كاتب سعودي: هذا ما يريده الغرب منا.. لن يحدث

كاتب سعودي: هذا ما يريده الغرب منا.. لن يحدث

فسر اهتمام "الغارديان" برقصة الـ "ماكرينا" في جدة

يرصد الكاتب الصحفي عماد العباد تعليقات قراء الصحف الغربية التي تتناول السعوديين بشكل سلبي يصل إلى السخرية البذيئة، حتى يسقط بعضهم في جريمة العنصرية، مرجعا السبب في ذلك إلى جهل الآخرين بمجتمعنا وثقافتنا، ومؤكدا أن احترام حريات الآخرين وعاداتهم هو إحدى أرقى علامات التطور الإنساني، وعبر رصد حوار بين طالب سعودي وزميله الأمريكي، يؤكد العباد أن الغرب يريدنا نسخا منه وهو ما لن يحدث، وأن تطور مجتمعنا يأتي من داخله ووفقا لثقافته.



اهتمام الصحف الغربية



وفي مقاله "يريدوننا نُسخاً منهم" بصحيفة "الرياض" يبدأ العباد برصد اهتمام الصحف العالمية بالسعودية مؤخرا، ويقول " أصبحت السعودية مؤخراً محط اهتمام الصحف العالمية إلى درجة لاتصدق. لم يعد من المستغرب أن تشاهد في أعرق وسائل الإعلام العالمية أخباراً عن تداعيات أحداث تافهة تقع في المجتمع السعودي، كما فعلت ( الغارديان ) مع خبر المراهق الذي رقص ماكرينا في جدة أو ( الإندبندنت ) مع الشاب السعودي الذي أدى رقصة ( الداب )".



تعليقات مستفزة



ثم يرصد العباد تعليقات القراء المستفزة، ويقول "ربما هذا ما يجذب الجمهور لديهم ويرضي فضولهم عن ذلك الجزء المجهول لديهم من العالم، إلا أنه وبغض النظر عما إذا كانت المادة خبراً تافهاً، أو تقريراً عميقاً عن التحولات الإيجابية في المجتمع السعودي، يظل القاسم المشترك والمستفز دائماً هو تعليقات القراء (وتلاحظ ذلك خصوصاً في الصحافة البريطانية). إذ لا تكتفي التعليقات بتناول السعوديين بشكل سلبي مستوحاة من الصورة النمطية التي رسمها جهلهم، بل يعمد المعلقون إلى السخرية البذيئة في نقد السعوديين مما يطرح تساؤلاً حول مدى جدية هذه المؤسسات الإعلامية في التعامل مع العنصرية فيما لو كانت تلك التعليقات تتناول أعراقاً أخرى أو تعادي السامية".



الجهل بثقافة الآخر



ويرجع العباد هذه التعليقات إلى الجهل بثقافة الآخر السعودي، ويقول " غالب المعلقين ينتقدون بعض المظاهر التي لاتعجبهم في السعودية أو بشكل أكثر دقة، ( لا تتوافق مع ثقافتهم )، وهنا أود أن أقول: إن بإمكاننا أن نكتب معلقات شعرية في مديح التطور المادي الذي وصل إليه الغرب لكن عندما يأتي الأمر إلى الثقافات الأخرى، هناك فئة كبيرة منهم لا تعرف شيئاً عن احترام خيارات الآخرين، إذ إن المقياس لديهم هو ( كم يبعد ذلك عن قيمي وعاداتي؟ )".



"ومن قال: أننا نريد أن نكون مثلكم ؟"



ويرصد العباد حوارا بين طالب سعودي وزميله الأمريكي، يكشف عن الفرق بين الثقافتين، ويقول " قبل عدة سنوات دار حوار بين طالب سعودي وشاب أميركي حول العادات الاجتماعية في السعودية، قال الأميركي في نهاية الحوار، «لا تقلق، سيأتي اليوم الذي تصبحون فيه مثلنا» رد السعودي «ومن قال: إنكم المثل الأعلى وأننا نسعى أن نكون مثلكم؟» وأردف: السيدة الغربية تجلس على الشاطئ بلباس البحر وتنظر للمرأة المحجبة بشفقة ودونية، ما الذي يجعلها تفكر أن لها الحق في أن تكشف تقريباً كل جسدها وأنه ليس من حق المرأة الأخرى أن تغطي معظمه؟".



احترام ثقافة الآخر



ويعلق العباد على الحوار قائلا " احترام حريات الآخرين وعاداتهم هو إحدى أرقى علامات التطور الإنساني، ولذلك هناك تفاوت كبير بين المجتمعات في تقبل الأجانب حتى في أوروبا، ويتناسب ذلك مع تزايد العنصرية في المجتمعات أو تناقصها، من هنا يقاس التطور الحضاري لدى مجتمع ما".



نتغير بطريقتنا وثقافتنا



وينهي العباد قائلا " ما سبق لا يعني أن مجتمعاتنا تخلو من المظاهر السلبية أو أنها لا تستحق النقد، فلدينا الكثير مما عملنا على تصحيحه والكثير مما يجب تقويمه أيضاً، لكن يجب أن يكون ذلك نابعاً من قناعتنا بالتعديل دون أن نأبه لمجتمعات تريدنا نسخاً منها".

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org