شهد العالم، خلال فترة قصيرة ماضية، سلالات وتحورات عدة من فيروس كورونا أسهمت في سرعة انتشار الفيروس وإصابة معظم أفراد المجتمعات العالمية.
ويظل السؤال الذي يدور في الأذهان في ظل تراجع الإصابات تدريجياً -ولله الحمد- في دول العالم: هل توقفت تحورات فيروس "كوفيد-19" أم أن الوضع لا يزال مخيفاً مع إمكانية استمرار الفيروس الأصلي لكورونا في إنتاج السلالات الجديدة؟
وللوقوف على إجابة هذا السؤال، يقول الخبير الصحي استشاري الوبائيات بمنظمة الصحة العالمية بإقليم الشرق المتوسط الدكتور أمجد الخولي؛ إن الفيروس الأصلي المسبّب لكوفيد-19 في حالة نشاط دائم نتج عنها عدد كبير من التحورات؛ بعضها مثير للقلق وهي الأربعة التي تم اكتشافها حتى الآن "ألفا وبيتا وجاما ودلتا"، وبعضها مثير للاهتمام وكان آخرها تحور لمبدا وتحور مو.
وأردف: "ينتج عن هذه التحورات تطور في مواصفات الفيروس الأصلي تجعله ينتشر بسرعة أكبر ووتيرة أوسع، وهذا بدوره يعطي الفيروس إمكانية أكبر لحدوث مزيد من التحورات؛ لذلك لا يمكن القول إن التحورات قد توقفت، إذ ما زال يتم إخضاع الفيروس وجميع التحورات المكتشفة للبحث الدقيق والدراسات لنتمكن من اكتشاف أي تحورات جديدة والتعرف على آثارها على قدرة الفيروس سواء على الانتشار بوتيرة أسرع أو على مقاومة اللقاح والحد من فعاليته.
واختتم "الخولي"؛ بالقول: "لذلك ننصح السلطات الصحية والمجتمعات والأفراد بمواصلة التعامل بكل جدية مع الفيروس وتحوراته، بمعنى الاستمرار في الأخذ بكافة إجراءات الصحة العامة واكتشاف الحالات وتوسيع نطاق الاختبارات وتتبع المخالطين وتطوير الخدمات العلاجية، فضلاً عن التوسع في تقديم اللقاح للفئات ذات الأولوية في المجتمع انطلاقاً إلى سائر السكان، كما ننصح أفراد المجتمع بمواصلة تطبيق التدابير الوقائية حتى بين أولئك الذين تلقوا التطعيم".