وزير الأوقاف المصري لـ"سبق": جهود الملك سلمان وولي عهده في خدمة الحرمين والحجاج محل تقدير المسلمين.. ومصر والسعودية صمام أمان الأمة

قال: دعوات تسييس الحج لا تأتي إلا من رعاة الإرهاب والداعمين له.. و"الإخوان" أخطر الجماعات الإرهابية
وزير الأوقاف المصري لـ"سبق": جهود الملك سلمان وولي عهده في خدمة الحرمين والحجاج محل تقدير المسلمين.. ومصر والسعودية صمام أمان الأمة

- الخلايا النائمة أو المنوَّمة أو السرطانية أو الفيروسية خطر مدمر على المجتمع المسلم.

- للإعلام دور في بناء المجتمعات والدول بصفة عامة وبناء الفكر بصفة خاصة.

- الفكر المتطرف خطر على الدين والدولة معاً ويشوهون صورة الدين الصحيح.

- "الكتائب الإلكترونية" جماعة احترفت الكذب والافتراء فالغاية عندها تبرر الوسيلة.

- مخابرات بعض الدول في منطقتنا تهدف إلى إسقاط مجتمعاتنا في براثن الفوضى.

- علينا أن نعمل على إشاعة قيمة الصدق وضرورة التحري والتثبت من الأخبار.

أجرى الحوار/ عبدالله العنزي- سبق- القاهرة: أكد وزير الأوقاف بجمهورية مصر العربية، الدكتور محمد مختار جمعة، أن المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية هما صمام أمان هذه الأمة؛ لما يتمتعان به من موقع جغرافي مميز واحتضان معالم تاريخية، ومقدسة تهم وتخدم المسلمين بالعالم منها الحرمان الشريفان، محذراً في حواره مع "سبق" من طرق الجماعات المتطرفة وتلونها وسعيها الدؤوب لزعزعة أمن المنطقة ونشر الأفكار المتطرفة الدخيلة على أمتنا العربية والإسلامية، ويأتي في مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين و"داعش".

وتطرق الحوار لعدد من المحاور المهمة، وفيما يلي نصه:

** يمثل الفكر المتطرف، والجماعات المتطرفة خطراً كبيراً على الأمة الإسلامية. فما هي أبرز هذه الأخطار وآثارها على فكر الأمة، ووحدتها، وتماسكها؟

الفكر المتطرف والجماعات المتطرفة خطر على الدين والدولة معاً، فأولاً هم خطر على الدين لأنهم يشوهون صورة الدين الصحيح بأعمالهم الإجرامية من استحلال الدماء وأعمال التخريب والفساد والإفساد تحت ستار الدين، والدين منهم براء، قال سبحانه وتعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبكَ قَوْله فِي الْحَيَاةِ الدّنْيَا وَيُشْهِد اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهوَ أَلَدّ الْخِصَامِ}، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم: "يَخْرج قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ سفَهَاء الْأَحْلَامِ أَحْدَاثٌ أَوْ قَالَ حدَثَاء الْأَسْنَانِ يَقولونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ النَّاسِ يَقْرَأونَ الْقرْآنَ بِأَلْسِنَتِهِمْ لَا يَعْدو تَرَاقِيَهمْ يَمْرقونَ مِنْ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرق السَّهْم مِنْ الرَّمِيَّةِ فَمَنْ أَدْرَكَهمْ فَلْيَقْتلْهمْ فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْراً عَظِيماً عِنْدَ اللَّهِ لِمَنْ قَتَلَهمْ"، وهذه الجماعات خطر على الدول لأنها لا تؤمن بوطن ولا بدولة وطنية. وثانياً هم خطر على الدولة لأن مصالح الأوطان من صميم مقاصد الأديان، فكل ما يقوى بناء الدولة الوطنية ويؤدي إلى أمنها واستقرارها وتقدمها هو من صميم مقاصد الأديان، وكل ما يؤدي إلى الإفساد والتخريب وهدم الدول وزعزعة استقرارها لا علاقة له بالإسلام ولا بالأديان، فالأديان من التخريب والإفساد براء.

** ما أخطر هذه الجماعات من وجهة نظركم؟

أخطر هذه الجماعات ورأس الأفعى فيها هي جماعة الإخوان الإرهابية وما تفرع عنها أو تحالف معها من التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها "داعش" و"القاعدة"، فكل هذه الجماعات جماعات تتاجر بدين الله وهو منها ومن أفعالها براء.

** هل ترى علاقة بين الإخوان والجماعات المتطرفة الأخرى؟

نعم هم في خندق واحد، فهذه الجماعة الإرهابية على استعداد للتحالف مع الشيطان لتحقيق أهدافها السلطوية، وهي صنيعة استعمارية في الأصل، فمن زرعوا الكيان الصهيوني في قلب منطقتنا لتفتيتها وتمزيق دولها هم من عملوا على تكوين هذه الجماعة الإرهابية لتكون ظهيراً مسانداً لتحقيق أهداف الكيان الصهيوني، عدو ظاهر يضرب في الوجه هو العدو الصهيوني، والآخر يضرب ويطعن في الظهر وهو هذه الجماعة العميلة المأجورة، وطعن الظهر أشد وأنكى.

** ماذا عن تلون الجماعة وتبديل جلودها؟

جماعة الإخوان الإرهابية ليس لها وجه واحد، بل إن لها ألف وجه ووجه، تتلون وفق ما تقتضيه مصلحتها، مستحلة الكذب والخداع والمراوغة، والأكثر سوءاً أنهم يعدون كل هذه الرذائل التي لا تمت للأديان أو الأخلاق بصلة ديناً يتعبدون إلى الله عزّ وجلّ به طالما أنه يحقق مصلحة الجماعة في سبيل التمكين السلطوي الذي تسعى إليه، وكلما علت درجة العضو في الجماعة كلما اتسع نطاق الاستحلال والكذب والخداع والمراوغة لديه، فكبيرهم في التنظيم لا بد أن يكون كبيرهم في العمل على تحقيق مصلحة الجماعة بأي وسيلة وكل وسيلة، بل إنه لا يكاد يصل إلى هذه المكانة إلا بأحد أمرين: أحدهما الوراثة، والآخر الوصولية والمزايدة في تنفيذ ما تتطلبه مصلحة الجماعة وإن خالف الشرع وتطلب سفك الدماء، أو الإفساد والتخريب. ولا يستطيع أحد أن ينكر شر هذه الجماعة الإرهابية، فمهما حاولت تغيير جلودها فهي أشبه ما يكون بالثعابين والحيات، بل إنها فاقت الثعابين حين تغير جلودها، فأعضاؤها يجيدون التلون والخداع، ويماسحون مماسحة الثعبان، ويمكرون مكر الثعلب، في صغار وهوان، ونفوس مريضة، وبعضهم قد يتقن ذلك لدرجةٍ يصعب تمييزها، بل قد تظهرهم على عكس ما يبطنون من الحقد والغل على المجتمع وأهله، وبعض هؤلاء لا يميزهم إلا أصحاب القلوب البصيرة، والعقول الواعية، والفكر المستنير، وبعضهم قد يستعصي كشفه حتى على هؤلاء؛ لأنهم مردوا على النفاق حتى صار لهم طبعاً وسجية، لأن من يستحلون دماء مخالفيهم وأموالهم لا يمكن أن يَعدوا الكذب عندهم حراماً وإن تفننوا له في ألف اسم واسم، وهو ما تنتهجه كل الجماعات الإرهابية وصار منهجاً واضحاً للجماعة الأم المعروفة بجماعة الإخوان، ولا سيما على مستوى القيادات والمنظرين والأعضاء الرسميين ومن يسير في ركابهم ممن يعرفون بالموالين الذين استطاعوا خداعهم وغسل عقولهم، مما يتطلب منا جميعاً كشف ما تنطوي عليه هذه الجماعة من نفاق وشر، وبيان حقيقتها المراوغة، لا ينخدع بها العامة والدهماء، وحتى لا تتمكن مرة أخرى من تجنيد من ينخدعون بمتاجرتها الكاذبة بدين الله عز وجلّ.

** ماذا عن الكتائب الإلكترونية لهذه الجماعة الإرهابية ومحاولتها لتشويه الرموز الوطنية؟

هذه الجماعة احترفت الكذب والافتراء، فالغاية عندها تبرر الوسيلة، أي وسيلة كانت، فكل ما يحقق أهداف الجماعة في بسط نفوذها وقفزها على السلطة في أي بلد فهو لدى قياداتها وعناصرها الضالة مباح، وقد عمدت كتائبهم في الآونة الأخيرة إلى بث الشائعات وترويجها، والعمل على تشويه الرموز الوطنية في الدول المواجهة للإرهاب الرافضة له، إضافة إلى حرصهم الدائم وعملهم الدءوب على تشويه أي إنجاز للدول الوطنية، ومحاولة تأليب الشعوب على دولها وقيادتها الوطنية، ومن هنا نؤكد لشبابنا أن أي إنسان يحرّض على وطنه سواء أكان تحريضاً علنياً أم خبيثاً عبر مواقع التواصل بأسماء وهمية أو مستعارة فهو خائن لدينه ووطنه معاً، وعلينا جميعاً ألا ننساق خلف هؤلاء المحرضين على التخريب فديننا دين البناء والتعمير، وكل ما يدعو للبناء والتعمير فهو من صحيح الإسلام وكل ما يدعو إلى الهدم والتخريب وزعزعة استقرار الدول مخالف لتعاليم ديننا الحنيف وقيمنا الدينية والوطنية، فلا يحرّض على هدم بلده إلا خائن.

** ماذا عمن يحرضون على مصر والسعودية؟

مصر والسعودية صمام أمان هذه الأمة، فمصر بلد الأزهر الشريف وبها أكثر من مائة وخمسين ألف مئذنة تصدح بالحق وترفع نداء الحق خمس مرات كل يوم وليلة، من يجرؤ على اتهامها في دينها ويشكك في خدمتها لدين الله؟ والمملكة العربية السعودية بلد الحرمين الشريفين حرم الله وحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم من يجرؤ على اتهامها في دينها وخدمتها لدين الله؟

** كيف نحمي أبناءنا ومجتمعنا من التطرف؟

أولاً تصحيح المفاهيم الخاطئة، ونشر الفكر الوسطي الصحيح من خلال الخطب والدروس والندوات والمحاضرات، والإصدارات العلمية، وتكثيف برامج التدريب للأئمة والخطباء على أيدي العلماء الوسطيين، وبرامج الإعلام الرشيد.

** ما طبيعة هذه الجماعة الإرهابية وأيديولوجياتها؟

شاء الله سبحانه وتعالى أن يكشف طبيعتهم ونهمهم للسلطة ومنهجهم الإقصائي لكل من لا ينتمي إلى قبيلة الأهل والعشيرة أبناء المفسد الملقب عندهم بالمرشد وعصابة مكتب الإفساد، في إقصاءٍ أيديولوجيٍ مقيتٍ ربما لم نقف في تاريخنا على إقصاءٍ مثله بهذا التبجح وتلك الفجاجة التي رأيناها في عامهم الأسود المشؤوم، الذي ما زلنا نعمل بكل قوة على إزالة ما خلفه من كوارث. وهذه الجماعة إنما تحكمها التراتبية التنظيمية، فقد رأى المجتمع كله رأي العين كيف كانت تدار الأمور في العام الأسود للأهل والعشيرة، من تصعيدٍ أحمقٍ لكوادر الجماعة الجهلاء، الذين لا حظ لهم من الفهم أو القيادة سوى التراتب أو الولاء التنظيمي، على نفس نهج الماسونية القديمة وأشد تطرفاً في التراتبية التنظيمية. الأمر الآخر والذي يجب التنبه له والقضاء عليه هو ما تبقى من كيانات دولة الإخوان الاقتصادية وخلاياها النائمة. وإذا كانت جماعة الإخوان الإرهابية قد سقطت سقوطاً ذريعاً مدوياً سياسياً ومجتمعيّاً وأفلست فكريّاً فإن هناك جانباً مهمّاً تستميت قيادات الجماعة وعناصرها في الحفاظ عليه، وهو البناء الاقتصادي والمالي للجماعة، وهو ما يمكن أن يطلق عليه دولة الإخوان الاقتصادية، وهي التي لا تقل خطراً عن الجانب السياسي؛ لأنها هي الرابط الذي يربط أعضاء وعناصر الجماعة الإرهابية برباطٍ نفعيٍ وثيقٍ من خلال شراء أصحاب النفوس الضعيفة، والتركيز على المهمشين، أو المحرومين، أو الأكثر احتياجاً وحتى تجاوزهم إلى غيرهم من طالبي وراغبي الثراء بأي وسيلة حتى لو كانت غير مشروعة أو مدمرة، إضافة إلى خطورة توظيف هذا المال في العمليات الإرهابية.

** ما أهم أوجه الفساد المالي الذي وقعت فيه الجماعة الإرهابية؟

قامت جماعة الإخوان بعمليات سطو واسعة النطاق على كثير من الجمعيات وتوظيفها لخدمة أغراضها، مع ما تتلقاه من أموال تحت مسمى التبرعات وتوظيفها لصالح الجماعة وأهدافها الإرهابية.

** ماذا عن مخاطر الخلايا النائمة للجماعات المتطرفة والإرهابية؟

لا شك أن الخلايا النائمة، أو المنوَّمة، أو السرطانية، أو الفيروسية، تشكل خطراً داهماً ومدمراً للمجتمع، فالجماعة الإرهابية تسعى وبكل ما أوتيت من قوة إلى هدم الدولة، سواء من خلال العمليات الإرهابية والتصفيات الجسدية، واستهداف رجال الجيش والشرطة، وعلماء الدين، ورجال القضاء والإعلام، وكل من يشْتَمّ منه الحرص والعمل على استقرار الوطن، أم من خلال عملهم على تعطيل مرافق الدولة من خلال الفساد والإفساد، والتخريب والهدم. وإن خطر الخلايا النائمة والمنوَّمَة لا يقل عن خطر ما يسمى بالخلايا النوعية الإرهابية، فكلاهما خطر داهم على أمن المجتمع وسلامته، وكلاهما يهدف إلى هدم الدولة أو إسقاطها في براثن الفوضى والضياع، وكلاهما ينتهج الإرهاب المادي أو المعنوي والتخريب مسلكاً ومنهجاً، مما يتطلب تضافر الجهود لاستئصال هذا الداء الذي استشرى في المجتمع مع بدايات ظهور الجماعة الإرهابية، ثم ازداد هذا الشر استشراء بأفكار سيد قطب وما تبناه التيار القطبي من رمي المجتمع بالجاهلية والكفر وضرورة المواجهة وتغيير الواقع بالقوة، ثم ازداد الأمر شراسة تكاد تصل إلى حد الجنون باستباحة الدماء والقتل والتخريب والإفساد وتبرير جميع الوسائل السيئة للوصول إلى تحقيق أهدافهم إما بالحكم والسيطرة أو التخريب والتدمير وتقسيم الدول عمالة وخيانة مقابل مصالح ومنافع للجماعة والتنظيم وعناصرهما التي تسعى في الدنيا لقبض ثمن عمالتها وخيانتها لدينها وأمتها ولأوطانها.

** ماذا عن الدول الداعمة للإرهاب واحتضانها للإرهابيين؟

هنا أمران: الأول: الدول التي تحتضن الإخوان، لتستخدمهم في خدمة أهدافها وأغراضها، وتحقيق مطامعها في منطقتنا العربية، والعمل على تفكيكها وتفتيتها وتمزيقها لصالح قوى الشر الطامعة في نفط منطقتنا وثرواتها وخيراتها ومقدراتها الاقتصادية والطبيعية. والثاني: الدول أو القوى التي ربما لا تريد أن تدخل في مواجهة صريحة مع الجماعة، أو لها حسابات خاطئة في توازناتها السياسية، أو بها تيارات متعاطفة مع الجماعة، فتوهم مجتمعاتها بأنها تسهم في دفع المظلومية الكاذبة عن الجماعة أو أنها تتقي شرها، أو أن الوقت غير مناسب لمواجهتها، بما يضفي على الجماعة هالة لا تستحقها ولا هي عليها؛ لأنها جماعة خسيسة جبانة، لا تفي بعهد ولا بوعد، طبعها الغدر والخيانة والكذب، وسبيلها الميكافيلية الرهيبة المقيتة، فالغاية لديها تبرر كل الوسائل. وهنا نؤكد أن من يأوي الإرهابيين أو يدعمهم أو يتستر عليهم فإنه سيكتوي لا محالة بنار هؤلاء الإرهابيين الذين لا عهد لهم ولا ذمة، فهم عصابة مستأجرة لمن يمولها ويدفع لها أكثر، فلا خلاق لهم ولا دين ولا عهد ولا ذمة، لذلك فإنهم سيكونون وبالاً على داعميهم إن اليوم وإن غداً، وإن غداً لناظره قريب.

** كيف نحصن شبابنا من شر هذه الجماعات الإرهابية؟

هنا يجب العمل على محورين: الأول: محور تحصين شبابنا ومجتمعنا من أن يقع فريسة لهؤلاء، فعلينا أن نسابق الزمن في كشف طبيعة هذه الجماعات وعناصرها وكتائبها الإلكترونية حتى لا يخدع بهم الشباب النقي، وأن نكشف ما تتسم به هذه الجماعات من احتراف الكذب والافتراء على الله عزّ وجلّ وعلى الناس، وأن نعمل على إشاعة قيمة الصدق وضرورة التحري والتثبت من الأخبار، فليس كل ما يسمع ينقل أو يقال، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: "كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِباً، أَنْ يحَدِّثَ بِكلِّ مَا سَمِعَ"، ويقول الحق سبحانه وتعالى: {يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنوا إِن جَاءكمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنوا أَن تصِيبوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتصْبِحوا عَلَى مَا فَعَلْتمْ نَادِمِينَ}. أما المحور الثاني: فهو محور الحسم مع الجماعة الإرهابية وعناصرها المفسدة المخربة القاتلة، سواء أكان ما تمارسه قتلاً حسياً باستهداف الآمنين والرموز الوطنية من خلال عملياتها الإرهابية التفجيرية التي لا تنقطع، أم كان القتل معنوياً من خلال استهداف الرموز والشخصيات الوطنية وبث الشائعات التي لا تنقطع حولها، والتهوين من إنجازاتها لإحباطها، والعمل على وضعها موضع السخرية والاستهزاء لتصغيرها والتقليل من شأنها وتجرئة العامة على النيل منها، أم كان ذلك بالتشكيك في كل الإنجازات المهمة والمشروعات الكبرى لإحباط الناس وإصابتهم باليأس واللامبالاة، أو تحريكهم تجاه التمرد والعصيان، ولكنّ شعب مصر بحضارته العريقة الضاربة في جذور التاريخ لأكثر من سبعة آلاف عام يدرك ما يخطط له الأعداء مستخدماً جماعة الإخوان الإرهابية وكتائبها الإلكترونية مع ما يقدم لها من دعم منقطع النظير من مخابرات الدول التي تهدف إلى إسقاط منطقتنا في براثن الفوضى، مما يتطلب منا جميعاً اليقظة التامة لهذه المخططات الخبيثة، والتعامل بحسم مع الخونة والعملاء، وقطع أي يد تحاول أن تعبث بأمن هذا الوطن وأمانه، أو أن تنال من ثوابته الوطنية، أو تعمل على هدم بنيانه، على أن ذلك كله إنما يحتاج إلى تضافر الجهود ووعيٍ شديد بما يخطط ويحاك لوطننا ومنطقتنا من أعدائنا المتربصين في الخارج وعملائهم من الخونة والمأجورين بالداخل، مع إدراك أن جماعة الإخوان الإرهابية هي رأس الأفعى، ومفتاح كل شر، والحاضنة الكبرى لكل الجماعات الإرهابية، وأن القضاء عليها يعني زلزلة أركان الجماعات الإرهابية كافة.

** هناك دعوات مشبوهة لتسييس الحج؟

هذه الدعوات المشبوهة لا تأتي إلا من الدول الراعية للإرهاب والداعمة له، والتي تعمل على خلق دور لها على حساب دينها وأمتها وأمن واستقرار منطقتنا، وأستطيع أن أؤكد أن مثل هذه الدعوات المشبوهة هي خيانة للدين ولأمتنا العربية، كما أشيد في هذا المقام بالجهود الكبيرة والمتواصلة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- في خدمة الحرمين الشريفين وحجاج بيت الله الحرام، والتي هي محل تقدير من المسلمين الذين يقصدون الحرمين الشريفين، بل والمسلمين أجمعين.

** أخيراً.. ما الدور المنوط بوسائل الإعلام لمواجهة أصحاب الفكر المنحرف والإرهابي؟

لا شك أن على الإعلام الوطني دوراً مهماً ورسالةً مهمةً من خلال تبني رؤى الإعلام الوسطي، ومن خلال محاربة الشائعات، وعدم نشر أخبار إلا بعد التحقق منها، وفي هذا المجال أؤكد على أهمية الخطاب الإعلامي الرشيد، فلا يمكن لأحد أن ينكر دور الإعلام الرشيد في بناء المجتمعات والدول بصفة عامة وبناء الفكر الرشيد بصفة خاصة، كما لا يمكن لأحد أن يتجاهل خطر استخدام بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل في العمل على هدم الدول أو إفشالها، وبخاصة من تلك المنظمات أو الدول الراعية للإرهاب، وإذا كان لكل شيء قِيَمهِ وضَوابِطه ومواثيق شرفه فإن الإعلام الديني يجب أن يكون في المقدمة من ذلك كله لطبيعته الخاصة، ولكونه أحد أهم المكونات الثقافية للمجتمع، ولكونه أحد أهم عوامل التواصل في الخطاب الديني من جهة الانتشار على أقل تقدير.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org