إمام المسجد النبوي: المسلمون في المسجد تتصافح أيديهم وتتآلف قلوبهم

ذكّر بحرص الرعيل الأول على مسارعة الخطى نحو بيوت الله بسكينة ووقار
إمام المسجد النبوي: المسلمون في المسجد تتصافح أيديهم وتتآلف قلوبهم

تحدّث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالباري الثبيتي، عن فضل المساجد وعمارتها؛ موصياً المسلمين بتقوى الله عز وجل، وأن تقوى الله خير زاد.

وقال "الثبيتي": من توفيق الله للمرء أن يستعمله في طاعته ويسخّره لعبادته ويجعله مفتاحاً للخير؛ مبيناً أن عمارة المساجد باب من أبواب الخير يفتحه الله على يد من يشاء من عباده لينال وسام الشرف في قوله تعالى: {إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخشَ إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين}، ولقد نالت المساجد أولوية محبة الله لها دون سائر البقاع، قال صلى الله عليه وسلم: (أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها).

وشدد على أهمية المسجد في حياة الناس، وأن الرعيل الأول أدركوا أهميته في حياة الناس؛ فبناؤه كان أول اهتامامات النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لمّا قَدِم المدينة، ثم وعى خلفاؤه من بعده هذه المكانة فسلكوا المنهج الأسمى، فهذه الخطى منطلقة نحو بيت من بيوت الله بسكينة ووقار؛ فما أشرف هذه الأقدام وما أجمل هذه الخطى؛ فكل خطوة حطت سيئة ورفعت درجة، وكلما بعدت الدار فاض عليك خير مدرار.

ووصف الحكمة من أداء الصلاة وفضلها في المسجد، بأن الصفوف تنتظم؛ فالغني بجوار الفقير، والسيد ملاصق للخادم، تتساوى في الصف المناكب، وتتحاذى الأقدام؛ لتحقق المساواة في أجلّ صورها وأسمى معانيها؛ فيلتقي المسلمون في المسجد، فتتصافح أيديهم وتتلاصق أبدانهم وتتآلف قلوبهم؛ فتشيع بينهم الألفة والمحبة وتزول الفوارق الاجتماعية فتقوى بذلك رابطة الأخوة الإسلامية؛ فما أعظمها من حكمة.

واختتم بالتأكيد أن المسلم في المسجد يتفقد إخوانه وجيرانه؛ فهذا فقير يحتاج إلى مساعدة، وذاك مصاب تُسليه بمأساة.

وأشار إمام وخطيب المسجد النبوي إلى أنه في المسجد تعلن الجموع أنها أمة النظام والانتظام، ركعات معدودة، وحركات محدودة، وألفاظ شرعية معلومة، في صفوف منتظمة؛ فإذا ركع الإمام ركعوا، وإذا سجد سجدوا، لا يسبقونه في قول ولا فعل.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org