أحدها مفاعل "سمارت" النووي السعودي.. 40 مشروعًا تعمق الشراكة بين المملكة وكوريا الجنوبية

العلاقات الثنائية حظيت بنمو مطّرد في اتجاه توسيع التعاون
أحدها مفاعل "سمارت" النووي السعودي.. 40 مشروعًا تعمق الشراكة بين المملكة وكوريا الجنوبية

حظيت العلاقات بين السعودية وكوريا الجنوبية، منذ تأسيسها في 16 أكتوبر 1962، بالتطور والنمو المطرد في اتجاه توسيع آفاق التعاون بين البلدين، والمضيّ بها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، ولقد مرّت العلاقات بين الدولتين طيلة عقودها الستة بمنعطفات مهمة، أسهمت في تعميق التعاون بينهما، ومن هذه المنعطفات تأسيس اللجنة السعودية الكورية المشتركة قبل أكثر من 40 عامًا، والاستمرار في عقد اجتماعاتها كل سنتين بالتناوب بين الرياض وسيئول، وقد عقد الاجتماع الـ19 لها في شهر ديسمبر 2019 بالرياض؛ استمرارًا لإسهام اللجنة في تعزيز العلاقات والمصالح المشتركة بين البلدين.

وشهدت علاقات البلدين أهم منعطفات ومحطات تطورها إلى الآن في أكتوبر 2017، مع إطلاقهما "الرؤية السعودية الكورية 2030"، التي وسعت مجالات التعاون بين الدولتين إلى مستوى غير مسبوق من الازدهار وتبادل المصالح، وقد ارتكز إطلاق الرؤية على تشكيل لجنة مشتركة من ممثلي الجهات الحكومية ذات العلاقة من البلدين؛ لمراجعة التقدم في شراكتهما، واعتماد مشروعات الرؤية وخططها التنفيذية، وتذليل الصعوبات في تنفيذها، وتمخض عمل اللجنة عن موافقة البلدين على 40 مشروعًا ومبادرة مبدئية لتأسيس الشراكة بينهما، توزعت على خمس مجموعات هي: الطاقة والتصنيع، والبنية التحتية الذكية، والتحول الرقمي، وبناء القدرات، والرعاية الصحية وعلوم الحياة، والمنشآت الصغيرة والمتوسطة والاستثمار.

وكما يلاحظ، فإن شمول وتنوع مجموعات مجالات الرؤية جدير بجعل كوريا الجنوبية إحدى ثماني دول تتعاون مع السعودية لتحقيق "رؤية 2030"، ومن أمثلة مشروعات التعاون النوعية بين البلدين، انخراط 48 مهندسًا سعوديًا منذ 2018 في مشروع مشترك مع معهد أبحاث الطاقة الذرية الكوري؛ لإعداد التصاميم الهندسية لمفاعل "سمارت" النووي في السعودية، مع برامج تدريبية مكثّفة في مجالات مختلفة بالطاقة النووية، منها برامج متخصصة في تصميم قلب المفاعل، وتصميم نظام الموائع، والتصميم الميكانيكي، وتصميم التفاعل بين الآلة وتحليل السلامة لتقنية مفاعلات "سمارت"، وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء السعودية.

وتعبيرًا عن اتساع الشراكة بين الرياض وسيئول، فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 64 مليار دولار أمريكي خلال السنوات الثلاث الماضية، حتى شهر أكتوبر 2021، بحسب البيانات الصادرة من الهيئة العامة للإحصاء، حيث تعد المملكة في هذا الصدد المصدر الرئيسي لواردات البترول في كوريا الجنوبية، كما تشمل صادراتها إلى كوريا الجنوبية واردات غير نفطية، شكلت نسبة 5 في المائة خلال 2021 من إجمالي الصادرات لكوريا الجنوبية، بينما بلغت قيمة الميزان التجاري 15.5 مليار دولار لصالح المملكة، ويتوقع أن تشهد العلاقات الثنائية بين البلدين قفزة إلى الأمام، مع زيارة الرئيس الكوري مون جيه إن، إلى المملكة اليوم (الثلاثاء)، لاسيما أن الزيارة تواكب الذكرى الستين لتأسيس العلاقات بين الدولتين.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org