البيوت السعيدة.. ماذا تفعل الحموات؟

البيوت السعيدة.. ماذا تفعل الحموات؟

الحب والتقدير جناحا طائر السعد، يرفرف على عش الزوجية، ترويه المودة والرحمة..

اختلافات طفيفة في وجهات النظر تطفو بين المرء وزوجه مع بداية حياتهما الجديدة.. عطفًا على منهج حياة كل طرف في بيت أهله.. ولعل عدم الحفاظ على شعرة معاوية في الاتصال قد يعمق الفجوة، كما تؤثر درجة ثقافة الزوجين، ثم عقلانية الوالدين والدائرة المقربة منهما، في تخفيف وطأة الخلاف.

البيوت السعيدة تغص بالقصص الناجحة في إدارة الاختلافات وصيانة المسافة الآمنة بين الزوجين.. أنا أسميها (ساحة الأمل)؛ فهي حيز افتراضي، تجمع الذكريات واللحظات الخالدة، تذوب كل الخلافات في نطاقها ما لم تُخدش الحصون.. هذه الساحة لا بد أن تظل نظيفة، كما لا ينبغي السماح لغيرهما بالاقتراب منها، فضلا عن الولوج إليها..

الحموات و"الكنات" لاعبات أسياسيات في مشاطرة الأبناء قراراتهم، وربما أسلوب معالجة وإدارة التحديات بشتى الصور..

وإذا كان أحد الزوجين ذا شخصية ثلاثية الأبعاد.. (النفسية، الغيرة والحماقة)، مع قليل من نيترات ثاني أكسيد التنمر، والنكد.. إضافة إلى بعض المحفزات الخارجية، فإن ذلك كفيل بتصدع أعتى البيوت، وربما أتى على الرباط المقدس في مهده!

أحد الأزواج قرر معالجة برود زوجته تجاه أهله بشكل إبداعي؛ إذ هاتف زوجته ذات صباح، يبلغها بأنه قد دعا والديه وإخوته لتناول الغداء معهما، فأجابته بالبرود والإهمال ذاتَيْهما: أهلك ليسوا أغرابًا حتى نعد لهم استقبالاً رسميًّا ومائدة خاصة.. فليأكلوا من الموجود بالبيت!

حضر عشية بصحبة ضيوفه. أذن للضيوف بالدخول أولاً.. وتبعهم مناديا زوجته التي ما زالت في غرفة نومها.. إذ لم تستعد نهائيًّا لاستقبال أهله (كما أفهمها)، حتى لم تكلف نفسها باستقبالهم.. فما إن أطلت برأسها على الموجودين في صالة الاستقبال حتى صعقتها المفاجأة.. إنهم ليسوا أهله.. إن الضيوف هم أهلها.. لقد أحضر الزوج لأصهاره دون علمها أفخر الطعام، وما يليق بمكانتهم في نفسه.. لقد فعل عكس ما تفعل هي مع أهله.. إذ دأبت على خلق أجواء غير ودية معهم؛ وبذلك لقَّنها درسًا في الوفاء، لكن بأسلوب فاخر.. لعلها تفهم.. كما نالها من أهلها ما تستحقه.

إن البيوت السعيدة قوامها الود والتقدير والتغافل.. ينبغي أن تكون بيئة صحية للحب والعطاء، بعيدًا عما تكرسه الموروثات الاجتماعية السلبية من خصومة وعداء.

الحكمة ضالة المؤمن، حيث وجدها فهو أحق بها.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org