موسم الرياض.. ارتقاء بجودة حياة السعوديين وجعل المملكة وُجهة سياحية عالمية

التعامل مع الترفيه كصناعة.. والنتائج تُثبت تحقق الأهداف
موسم الرياض.. ارتقاء بجودة حياة السعوديين وجعل المملكة وُجهة سياحية عالمية

يرتكز سعي الإنسان في ممارسة الأنشطة الترفيهية على مدار تاريخه، على حاجة فطرية داخله، تدفعه إلى تغيير الأجواء النمطية التي اعتادها في أسلوب عيشه، وتفريغ فائض الطاقة المختزن في داخله في أنشطة تُدخل البهجة والمسرة إلى نفسه، وتُحرره من الضغوط الناجمة عن معايشة عادات يومية متكررة، ولأهمية تلك الحاجات الفطرية للمواطنين السعوديين؛ فقط أخذتها "رؤية 2030" بعين الاعتبار؛ لا سيما أنها ترتبط ببُعد اقتصادي مهم للغاية؛ إذ أنفق السعوديون على إشباعها في العطلة الصيفية لعام 2018 نحو 30.5 مليار ريال في رحلاتهم السياحية خارج المملكة.

وفي إطار هذه الأبعاد الإنسانية والاقتصادية، اهتمت "رؤية 2030" بالتعامل مع الترفيه كصناعة قائمة على خطط تنفيذية، وانطلاقًا من هذا التوجه أطلقت الهيئة العامة للترفيه 11 موسمًا ترفيهيًّا على مستوى المملكة، من بينها موسم الرياض الدولي الذي انطلق قبل ستة أيام ويستمر حتى 15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، ويضم عددًا كبيرًا من الفعاليات الفنية والرياضية والثقافية، تتضمن عروضًا مسرحية وموسيقية، وعروض أزياء، وسيركًا، وافتتاح مطاعم ومنشآت عالمية تُحول الرياض لمدينة ترفيهية عالمية؛ وفقًا لما ذكرته هيئة الترفيه على موقعها.

فموسم الرياض -وغيره من المواسم- ما هو إلا تطبيق وتحقيق لما تَضَمّنته "رؤية 2030" في برنامج جودة الحياة، الذي يهتم "بتحسين نمط حياة الفرد والأسرة وبناء مجتمع ينعم أفراده بأسلوب حياة متوازن، من خلال تهيئة البيئة اللازمة لدعم واستحداث خيارات جديدة تعزز مشاركة المواطن والمقيم في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية التي تساهم في تعزيز جودة حياة الفرد والأسرة"؛ وبناء على ذلك فهدفه الأساسي الارتقاء بجودة حياة المواطن السعودي وتحسينها، بإتاحة فرص الترفيه وفق خيارات متنوعة تتناسب مع التنوع في الميول والهوايات الإنسانية.

ورغم أن المواطنين السعوديين هم الهدف الأسمى لبرنامج جودة الحياة، الذي يُعد الترفيهُ أحدَ روافده بالإضافة إلى تعزيز ممارسة الأنشطة الرياضية في المجتمع؛ فإن الحكومة السعودية تسعى من خلال العناية ببرنامج جودة الحياة أيضًا إلى استثمار الإمكانات السياحية للمملكة، وجعلها وجهة سياحية عالمية، يرتادها السياح الذين وصل عددهم على مستوى العالم في عام 2018 إلى 1.3 مليار سائح؛ وفقًا لتقديرات منظمة السياحية العالمية، وهم مورد اقتصادي مهم للكثير من دول العالم، ومن الممكن أن يصبحوا كذلك بالنسبة للسعودية.

وتشير النتائج التي حققها موسم الرياض خلال الستة أيام الأولى منذ انطلاقه، إلى أنه حقق الأهداف المحددة له تمامًا في بُعديه الإنساني والاقتصادي؛ فتُظهر البيانات إقبالًا كبيرًا على الفعاليات التي حققت مبيعاتُ تذاكرها في الأيام الثلاثة الأولى من الموسم، ٢٣٥ مليون ريال، كما أن نسبة الإشغال في الفنادق وصلت ٩٨%، وارتفعت مبيعات رحلات قطار الشرقية الرياض ٤٠%؛ في حين بلغت الوظائف الموسمية ٢٤ ألف وظيفة، وأكثر من ٢٢ ألف متطوع بمقابل مادي؛ مما يعني نجاحًا مبهرًا لموسم الرياض حتى الآن.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org