العالمة خولة الكريّع: والدي قال "بنت رجال ما تستحي من الرجال"

لعبت كرة القدم كمهاجم في فريق إخوتها ومارست الصيد بالبندقية
العالمة خولة الكريّع: والدي قال "بنت رجال ما تستحي من الرجال"

أكدت العالمة الدكتورة خولة بنت سامي الكريّع أن مقولة والدها "بنت رجال ما تستحي من الرجال"!، قد ساهمت في بناء وصنع شخصيتها.

وأشارت إلى أنها قد نشأت في بيئة بدوية وأكدت أنها فخورة جدًا ببداوتها.

وروت العالمة الكريّع وهي أول سيدة سعودية تحصل على وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى عام 2010 جانبًا من طفولتها وتكوينها وما واجهته من تحديات وصعوبات اليوم، ضمن برنامج "من الصفر" مع الإعلامي مفيد النويصر.

وقالت "خولة": نشأت في مجتمع رجاله يقدرون المرأة ويدعمونها ويساندوها ويجعلونها تاجًا على رؤوسهم .

وأضافت: والدي قبل أن يعمل في التجارة رجل علم من الطراز الأول، وصارم وشديد وكان يعاملنا ويربينا على مبدأ المساواة في البيت؛ إذ يعامل البنت معاملة الولد نفسه من حيث المطلوب منهما والمسؤولية عليهما.

وأردفت: والدي بنى شخصيتي بمقولة "بنت رجال ما تستحي من الرجال" وكان مجلسه مفتوحًا كأغلب رجالات الجوف الذين يفتحون مجالسهم بعد المغرب ويزورهم الناس دون مواعيد.

وتابعت: عندما كنا صغارًا كان إخواني الذكور أكبر وأطول مني قامة فيدخلون المجلس بثقة كبيرة، بينما كنت في البداية كبنت صغيرة أدخل المجلس الممتلئ بالرجال بخجل واستحياء ورهبة من الوالد الذي كانت له شخصيته وهيبته فكان والدي في وسط المجلس وأمام الرجال يخاطبني بقوله: "بنتي ارفعي رأسك طيّري عيونك، بنت رجال ما تستحي من الرجال".

وقالت "خولة": ظلت هذه العبارات محفورة في ذاكرتي ووجداني وساهمت في تقوية ثقتي بنفسي وبناء شخصيتي؛ إذ أصبحت في المرات التالية بعد ذلك أقوم بتهيئة نفسي قبل دخول المجلس وأرفع رأسي وافتّح عيوني وأدخل بثقة حتى لا يشعر والدي بأني مختلفة عن إخوتي الأولاد.

وترى العالمة "الكريّع" في قصة السيكل الذي اشتراه والدها لها في طفولتها على الرغم من معارضة البائع موقفًا أثر في شخصيتها وعزز ثقتها، معبرة عن شدة فرحها به.

وقالت: لقد لعبت كرة القدم كمهاجم في فريق إخوتي ومارست الصيد بالبندقية!.

وأضافت أنها في المرحلة الثانوية وضعت لنفسها هدفًا أن تتفوق وتكون الأولى على طالبات السعودية.

وأردفت: كنت نشرت هذا الهدف حتى ألزم نفسي به ولكن بعد ظهور النتائج أصبت بالإحباط لأنني حصلت على الترتيب الثاني.

وأردفت: لم تزدني الصعاب والتحديات ولحظات اليأس إلا مزيدًا من الإصرار والمثابرة وقد تسلحت بصدق التوكل على الله وقوة اليقين مع الإرادة والطموح.

وأشارت إلى أنها اتخذت قرارًا بإكمال كلية الطب على الرغم من أنها أصبحت أمًا في السنة الأولى وأنهت بكالوريوس الطب وهي أم لأربعة أبناء ثم قررت التخصص في علم الأمراض الأكثر صعوبة عن قناعة وثقة بقدراتها.

وحصلت العالمة الدكتورة خولة الكريّع على دكتوراه في سرطانات الجينات من المركز القومي الأمريكي للأبحاث في ميريلاند بالولايات المتحدة الأمريكية.

وتحتل حاليًا منصب كبيرة علماء أبحاث السرطان في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، إضافة إلى عملها كرئيس مركز الأبحاث بمركز الملك فهد الوطني للأورام في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث.

ومثلت الدكتورة "خولة" المملكة في العديد من المحافل الدولية المختصة بأمراض السرطان والأورام، كما أنها أول سيدة سعودية تحصل على وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى عام 2010، وحصلت على جائزة هارفارد للتميز العلمي عام 2007.

ولدى الدكتورة خولة الكريّع أكثر من 120 بحثًا علميًا معتمدًا، كما أن لها ما يقارب 300 ورقة علمية منشورة في مجلات طبية محكمة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org