشكل علمي، وتحديد أبعادها في ضوء تطورات الحاضر وحوادث الماضي واتجاهات المستقبل، وبذلك يعمل على تطويرها للأفضل من خلال الدعوة بأساليب حضارية وراقية إلى إصلاح العيوب والدفع باتجاه بناء مجتمع أقل، فالمثقف المرتبط بهموم أفراد مجتمعه، هو المؤهل للتغيير الإيجابي.

ـ ما أهم عوامل ظهور النخب الزائفة؟
إن من أهم عوامل ظهور النخب الزائفة، هو ضعف البيئة العلمية والاجتماعية للمجتمعات الإسلامية، ونضيف عاملاً آخر، وهو غياب النخبة الحقيقية وأصحاب الفكر الجاد في الساحة، والسماح للنخب الزائفة بالاستيلاء على المنابر ووسائل الإعلام، ومع الأسف، فإن النخب الزائفة تستخف بعقول الشباب وتعرض حياتهم للمخاطر من أجل تحقيق مصالح شخصية، ومن أبرزها حب القيادة لدى بعض أفرادها، والتي من أجلها قد يضحي هذا المثقف أو النخبوي بالآلاف من حياة الشباب من أجل هذه الغريزة.

ـ ما دور النخبة في تشكيل الرأي العام؟
من المتعارف عليه في مجمل الأدبيات، إن التفكير السائد هو الذي يشكل حياتنا، مما يعني أنه كيف نفكر تكون حياتنا، والنخبة بإمكانها تشكيل الرأي العام، فإن كانت نخبة زائفة من مجتمع ما، سينحرف وراءها، ليصبح التخلف سمة الحياة كما هو سائد في بعض المجتمعات، وإن كانت النخبة حقيقية، فبالطبع سترقى بالمجتمع، ولقد أدرك علماء الاجتماع وعلماء النفس السلوكي أنه يمكن تغيير العقلية العامة سلبًا وإيجابًا، وقد تمكن العديد من مراكز البحوث والدراسات في الغرب من دراسة هذه الظاهرة، وكانت نتائج ذلك وجود آلات إعلامية ضخمة تعمل على تشكيل الرأي العام.

وكان حريًا بالنخب في المجتمعات الإسلامية أن تعلم الناس وتعمل على تغيير عقلياتهم من خلال زرع القيم المجتمعية وليس ما يروج له في أيامنا هذه، وكذلك أهمية الوقت وقيمة العمل وقيم كثيرة، لا أعتقد أن النخب الزائفة في المجتمعات الإسلامية تستطيع أن تتبناها، لأنها لا تمتلكها، إذ إن فاقد الشيء لا يعطيه، إننا أمام معركة حقيقية بين النخب الحقيقية، وتلك الزائفة، ويجب على النخب الحاكمة مساندة النخب الحقيقية وتفويت الفرصة على النخب الزائفة من اللعب بعقول الناس، وخصوصًا الشباب منهم، وينبغي أن تعي الحكومات أن النخب الزائفة كانت تزين صورتها أمام التقلبات التي يشهدها العالم وتطوراتها التقنية المصاحبة.

ـ ما العلاقة بين السياسة والقيم الأخلاقية؟
هي في الواقع علاقة جدلية، لم يتوصل الفلاسفة والمنظرون إلى حينه عن مدى أبعاد هذه العلاقة، فقادة الفكر في المجتمعات من مثقفين ودعاة ووعاظ، وجدوا أساسًا من أجل غايات وأهداف ذات طابع أخلاقي، إلا أن الواقع الذي نشهده عكس ذلك تمامًا، سواء على المجتمع أو حتى الأفراد فيما بينهم، إذ يسود منطق السعي خلف الشهرة، حتى لو كانت على حساب القيم وتماسك المجتمعات، وكأن الشهرة لا تكتسب إلا من خلال إبعاد القيم الأخلاقية، ويبدو أن بعضهم يأخذ بمبدأ "الغاية تبرر الوسيلة"، وهي شائعة بين جماعات كثيرة في المجتمعات الإسلامية، إذ إن نجاحهم يجب أن يتحقق من خلال ما يتقنونه من وسائل على أرض الواقع، حتى لو كانت هذه الوسائل غير أخلاقية. من جانب آخر أسهمت الثورة التقنية وثورة الاتصالات والمعلومات في انحدار القيم الأخلاقية في المجتمعات قاطبة على مستوى العالم، مما ساعد على كثرة أعداد المنتهزين، لهذا الانحدار، خصوصًا أنها اقتربت بالفوضى الفكرية التي يشهدها عالم اليوم.

إن الثقافات الوافدة تحمل في طياتها ما يتعارض مع قيمنا الأخلاقية، ولذلك كان لابد أن نوجد جيلاً من الشباب، يكون قادرًا على التفريق بين ما هو سلبي وما هو إيجابي، لذا ينبغي أن نزرع في نفوس الشباب الاستخدام الأمثل للإنترنت على سبيل المثال، وكيف يوظف المعلومات لتحقيق أهداف ترمي إلى تنمية المجتمع وفق قيمه الأخلاقية وليس وفق غايات الخارجين على المجتمع.

ـ ما التغيير في المجتمعات الإنسانية؟
إن التغيير قد يأخذ شكلين في المجتمعات الإنسانية، تغيير مخطط له، وتغيير غير مخطط له، والتغيير المخطط له هو ذلك التغيير الذي يحدث كنتيجة للخطط التي تصنعها الحكومات لتنظيم شؤون المجتمع، وما تتضمنه هذه الخطط من أهداف وبرامج وخطط تنفيذية، والتي في مجملها تقود إلى التغيير المخطط له، والذي يفرض نفسه بسبب المعطيات الداخلة على هذه المجتمعات، وهو لذلك تغيير يستهدف لاستيعاب المعطيات الجديدة، ويترك في الغالب آثارًا إيجابية، ينتج عنها تقدم وتطور المجتمع.

أما التغيير غير المخطط له، فهو ذلك التغيير الذي يفرض نفسه بسبب معطيات جديدة دون أن يكون هناك استعداد وتخطيط للتعامل معها، الأمر الذي قد يترتب عليه آثار سلبية، خصوصًا في حالة عدم استعداد المجتمعات لامتصاص آثار هذه المعطيات الجديدة، ومن أبرز سلبيات هذا النوع من التغيير، هو التغيير من بعض المفاهيم السائدة، إذ أصبح المقبول مرفوضًا والعكس، وهذا الأثر السلبي له نتائج وخيمة على المجتمعات والقيم التي تسود في المجتمعات، كما تتزايد الضغوط النفسية على أفراد المجتمع، خصوصًا الشباب منهم، وما يترتب على ذلك من سلوكيات غير حميدة.

ـ ما عوائق التغيير في المجتمعات؟
من أهم عوائق التغيير هي "المنافع"، وأقصد هنا مقاومة أفراد أو جماعات أو فئة من المجتمع تخشى على امتيازاتها، سواء المادية أو السلطوية أو الثروة من حال حصول تغيير أو تجديد من أي من أنماط السلوك أو الحياة المجتمعية.

وهنا تخشى هذه الفئة أو تلك الجماعة من خسارة امتيازاتها، سواء المادية أو المعنية، لذا يعملون وبقوة على أن تظل هذه المنافع مستمرة، فعندما تصبح هذه الامتيازات في خطر يُخشى عليها من الزوال تبدأ المقاومة الشديدة تجاه أي تغيير، بل وتتم مقاومة أي فكرة أو ابتكار يؤدي إلى حدوث التغيير.

ـ ما أثر عدم مواكبة المجتمعات للمتغيرات على الشباب وكيف تواجه هذه الآثار؟
الشباب في بعض المجتمعات الإسلامية عانى بسبب حياة قاسية، لعدم مواكبة هذه المجتمعات للمتغيرات، أو عدم استيفاء متطلبات الشباب ومجاراة توقعاتهم مما أوقفهم في شرك الصدمات الحضارية المتتالية والتي لم يتمكنوا من امتصاصها والتعايش معها.

فلقد أصبح من المسلمات أن الشباب في المجتمعات الإسلامية يعيش في حالة صدمة حضارية، بسبب التطور الهائل من تقنية المعلومات والاتصالات، وما ينتج عنها من تحولات تركت آثارًا كبيرة عليهم، سواء كانت إيجابية أو سلبية.

ولكي نواجه مثل هذه الصدمات الحضارية والتي لم نعد لها العدة المطلوبة، مما تسببت من ترك آثار كبيرة على الشباب، علينا إعداد برامج تدريبية وتطويرية، تهدف إلى إكساب الشباب المهارات المطلوبة لاستيعاب مثل هذه الصدمات والمتغيرات، لأن الشباب بكل بساطة يتمتع باستمرار لكل ما هو جديد، واستيعاب أسباب تلك المتغيرات، حتى يستطيع أن يحدث تغييرًا إيجابيًا.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org