الموت يغيب الشيخ "مبروك السعيد" تاركاً ذكريات طيبات من زمن "المؤسس"

يصلى عليه بعد صلاة عصر اليوم في مسجد الكوثر بجدة والدفن بـ"مقبرة شاهر"
الموت يغيب الشيخ "مبروك السعيد" تاركاً ذكريات طيبات من زمن "المؤسس"

انتقل إلى رحمة الله تعالى، أمس الاثنين، الشيخ "مبروك بن مشني سعيد السعيد"، مودّعاً للوطن؛ حيث كان قد قدم من مسقط رأسه من منطقة عسير بعد أن كان راعياً للأغنام في قرية المعش بمحايل عسير إلى العاصمة الرياض، وهو في سن الزهور، فعمل بكل جدٍّ واجتهاد في وظيفته، في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه.

وكان -رحمه الله- يعمل في "الخاصة الملكية"، وتحديداً في العوائد الملكية، والشرهات، والمعونات، والبشوت الرجالية والنسائية، وأمين صندوق وكاتب في دائرة رئيس الخاصة الملكية عبدالرحمن بن عبدالمحسن الطبيشي في عهد المؤسس -رحمهما الله - وبحكم عمله في الخاصة الملكية اشتهر بـ"مبروك الطبيشي".

وقد التحق بالوظيفة بتاريخ 1354هـ، ولديه صور وأوراق ثبوتية لتلك الأيام الجميلة وأطلالها؛ حيث توفي عن عمر 96 سنة، وقد درس القرآن الكريم في مسجد الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ بالرياض، وكان يمتلك القدرة على الحفظ السريع للقرآن، لذا ختم القرآن في مدة وجيزة على يد أحد المشايخ، بمبلغ روبيتين؛ حيث كان متداولاً في تلك الأيام العديد من العملات منها العملات الفرنسية والروبية وغيرها.

وكان شغوفاً بالقراءة والكتابة وسرعة التعلم وتقليد الخطوط حتى أتم إتقان الخطوط، فيما كان -رحمه الله- يستهويه حفظ الشعر، حيث ظل يكتنز في ذاكرته العديد من الأشعار والأبيات والمواقف، وقد تعلم مبادئ الخط على يد صديقه المقرب "سعد بن رويشد" -رحمه الله- والذي تربطه به علاقة وطيدة، وذكريات قديمة إبان فترة عملهما السابقة في الخاصة الملكية مع بعض زملائهما الكتاب؛ مثل محمد بن شاهين، وصالح بن عسكر، وبن غصن، إضافةً إلى طبيعة عمله اليومي في كتابة المسيرات الملكية حسب تعليمات وأوامر الملك لمكتب الخاصة الملكية، وكان الشيخ "سعد بن رويشد" -رحمه الله- يحرص على مقابلته عند حضوره لمدينة جدة؛ لاستعادة ذكريات الماضي الجميل من خلال فترة عملهما السابقة في عهد المؤسس، وذلك بعد انتقال الفقيد مع أسرته الكبيرة من العاصمة الرياض لمكة، ثم استقراره في جدة.

وشهد "السعيد" -رحمه الله- مجلس المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- والذي يُعقد لاستعراض أحوال المكلفين والسفراء، وينتهي بالجلوس مع الأعيان ومع ضيوفه من القبائل، وما زال حتى وفاته يحمل في مخيلته الوصف لتاريخ وجغرافية الرياض والعادات القديمة وتقاليد المجتمع في تلك الحقبة الزمنية، وله قصص وذكريات مشوقة تحكي عن تلك الفترة التي سعدَ بأن كان أحد شهودها، علماً بأنه كان يحتفظ في جعبته للعديد من القصص التي تعبر عن شهامة وفراسة وكرم المؤسس، ومواقفه النبيلة رحمهم الله.

يقول الشيخ "مبروك" -رحمه الله- قبل وفاته: "كرَّس الملك عبدالعزيز كل جهوده لبناء بلاده على أسس عصرية حديثة"، وتجلّى ذلك في تربية أبنائه الكِرام، وقد واصل أبناؤه الأبرار من بعده تكملة مسيرة البناء والنماء والازدهار، وحرصهم على استتباب الأمن والأمان، والذي ينعم به كل مواطن سعودي وكل ضيف وزائر، وعهد -رحمه الله- أن يغرس حب الوطن في جميع أبنائه منذ الصغر، وحثهم على خدمة الوطن لكي يكونوا من سواعد الوطن ينفعون وطنهم.

وللفقيد أبناء عدة، هم الأكبر "عبدالله" -رحمه الله- وكان ملحقاً بوزارة الخارجية، و"أحمد" عمدة حي النزلة اليمانية بجدة، و"سليمان" حكم كرة القدم درجة أولى وموظف في تحلية المياه متقاعد، و"منصور" أحد منسوبي الخطوط السعودية، و"يوسف" معلم، و"محمد" موظف متقاعد بالقاعدة البحرية بالجبيل ورئيس قسم الحسابات والميزانية ومدير إسكان كبار الزوار السابق، و"طارق" موظف بشركة أرامكو السعودية قسم المشاريع وكاتب إعلامي، و"خالد" رقيب صحي بقوات الدفاع الجوي، وآخر العنقود من الأولاد "مشني" أخصائي أمراض النوم والعلاج السلوكي في مستشفى الملك فيصل التخصصي، ورئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للرعاية التنفسية. ولديه سبع بنات.

هذا وسيصلى عليه -رحمه الله- بعد صلاة العصر اليوم الثلاثاء في مسجد الكوثر، بجدة، طريق مكة - كيلو ٣، والدفن في "مقبرة شاهر" بالنزلة اليمانية، وتتقدم "سبق" بصادق المواساة والتعازي لأسرة الفقيد وذويه، وتسأل الله أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته، إنا لله وإنا إليه راجعون.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org