هل سيلقى المرشد الإيراني خامنئي مصيره المحتوم على طريقة صدام حسين؟

التاريخ يعيد نفسه وأحداثه بعد 28 عاماً
هل سيلقى المرشد الإيراني خامنئي مصيره المحتوم على طريقة صدام حسين؟

يبدو أن هناك تشابهًا كبيراً بين المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله على خامنئى، وبين الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، وكأن التاريخ يعيد نفسه مرة أخرى، فكلاهما سعى للإضرار بنفسه وسمعته وتدمير دولته من خلال التخطيط للإطاحة بدول الخليج، رغم أنها مسالمة حتى النخاع، وكلاهما يطمع في السيطرة على خيرات تلك الدول، والاستحواذ عليها في إطار مخطط كبير (قاده صدام في السابق، وخامنئى حاليًا) جمع الرجلين، لتركيع تلك الدول ومصادرة قرارها، حتى تكون تابعة لدولة كل منهما، فضلاً عن رغبة الاثنين في امتلاك أسلحة دمار شامل لتهديد العالم بأكمله.

فقبل 28 عامًا، وتحديدًا في عام 1990، ارتكب صدام جرمًا كبيراً لم يتوقعه الأغلبية، عندما جمع جيوشه، وهاجم على دولة الكويت "المسالمة" في جنح الظلام، وقرر أن يحتلها عنوة، ويسيطر على خيراتها، رغم ما قدمته للعراق من مساعدات ودعم مالي ضخم، أثناء حربه مع إيران، التي استمرت من عام 1980 إلى عام 1988، ولم ينس صدام خلال فترة احتلاله الكويت أن يهدد بقية جيرانه الخليجيين، ويوجه صواريخه صوبهم، وبخاصة المملكة العربية السعودية، التي لطالما ساندت صدام ووقفت بجانبه وجانبه شعبه أثناء حرب الخليج الأولى، بيد أنه تنكر للجميل، وأغمض عينيه عن الحق والعدل، ورفض الاستماع إلى دعوات العالم بمغادرة الكويت، وقرر أن يهدم المعبد على رأس الجميع، وسعى أيضًا إلى امتلاك أسلحة دمار شامل، يهدد بها العالم، فكان جزاؤه أن لقي مصيره المحتوم، بأن أخرج عنوة من الكويت، وسقطت بغداد في لمح البصر، وهرب هو إلى مكان غير معلوم، إلى أن عثرت عليه القوات الأمريكية في قبو تحت الأرض، وحاكمته، ومن ثم أعدمته في مشهد مأساوي.

واليوم.. قرر خامنئي أن يقتفي أثر صدام حسين، ويسير على خطاه، وكأنه يمنح القوى العالمية الحجج والذرائع لمحاصرة وتضييق الخناق عليه وعلى بلاده، ليس لسبب سوى أنه يتبع استراتيجية، لاستعادة مجد الأمبراطورية الفارسية في المنطقة، والسيطرة على مقدرات منطقة الخليج بأكلمها، وتقوم هذه الاستراتيجية على محاصرة دول الخليج، عن طريق السعي لامتلاك أسلحة دمار شامل، يعتقد أنها المفتاح السحري الذي سيحقق له كل ما يطمح فيه، فضلاً عن التدخل الصريح والمباشر والعلني في شؤون الدول المجاورة، والتحكم فيها عن بُعد، عبر رعاية التنظيمات والجماعات الإرهابية فيها، وتكليفها بمهام إثارة الفتن والقلاقل والاضطرابات السياسية والاجتماعية في تلك الدول، وهو ما يحدث حالياً في لبنان عن طريق دعم ما يسمى بـ"حزب الله"، وسوريا التي تحتضن مقاتلين إيرانيين، تحت سيطرة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، والعراق التي تدين بعض الفصائل السياسية فيها بالولاء لطهران، بجانب اليمن التي تشتعل نارًا بسبب الانقلاب على الحكومة الشرعية هناك، من قبل مليشيات الحوثيين المدعومة من إيران، والإيعاز لهذه المليشيات بضرب صواريخ باليستية تجاه المملكة العربية السعودية وتهديد الأمن والسلم في المنطقة.

من المؤكد أن الصبر الأمريكي على تصرفات الدولة الإيرانية، وبخاصة مرشدها الأعلى خامنئى قد ينفد، وإن لم يكن نفد بالفعل، وهو ما دفع وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو، للتأكيد على وجوب محاسبة خامنئى، على "زعزعة أمن الخليج وإطالة أمد معاناة الشعب اليمنى. وكتب وزير الخارجية الأمريكى، عبر تغريدة على موقع التدوينات المصغرة "تويتر"، أوردتها قناة سكاي نيوز أن "دعم إيران للحوثيين لا يسمح فقط بالهجمات على المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، بل يشكل أيضًا خطرًا بزيادة الأزمة الإنسانية الهائلة فى اليمن.

ولا يستبعد المحللون أن يروا ـ في وقت قريب جداً ـ الدولة الإيرانية تنتفض من الداخل على حكم خامنئي، بشكل أكبر مما يحدث حاليًا، وأن يخرج كل أطياف الشعب الإيراني المغلوب على أمره بسبب الفقر المدقع والعوز والبطالة، ليعلن رفضه لسياسية المرشد، التي تصادر خير البلاد والعباد، وتدفع به خلسة إلى العصابات والمليشيات في المنطقة العربية والعالم، لتنفيذ المخطط الإيراني المدمر، ولا يستبعدون أيضًا أن يهرب خامنئي إلى مكان غير معلوم ـ كما فعل صدام حسين ـ ويعثرون عليه هنا أو هناك، ويلقون به في غياهب السجون، ليلقي مصيره المحتوم على أيدي أبناء شعبه الإيراني، الذي يُحاكم أفراده حاليًا لأنهم أرادوا أن يعيشوا بسلام آمنين في بلادهم، وينعموا بخيرات بلادهم.

ولن ينفع خامنئي محاولاته الفاشلة، بتحسين صورته، ولعل آخر تلك المحاولات، إصداره عفوًا وخفضًا للعقوبات بشأن 537 من المدانين بأحكام صادرة عن المحاكم العامة والثورة الإسلامية ومؤسسة التعزيرات الحكومية وجهاز القضاء لدى القوات المسلحة قبيل عيد الفطر الماضي، فمثل هذه المحاولات يصفها الشعب الإيراني بأنها وصمة عار على جبين السلطات في إيران، التي تلقي القبض عشوائيًا على أفراد الشعب، وتمنح خامنئي الفرصة للإفراج عنهم في المناسبات، حتى يظهر في صورة القائد المتسامح صاحب القلب الأبيض!!.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org