مؤامرات "كورونا".. 5 شائعات عن الفيروس التاجي... لا يجب أن تصدقها

تهدف إلى تغييب الوعي ونشر الذعر
مؤامرات "كورونا".. 5 شائعات عن الفيروس التاجي... لا يجب أن تصدقها

منذ أن اجتاح فيروس كورونا عالمنا مسببًا ما يقارب من 6 ملايين إصابة وزهاء 360 ألف وفاة، اجتاحت في الوقت نفسه وسائل التواصل الاجتماعي موجات من الأكاذيب والنظريات والشائعات التي ترجح وجود مؤامرة خلف انتشار الفيروس، وأنه يقف خلفه بعض المنظمات التي تهدف إلى إعادة تشكيل النظام العالمي.

ولا يمر يوم إلا وتظهر شائعة جديدة، خصوصًا على وسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبحت مرتعًا لهواة الأكاذيب والتضليل لممارسة أراجيفهم، وتغييب وعي المستخدمين والمتلقين، فأصبح المتلقي تائهًا في بحر من الأكاذيب، ويجد صعوبة كبيرة في الوصول إلى الحقائق الدامغة.

ولا تقف خطورة مثل تلك الشائعات والنظريات المؤامراتية على تغييب الوعي فقط، ومحاولة تضليل وخداع المتلقين، ونشر الذعر بين الناس، بل تكمن خطورتها في كونها تمثل خطرًا كبيرًا على الصحة أيضًا في بعض الأحيان، لما تحمله بعضها من معلومات ونصائح طبية مغلوطة، أو استنتاجات غير حقيقية قد تدفع المتلقي للاستهانة بالفيروس وخطورته، أو التعامل معه على النحو الخاطئ.

وفي هذا التقرير ترصد "سبق" أبرز الشائعات والمغالطات التي انتشرت منذ بداية الوباء حول مصدر الفيروس التاجي ومسبباته.

1- كورونا فيروس وليس بكتيريا

"لقد اكتشفت وزارة الصحة الإيطالية أن كورونا ليس إلا مجرد بكتيريا".. تلك بلا شك أحدث الشائعات وأكثرها غرابة، وانتشرت كالنار في الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعي، ومفادها أن الإيطاليين خالفوا بروتوكولات منظمة الصحة العالمية بعدم تشريح الجثث، واكتشفوا أن سبب المرض ليس إلا بكتيريا، وتخثر في الدم، وإن العلاج يقتصر على تناول الإسبرين والمضادات الحيوية لتسييل الدم ومنع التخثر.

وفي الواقع فإن كورونا هو فيروس لا علاج له حتى الآن، وإن تخثر أو تجلط الدم ما هو إلا أحد الأعراض التي يسببها الفيروس التاجي.

2- الفيروس ليس مُصنعًا في المختبرات

تُعد هذه الشائعة أو المغالطة الأكثر شيوعًا بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، وأكثرها جدلية، والتي تفيد بأن الفيروس صنع بأحد المختبرات أو المعامل الصينية، وفي رواية أخرى الأمريكية، كنوع من الحروب البيولوجية بين الدولتين الكبيرتين، لوقف الجماح الاقتصادي لبعضهما بعضًا، في معركة تكسير العظام بين القوتين.

ولكن هذه الشائعة دحضتها دراسة نشرتها مجلّة Nature العلمية المرموقة، وشارك فيها عددٌ من الباحثين في الأمراض الجرثومية والأوبئة والمناعة من جامعات أمريكية وبريطانية وأسترالية، ونشرت في 17 مارس، وخلصت إلى أن كورونا: "ليس مصممًا في مختبرات أو فيروسًا معدّلاً".

3- كورونا لا ينتقل عبر شبكة الجيل الخامس

من بين الشائعات التي انتشرت أيضًا في بداية ظهور المرض إنه ينتقل عبر شبكة الجيل الخامس، وهو ما أدى إلى قيام بعض الغوغاء في بريطانيا بحرق أبراج اتصالات خلوية ظنًا منهم بأنها السبب وراء انتشار الفيروس في أرجاء بلادهم، وهو ما نفته سريعًا منظمة الصحة العالمية، مؤكدة أن الفيروس لا يمكن أن ينتقل عبر موجات الراديو أو شبكات الهاتف المتحرك، بما في ذلك شبكات الجيل الخامس المصنوعة في الصين، مشيرة إلى أن كورونا انتشر في بلدان ليس فيها أبراج من الجيل الخامس لشبكات الهواتف الذكية.

وجددت منظمة الصحة العالمية التشديد على أن فيروس كورونا ينتقل عبر رذاذ الشخص المصاب إلى الآخرين من خلال السعال أو العطس أو الحديث عن قرب، كما يمكن أن ينتقل أيضًا عبر الأسطح الملوثة بالفيروس من خلال لمسها، ومن ثم وضع اليد على العين أو الأنف أو الفم.

4- كورونا ليس غاز السارين

خرجت بعض الأصوات على وسائل التواصل الاجتماعي تدعي أن كورونا ما هو إلا غاز السارين، وأنه صنع في مختبرات أمريكية في أفغانستان، وبعد إصابة جنود أمريكيين به سافروا إلى مدينة ووهان الصينية (معقل الفيروس) ليخفوا إصابتهم، فانتشر بين سكانها.

والسارين لمن لا يعرف هو عبارة عن سائل رائق، بلا لون أو طعم، ولا تكون له رائحة حينما يكون نقيًا، ولكن يمكن أن يتبخر ليصبح بخارًا (غازًا) وينتشر في البيئة، وتشمل أعراضه، التي تتوقف على مدى التعرّض له، غشاوة البصر، وصعوبة التنفس، واختلاج العضلات، والتعرق، والتقيؤ، والإسهال، والغيبوبة، والتشنجات، وتوقف التنفس الذي يؤدي إلى الموت.

وزعم صاحب الادعاء أن مصدر شائعته معهد سكريبس للأبحاث، لكن لا يوجد أي دراسة أو بحث نشره المعهد يفيد هذا الادعاء، وهو ما يثبت خطأ الزعم بذلك، وأنه ليس إلا مجرد شائعة سخيفة.

5- كورونا لم يتنبأ به أحد

وليروي عشاق المؤامرات عطشهم، فقد اختلقوا أكذوبة جديدة تفيد بأن أحد الكتاب ويُدعى دين كونتر، قد ادعى في رواية له نشرت عام 1981، بأن هناك فيروسًا يشبه كورونا سيضرب ووهان الصينية في عام 2020، ومنها إلى أصقاع العالم، ومصدره سيكون مختبرًا أمريكيًا.

ولكن الحقيقة، فالرواية خيالية وظهرت في عام 1981 وتحدثت عن فيروس روسي معدل مختلف كليًا عن فيروس كورونا، ثم أعيد طبعها عام 1989 وتم تغيير المكان إلى الصين بدلاً من روسيا، وليس هناك ذكر لعام 2020 إطلاقًا.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org