مَن تهدّد يا "أردوغان"؟ مريض "الهياط السياسي" يُطل برأسه مُعزياً!

لو نطقت صفحات التاريخ لوارت هلاوس زعامة "مشعل الحروب" الوهمية
مَن تهدّد يا "أردوغان"؟ مريض "الهياط السياسي" يُطل برأسه مُعزياً!

كعادة شخصيته البراغماتية المزدوجة ومزاجه المتقلب الخاضع لأيديولوجيا التوسع والهيمنة، يُطل رجب أردوغان؛ مُجدّداً يلمح تارة ويصرّح تارة أخرى تتضارب أقواله مع أفعاله حتى إنه لم يتورع في استغلال الظرف العصيب الذي تمر به الكويت بوفاة الأمير صباح الأحمد؛ حيث قدّم التعازي ثم بدأ يُسقط إسقاطاته على دول المنطقة، وبلا شك يقصد الدول العربية قبلة الأطماع التركية التي تصدّت لأفكاره، مقلباً صفحات التاريخ الذي لو نطق ما رحمه.

وكأن "أردوغان" بهذه الإسقاطات أراد كشف مشاريعه وإدمان الهوس باستعادة عروش أجداده ودولتهم المندثرة تحت أنقاض منازل مَن هجّروهم وشرّدوهم التي سجّل التاريخ جرائمها بالدم في الوطن العربي مع بسالة شعوب هذه الأوطان التي قاتلت المحتل التركي؛ لكن هذا الخطاب أظهر للعالم سياساته الموغلة بالدم، خاصة مع قوله: "إن دولاً سوف تزال وإن الراية التركية سترفع هناك"، وهذا ما يؤكّده وقوفه مع مشاريع إيران فكلاهما يقتسمان أهداف تمزيق العرب وشق وحدتهم.

اللافت أنه ما فتئ من تقديم نفسه المنقذ الذي يقف مع المظلومين، فمَن قتل السوريين؟ ومَن أرسل المرتزقة في ليبيا؟ ومَن أشعل فتيل الحرب الآذرية - الأرمينية وقوفاً مع الآذريين حقداً بالأرمن بعد فضيحة مذبحتهم التي تلاحق الأتراك.

كل هذا ليس نصرة للحق؛ بل زحف صوب حقول النفط والغاز ووضع اليد على الاقتصاد، فلم تسلم الجغرافيا العربية من العبث التركي وقيام مشاريع التخريب طمعاً في الهيمنة وتنفيذ السياسات الأردوغانية المدفوعة بالهوس السياسي وحب الزعامة الممزوج بالأطماع.

وبعيداً عن "هياطه" السياسي المعروف، ذهب "أردوغان" إلى أبعد من ذلك وذكر عبارات تنذر بوصوله مرحلة متقدمة من المرض الفكري خروجاً عن اللياقة الدبلوماسية وهو قوله إن :"تلك الدول لن تكون موجودة مستقبلاً" وهنا يتبلور سؤال: هل هذا إعلان للحرب؟ كيف يُفسر؟! فهذه اللغة لا يتحدث بها إلا زعماء العصابات والميليشيات المسلحة، فالسياسة والدبلوماسية لهما كلماتهما الناعمة التي يجهل بها، وإن كان يلمح للحرب، فأبناء هذه الأوطان مثلما قاتلوا العثمانيين الأوائل قادرون على دحر العثمانيين الجُدد، فهم مَن تركوا ثرثرة المنابر والخطب المشحونة لمَن تنزف عملته ويتألم اقتصاده ويدعم المعارك وانشغلوا بتنمية بلدانهم والعمل على الواقع.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org