"لو فيغارو": "كوفيد - 19" يصدع أركان سلطة "أردوغان" الحاكمة من الداخل

على خلفية قرار حظر التجول الذي أدى لاستقالة وزير الداخلية التركي
"لو فيغارو": "كوفيد - 19" يصدع أركان سلطة "أردوغان" الحاكمة من الداخل

قالت صحيفة لو فيغارو الفرنسية إن رفض استقالة وزير الداخلية التركي بعد فرض حظر التجول نهاية الأسبوع الماضي دليل على التوترات الداخلية للسلطة التركية بزعامة أردوغان، حيث سيتسبب الفيروس المستجد في اضطرابات داخل السلطة التركية، وما استقالة وزير الداخلية الذي ينظر إليه بأنه منافس لصهر أردوغان "بيرات البيرق"، إلا إرهاصات لذلك.

وقالت الصحيفة على لسان كاتبتها "ديلفين مينوي": "إنه تطور غير متوقع في الأحداث كاد يتحول إلى مأساة، حيث إن التدابير العشوائية لاحتواء فيروس كورونا قد سلطت الضوء نهاية الأسبوع الماضي على التوترات الاجتماعية والسياسية التي تمر بها تركيا".

وأضافت أنه في نحو الساعة العاشرة من مساء يوم الجمعة، أعلن الرئيس التركي دون سابق إنذار فرض حظر التجول الكلي لمدة يومين في 31 مدينة حول البلاد، ومن ضمنها إسطنبول. ويبدو أن هذا الإجراء كان بدافع تخطي الحاجز النفسي للألف حالة وفاة، بل وكان مدفوعًا من خشية أن يُسهم قدوم الأجواء المشمسة بتعجيل خروج الملايين من السكان من منازلهم، بيد أنه قد فاجأ الجميع.

وأردفت أنه بعد الإعلان مباشرةً، اصطفت الطوابير عشوائيًا أمام المخابز ومحال البقالة التي ما تزال مفتوحة، مما تسبب في ازدحام وأفواج من البشر متجاهلين قواعد التباعد الاجتماعي. وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصورًا وسارع مستخدمو الإنترنت إلى إدانة هذا الانتحار الجماعي من خلال اتهام السُلطة بتعريض حياة الآلاف من المواطنين للخطر.

وقالت "مينوي": "إن رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، يعد أحد المعارضين البارزين لأردوغان والذي كان يدافع منذ عدة أسابيع عن فكرة الحجر الكلي، وهو أيضًا في حالة صدمة: حيث أكد عبر حسابه في تويتر أن الحكومة لم تبلغه حتى عن قيامها بهذه المبادرة المفاجئة".

وتساءلت عما إذا كان هناك نقص في التخطيط؟ أم خطأ في التنسيق؟ أم قرار اندفاعي من الرئيس التركي؟ في حين أن هناك ألف تكهن ما يزال يشغل العقول، تُختتم إجازة نهاية الأسبوع بإعلان غير متوقع: وهو إعلان استقالة وزير الداخلية سليمان صويلو -المعروف بقربه من رئيس الدولة- الذي أعلن تحمله المسؤولية الكاملة عن تطبيق حظر التجول. وفي البيان الذي أعلن فيه عن رحيله، تحدث عن "إجراء اُتخذ بحسن نية ويهدف إلى إبطاء انتشار الوباء قدر الإمكان" واعترف بأن "المشاهد التي ظهرت لم تنصف التدابير المثالية المتخذة لاحتواء الوباء".

وأبانت أنه بينما يتحدث بعض المراقبين عن "مشهد مرتب" من السُلطة من أجل التنصل من أي مسؤولية، يرى آخرون أنها علامة على وجود انشقاق داخل النواة الصلبة التي تحوّط أردوغان.

وأشارت الكاتبة "مينوي" إلى أن "سليمان صويلو"، البالغ من العمر 50 عامًا، مدينٌ بمنصبه للرئيس التركي الذي عينه وزيرًا للداخلية في أعقاب الانقلاب الفاشل في يوليو 2016م، وهو معروف بقيادته لحملة تطهر واسعة النطاق ضد الانقلابيين، ومن بعدها، أصبح يُنظر إليه باعتباره منافسًا لبيرات البيرق، وهو ليس سوى صهر أردوغان.

واختتمت بأنه من أجل حفظ ماء وجهه وتبديد الشائعات، سارع الأخير لرفض استقالته، وأعلن البيان الصادر عن الرئاسة التركية مساء الأحد أنه "لم تُقبل استقالة وزير الداخلية، وسوف يستمر في أداء وظيفته".

وقال النائب المعارض والصحفي السابق أحمد شيك: "تم تجنب النزاع داخل القصر (الرئاسي) في الوقت الحالي، وتبقى أن نرى إذا ما كان الصهر سيتم إبعاده".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org