أميرة البتراء الأردنية  لـ "سبق": ما ظنكم ببلد ترابه "يحكي إرثاً وتراثاً"

مسؤولة عن المدينة الوردية
أميرة البتراء الأردنية  لـ "سبق": ما ظنكم ببلد ترابه "يحكي إرثاً وتراثاً"

أميرة البتراء هي السيدة العربية الأول التي تفوز بشخصية العرب التراثية لعام 2018 وتدير جمعية الحفاظ على البتراء بالمملكة الأردنية الهاشمية بالإضافة إلى اختيار منظمة اليونسكو لها كسفيرة للنوايا الحسنة وتعني الأعمال التطوعية التي تخدم البشرية

شرف كبير

التقت "سبق" بالأميرة دانا فراس التي أكدت سعادتها الغامرة كأول امرأة عربية تنال هذا اللقب وقالت " شرف كبير أن أكون المرأة العربية الأولى التي تحصل على هذا اللقب، وأحب أن أقول أن الذين سبقونى ونالوا هذا اللقب هم قامات عربية ودولية في التراث أمثال الدكتور عبدالعزيز التويجري والشيخ سلطان بن زايد وغيرهم وضمي لهذه القائمة هو شيء يشرفنى جداً".

مشكلة العرب "الانفصال "

وعن ظاهرة "التغريب " وهي الغزو الثقافي الغربي لأوطاننا العربية بينت الأميرة دانا أن المشكلة في وطننا العربي وجود إنفصال بين الشخص وبين إرثه وتراثه وهذه الظاهرة ترتبط بعماد الأمة وهم الشباب حيث أصبح الفكر والتوجيه والتطلع غربيا كما أن هناك أثرا كبيرا للإعلام المرئي والاجتماعي بشكل مذهل على الجيل الصاعد كحاجز بين الشخص وبين تراثه .

ويحتم ما سبق الحفاظ على التراث المحلي والعربي وإيجاد علاقة قوية بين المواطن العربي وتراثه وربط الهوية الوطنية بالتراث فهذا الشيء أساسى ووجوبي من أجل المستقبل لأوطاننا جميعا. واستطردت الأميرة دانا فراس حديثها قائلة إن الخطط التنموية العربية أغلبها يغيب عنها أهداف ربط التراث والإرث التاريخي للمواطن وبين الأمور الاقتصادية والاجتماعية.

وهنا فلا بد أن يكون لنا دور مع صانعى القرار لتضع الحكومات المختلفة الحفاظ على التراث أولويه فى سياساتها الفعلية .

ماذا عنك؟

تحدثت الأميرة دانا فراس عن مهمتها منذ إعلان البتراء كواحدة من عجائب الدنيا السبع الحديثة في عام 2007 بدأ الاهتمام بالبتراء في العام 1985 بعد إدراج مدينة البتراء على قائمة التراث العالمي لليونسكو .. فالتغيير فى البتراء كان منذ ذلك التاريخ حيث كان إدراج المدينة سببا فى تسليط الضوء عليها .

وفى العام 2007 تم التصويت العالمي على موقع البتراء كأعجوبة من عجائب الدنيا السبع الجديدة وهذا عامل قوي فى تسليط الضوء أكثر على المدينة حتى أصبحت مقصدا سياحيا عالميا.

بدأنا في الأردن إنشاء مؤسسة الحفاظ على البتراء فى العام 1987 وتم تسجيلها عام 1989 فكانت الفكرة منذ ذلك الوقت هى المحافظة على التراث المادي والطبيعى والثقافى لمدينة البتراء والمناطق المحيطة بها .

ما ظنكم ؟

انتقل الحديث مع الأميرة دانا فراس عن مدائن صالح السعودية وعلاقتها بالبتراء الأردنية قالت الأميرة أنا أحب هذه المدينة النبطية العظيمة- تقصد مدائن صالح - فهي قريبة إلى قلبي و أتمنى زيارتها .

وتحدث الأميرة عن السعودية قائلة " ما ظنكم بوطن ترابه يحكى إرثاً ثقافيا هائلا ويمتلك تراثا فائقا لا مثيل له فالحضارة النبطية العظيمة انتشرت بشكل واسع في شمال غرب الجزيرة العربية وكان نتاجها مدائن صالح وقرينتها البتراء بالأردن وما أتمناه هو الترويج لهما معا للحصول على نفع مزدوج ومتعدد لنا في البلدين.

نصيحة للأشقاء السعوديين

ترى الأميرة أن مدائن صالح مازالت الأقرب إلى الوضع الطبيعي للبناء النبطي وأتمنى أن يتفادى الإخوة السعوديون الأخطاء التى وقعنا فيها وخاصة فى بعض الأمور التنموية الغير مخطط لها بمدينة البتراء ونصيحتي لهم أيضاً ضعوا سياسات مدروسة بشكل طويل الاجل وبشكل دقيق قبل أن تصبح المدينة مقصدا سياحيا وضعوا نطاقا عازلا لمنطقة مدائن صالح لتبقى المدينة نفسها بهذا الشكل الرائع القريب من الطبيعة .

صراع المصالح

طرح على الأميرة سؤال عن أصحاب المصالح الذين لا يهمهم تراث ولا آثار، ردت الأميرة دانا قائلة دائما هناك صراع للمصالح في كل وقت وكل مكان ويبقى التوازن ما بين متطلبات المحافظة على الموقع وبين الاستثمارات السياحية والكل يدافع عن مصالحه بقوة فالاختلاف والصراعات تأتي من هنا ونحن مازلنا نواجه مثل هذه الأمور في مدينة البتراء.

وأنا شخصيا أواجه مثل هذه الأمور بالحوار حتى نتوصل إلى نتائج واتفاقات ملزمة وهنا أنوه إلى دور الصحافة والإعلام فى مثل هذه الأمور كداعم قوى لتوضيح وتوصيل المعلومات ونشر الوعي للكثير المواطنين .

دور الإعلام

تشير الأميرة إلى الفجوة الكبيرة فى الإعلام حول التراث ونحن دائما نؤكد للإعلاميين أن التراث له علاقة بكل ناحية من نواحي حياتنا وذلك لأن هوية الإنسان مرتبطة بالتراث والتاريخ.

فعندما نستثمر فى التراث ونروج له فإننا نروج لاحترام الآخر خاصة ونحن الآن نعاني من التطرف فى الفكر والمبادئ في وطننا العربي ولمواجهة التطرف لابد من الحفاظ على التراث حتى تقوى العلاقة بين المواطن ووطنه ويشعر بالفخر بوطنه.

الفن الهابط

أشارت الأميرة في البداية هو ليس "فنا " بل تلوث سمعي وأنا أشعر بألم شديد بسبب بعدنا عن التراث الوطني بهذا الشكل.

فى عام 2010 قررنا أن نغير جميع اتجاهاتنا وأن نبدأ توعية فى كل مدارس المملكة الأردنية الهاشمية لنصل إلى الطالب الأردني من عمر سبع سنوات بتعزيز أهمية التراث في تفكيره وممارساته الحياتية .

مفاجاة

إحدى الصحف الأردنية تقول أن 87% من المصريين لم يشاهدوا الأهرامات .. و 65 % من الأردنيين لم يشاهدوا البتراء ؟

قالت بكل أسف هذا الكلام صحيح حتى أيضا هناك سكان بالمنطقة المحيطة بالبتراء لم يزوروا الموقع فهذه ظاهرة نراها دائما ولكن أعتقد أن لها أسبابا متعددة أولها : زيارة المواقع التراثية والثقافية شيء غير معتاد عند العائلات لعدم وجود وعي حقيقي عن أهمية زيارة هذه المواقع ثانيا : الشيء القريب للإنسان داخل بلدة هو آخر أولوياته للزيارة .

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org