أكد السفير الياباني في السعودية "فوميو ايواي" في الجزء الثاني من حواره على أن العلاقات اليابانية السعودية مهمة وتمتد لأكثر من 65 عاماً منذ تأسيس علاقاتهما الدبلوماسية، وشهدت خلالها تطوراً في مختلف المجالات، السياسية والثقافية والاقتصادية، والعلاقات بين بلدينا في الفترة الأخيرة تتمحور حول إنجاز الرؤية السعودية اليابانية 2030، والتي تم إطلاقها عام 2017 خلال زيارة رسمية لخادم الحرمين الشريفين لليابان. وأستطيع القول إن الرؤية المشتركة تشكل أساسًا متينًا للارتقاء بالعلاقات إلى أعلى مستوى من خلال القيام بمشاريع لصالح التنوع الاقتصادي والتنمية المستدامة في المملكة، تماشياً مع رؤية المملكة 2030.
ولا شك في أن جائحة كورونا أبطأت هذه المسيرة المشتركة، ولكني أؤكد بأن بلدينا مصممان على المضي قدماً في إنجاز هذا العمل من أجل تحقيق الأهداف المنشودة. إذ أرى أن آفاق التعاون بين البلدين واعدة في كافة القطاعات.
استقرار الخليج العربي
وحول تحقيق الاستقرار والازدهار في منطقة الخليج العربي، والشرق الأوسط، والمجتمع الدولي بصفة عامة، قال: "إن السلام والاستقرار في الشرق الأوسط أمر مهم للمجتمع الدولي، وإمدادات النفط المستقرة من منطقة الشرق الأوسط أمر لا غنى عنه لازدهار الاقتصاد العالمي بما في ذلك اليابان. ونتشارك مع السعودية العديد من المصالح المشتركة، بالإضافة إلى المودة، الثقة والاحترام المتبادل، والتي تجمع البلدين منذ فترة طويلة، ومنذ أن سلمت اليابان رئاسة مجموعة العشرين إلى السعودية في أواخر عام 2019، تتعاون اليابان والسعودية بشكل وثيق في العديد من الموضوعات المهمة، مثل الحفاظ على الأمن في المنطقة، التجارة الحرة العالمية، فضلاً عن مكافحة كوفيد -19، الملف الذي يؤرق كافة دول العالم. وأنا متأكد من أن علاقاتنا الثنائية الممتازة ستسهم في تحقيق الاستقرار والازدهار ليس في المنطقة فحسب، وإنما في المجتمع الدولي ككل.
كورونا والسعودية
وأشاد السفير الياباني بالسياسة الحكيمة التي تتخذها المملكة لمواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد، والتي أثبتت أنها تضع صحة المواطنين والمقيمين في مقدمة أولوياتها. وقال: "أقدر جهود الحكومة السعودية لتوعية المجتمع بالمعلومات الطبية اللازمة بدرجة عالية من الشفافية والسرعة.
وأثني على جهود كافة الجهات الحكومية، وأبرزها وزارة الصحة لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للحد من انتشار الفيروس والتوجيه بالالتزام بالتدابير الوقائية والاحترازية اللازمة، بالإضافة إلى تفاني الأطباء والعاملين في القطاع الصحي والقطاعات المختلفة للمشاركة في مكافحة كورونا وإعطاء اللقاحات للجميع. كما أهنئ المملكة على تحقيق أعلى معايير السلامة والصحة لضيوف الرحمن والعناية بهم لإنجاح موسم الحج هذا العام بدون تسجيل أي حالات إصابة بين الحجاج.
إن هذا النجاح يعكس مدى قدرة المملكة وحرصها على تحمل تلك المسؤولية بإقامة كبرى الشعائر الإسلامية في ظل أصعب الظروف التي فرضتها الجائحة".