اعتاد صناعة الإرهاب والترويج للمؤامرات.. هل اقتربت نهاية النظام الإيراني؟

لم يعد الأمر يجدي نفعاً مع المتظاهرين والمحتجين الذين انتفضوا للتنديد بالخميني والفساد
اعتاد صناعة الإرهاب والترويج للمؤامرات.. هل اقتربت نهاية النظام الإيراني؟

يبدو أنه لم تعد نظرية المؤامرة التي طالما ادعى النظام الإيراني المستبد تعرضه لها تجدي نفعاً مع المتظاهرين الإيرانيين الذين ملأوا الشوارع والمدن الإيرانية صياحاً وتظاهراً منددين بنظام الولي الفقيه.

نظرية المؤامرة

وفي السابق استغل النظام المجرم نظرية المؤامرة متمثلة في محاربة الإرهاب في سوريا والعراق ذريعة له ليتدخل في شئون الدولتين، وبحجة أن داعش والقاعدة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية هم صنيعة أمريكية صهيونية أو حتى عربية خليجية تهدف لضرب إيران ومحور المقاومة. وتم توظيف ذلك لضرب الخصوم السياسيين، والرافضين للتواجد الإيراني في أراضيهم، وكذلك تشويه صور الخصوم الإقليميين عالمياً.

ووصل الأمر بهذا النظام المجرم إلى تدبير تفجيرات داخل إيران، ومنها الهجمات التي تعرضت لها طهران في 7 يونيو 2017 ضد البرلمان الإيراني وضريح الخميني، وأسفرت عن مقتل 17 شخصا وإصابة 40 بجروح، وكان الهدف منها إبعاد شبهة دعم الإرهاب عن نظام الملالي، وتوجيه رسالة للعالم بأنهم أيضاً مستهدفون بعد أن كثرت التساؤلات عن السبب في عدم تذوقهم من كأس الإرهاب كغيرهم من دول المنطقة، ومنها أيضاً توظيف هذه العملية لمهاجمة السعودية، واتهامها زوراً بوقوفها خلفها.

الخطاب الديماجوجي المؤامراتي

والخطاب الديماجوجي المؤامراتي الذي مارسه النظام على شعبه أتى أكله مراراً وتكراراً؛ نظرا لتوظيف الإعلام الإيراني في خدمة هذه الفكرة، وتسويقها بين أفراد الشعب الذين لم يجدوا غير وسائل الإعلام الفارسية التي تدار من قبل النظام الإيراني والحرس الثوري.

ولكن يبدو أن هذا الخطاب لم يعد كما كان مع توالي المظاهرات التي غزت ربوع المدن الإيرانية مطالبة برأس المرشد الأعلى، والرئيس روحاني، وضرورة الخروج من سوريا، والتوقف عن دعم حزب الله وغيره من التنظيمات الإرهابية التي أنهكت الاقتصاد الإيراني، وتسببت في عقوبات دولية أضعفت خزائنه، وشوهت صورة البلاد، والمتضرر الوحيد هو الشعب المسكين الذي ليس له ناقة أو جمل في الأحلام الفارسية للخميني في التوسع والامتداد.

سقوط المرجعيات الدينية

حتى المرجعيات الدينية التي كان يستند إليها النظام في الحصول على شرعيته، وتقويض المعارضين، وقمع الاحتجاجات والاستبداد أخذت في التهاوي، ولم يعد الناس يثقون فيها، والدليل حرق المتظاهرين للحوزة العلمية في تركستان في محافظة قزوين، ولأخرى في مدينة تابستان التابعة لمحافظة كيلان.

كل هذه الشواهد، والمظاهرات العارمة ضد الفساد والاستبداد ما هي إلا بداية النهاية، وحتى وإن استطاع النظام الإيراني إخماد الثورة، وإسكات صوت الشعب، فإن تلك المحاولات الشعبية ستخصم بكل تأكيد من رصيده الأخذ في التناقص، وستكون النهاية قريبة.. أقرب مما نتصور.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org