وصل للكتلة الحرجة.. ماذا يعني إعلان منظمة الصحة كورونا "وباء عالميًّا"؟

الإصابات تضاعفت في الأسبوعين الأخيرين.. لا يزال من الممكن السيطرة عليه
وصل للكتلة الحرجة.. ماذا يعني إعلان منظمة الصحة كورونا "وباء عالميًّا"؟

أعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس الأربعاء، أن فيروس كورونا الجديد، الذي ما زال يتفشى في مختلف أنحاء العالم، بات "وباء عالميًّا"؛ مؤكدة في الوقت نفسه أنه لا يزال من الممكن "السيطرة عليه".

وبحسب منظمة الصحة العالمية؛ فقد تضاعَفَ في الأسبوعين الأخيرين عدد الإصابات بالفيروس خارج الصين 13 مرة، كما تضاعف عدد البلدان التي وصل إليها الوباء 3 مرات.

ووفقًا للإحصائيات الأخيرة، ارتفع عدد الإصابات بفيروس كورونا الجديد في مختلف أنحاء العالم إلى أكثر من 126 ألف حالة؛ بينما زاد عدد الوفيات على 4600 حالة.

وبعد أن عبّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في مؤتمر صحفي في جنيف الأربعاء، عن قلقه إزاء مستويات تفشي الفيروس المثيرة للقلق ومستوى خطورته ومستويات انعدام التحرك المقلقة في العالم، قال: "يمكن تصنيف مرض كوفيد 19 الآن على أنه جائحة... لم يسبق مطلقًا أن شهدنا انتشار جائحة بسبب فيروس كورونا".

وأكد المدير العام للمنظمة الدولية أن "توصيف الوضع على أنه جائحة لا يغير تقييم الخطر الذي يشكّله فيروس كورونا. هذا الأمر لا يغير ما تقوم به منظمة الصحة العالمية، كما لا يغير ما يتعين على الدول القيام به".

يشار إلى أن "كوفيد 19" هو اسم المرض الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا الجديد بحسب توصيفات منظمة الصحة العالمية.

والآن، وبعد إعلان تفشي وباء "كوفيد 19"، ماذا يعني هذا التغيير في مسمى المرض؟

ما هو الوباء؟

وفق ما نقلته اليوم "سكاي نيوز" فإن الإعلان عن الجائحة لا علاقة له بالتغييرات التي تطرأ على خصائص المرض؛ ولكنه يرتبط بدلًا من ذلك بالقلق الجغرافي؛ إذ وفق ما قاله مدير الطوارئ في المنظمة مايكل ريان؛ فإنه لا علاقة للوباء بخطورة المرض؛ بل يتعلق الأمر بانتشاره الجغرافي.

وبحسب التعريف العام للوباء، فإنه ذلك المرض الذي ينتشر في عدة دول حول العالم في نفس الوقت.

ومن هنا، وبحسب منظمة الصحة العالمية؛ فإنه يتم الإعلان عن حدوث وباء "عندما ينتشر مرض جديد، لا يتمتع فيه الناس بالحصانة، في جميع أنحاء العالم بما يفوق التوقعات".

من ناحية ثانية؛ فإن "الوباء" يتمثل في زيادة مفاجئة في الحالات المرضية أو في المرض الذي يمكن أن يكون متفردًا في دولة واحدة أو مجتمع واحد.

إن الحالات التي تشمل المسافرين الذين أصيبوا في بلد أجنبي ثم عادوا إلى وطنهم، مثل السياح الذين أصيبوا أثناء وجودهم في إيطاليا وعادوا إلى بلادهم، أو الذين أصيبوا بالعدوى من المسافرين العائدين، تُعرف باسم "حالة مؤشر"، ولا يعوّل عليها كسبب في إعلان حالة الوباء.

وبذلك فإن إعلان الوباء بحاجة إلى أن تكون هناك موجة ثانية من العدوى من شخص لآخر في جميع أنحاء المجتمع، وفي هذه الحالة تحتاج الحكومات والأنظمة الصحية إلى ضمان استعدادها لتلك المرحلة من انتشار العدوى.

متى يعلن الوباء؟

إن القول الفصل في اعتبار تفشي مرض ما "وباء عالميًّا" بيد منظمة الصحة العالمية، وليس هناك عتبة، مثل عدد معين من الوفيات أو الإصابات، أو عدد البلدان المتأثرة، التي يجب الوفاء بها.

فعلى سبيل المثال، لم تعلن منظمة الصحة العالمية عن فيروس كورونا سارس، الذي تفشى عام 2003، وباء؛ على الرغم من إصابة 26 دولة به.

ومع ذلك، تم احتواء انتشاره بسرعة، ولم تتأثر به سوى حفنة من الدول بشكل كبير، بما في ذلك الصين وهونغ كونغ وتايوان وسنغافورة وكندا.

وأوضحت خبيرة مكافحة العدوى، ماري لويز ماكلاو، التي عملت كمستشارة لمنظمة الصحة العالمية، المسألة قائلة: "إن إعلان "الوباء" ليس واضحًا دائمًا لأنه قد يعتمد على النمذجة المستخدمة، والتي قد تختلف بين منظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات الصحية".

وأشارت ماكلاو إلى أن جزءًا من سبب إعلان تفشي المرض بوصفه "وباء"؛ هو وصول المرض أو انتشاره إلى ما يسمى "الكتلة الحرجة"، وعندها يبدأ التعامل معه بجدية، ولا يمكن تجاهل الأعراض، بالإضافة إلى الحصول على التمويل اللازم للمساعدة في التعامل مع المرض والتغلب عليه".

وتعرضت منظمة الصحة العالمية في العام 2009 لانتقادات، بعدما أعلنت عن تحول فيروس أنفلونزا الخنازير "إتش 1 إن 1" إلى وباء؛ باعتبارها استندت في قرارها إلى معايير لم تَعُد مستخدمة؛ وذلك على الرغم من أن الفيروس انتشر في جميع أنحاء العالم؛ لكنه لم يكن بالخطورة المتوقعة، وبالتالي اتهمت المنظمة بأنها تَسَرّعت في الإعلان عنه بأنه وباء، وأثارت بذلك ذعرًا عالميًّا دون مبرر.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org