تذكّر الباحث في التاريخ والآثار عمر بن ناصر الأسمري؛ بمناسبة اليوم العالمي للمعلم، بعض معلمي الطائف في عهد المؤسّس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- ودورهم الريادي في التعليم في المملكة.
وتفصيلاً، أوضح "الأسمري"؛ أنه خدم العملية التعليمية في تلك الفترة مجموعة كثيرة، ومنهم على سبيل المثال: محمود التركي بالمدرسة العزيزية، وعبدالله شطا بالمدرسة السعودية، وأحمد حسن كمال بمدرسة المثناة، وعبدالغني جمال كمال، والسيد سعيد الدباغ، وعبدالله فريد حلواني، وزيني كتبي بالمدرسة السعودية، ومحمد زمزمي بثانوية الطائف، وحسن ألطف وحسن أحمد منصوري وحسن محمد صيرفي ومحمد سعيد كمال والسيد عدنان كتبي وماجد السماح بدار البعثات الداخلية بالطائف، وسعد بن مسلم بن عثيمين ومحمد بن سحيم برنية، ومحمد الطيب الذي خدم في خميس مشيط وتربة والطائف، وراشد بن سحمان ويوسف صالح وعلي العبادي بالمدرسة السعودية بالخرمة، وعبدالله بغدادي مدير معتمدية بالطائف، ومن معلمي دار التوحيد عبدالله الخليفي من أهالي حائل، والشيخ محمد متولي الشعراوي، وعبدالرزاق عفيفي.
وقال: "لقد خدم كثير من المعلمين في تعليم الطائف في عهد المؤسّس الذي قفز بالتطور التعليمي بالطائف قفزات كبيرة؛ حيث وصل إحصاء المدارس إلى ثمانٍ وعشرين مدرسة ابتدائية، إضافة إلى عديدٍ من المدارس الثانوية المتعددة والعسكرية ومعهد للغة الإنجليزية ومدرسة المصيف ومدرسة الفلاح والكتاتيب المختلفة، وانتشر التعليم ليشهد قفزة نوعية في تلك الفترة بين الجبال الوعرة والصحاري القاحلة مع وفرة المعلمين.
وبيّن "الأسمري"، أنه عند الالتحاق بالخدمة يتلقى المعلمون محاضرات تهتم بالجانب التربوي وأساليبه وطرق التدريس والسلوك وكافة الأنشطة وتنويع الندوات وتوزيع مطويات وكتب تشجيع التطوير في مجال التربية، وشجعت مديرية المعارف المتميزين بالترقيات مكافأة لجهودهم؛ حيث المعلم قدوة حسنة للطلاب بالنقاش والحوار معهم ومتابعة سير عمله طوال فترة حياته التعليمية.
وأردف: "اهتمت مديرية المعارف بجوانب نقل المعلمين عن طريق شركة السيارات وجعلت لهم تراخيص إركاب تتجدّد شهرياً؛ تلك التراخيص الداخلية والخارجية، ووفّرت السكن وبدل السكن إذا لم يكن هناك سكن، وكذلك اهتمت بالجوانب الصحية لتجري فحوصاً طبية وخاصة فحوصاً عن مرض الكوليرا، والهدف حماية الطلاب والمجتمع من انتشار تلك الأمراض، كما يسمح للمعلم بالغياب في حالة إنسانية إذا مرض أحد والديه أو أي فردٍ من عائلته -لا قدر الله-، ويتم العلاج في مستشفى الجيش بالطائف، أو المستشفى الملكي بالطائف".
استطرد: "كان المعلمون يشاركون في الأعمال التطوعية، وكذلك جمع التبرعات المالية للشعب الفلسطيني، ويشاركون أبناءهم الرحلات المدرسية التي تجعل المعلم أكثر قرباً من الطالب، وتوفير جميع الكتب في المكتبات المدرسية والمدعومة من المؤسّس -يرحمه الله- بكتب مطبوعات المؤسّس؛ كتفسير ابن كثير وتاريخه، وطبقات الحنابلة، وكتب التوحيد والآداب الشرعية وكثير من الكتب، وضمّت الأدوات المدرسية توفير الألعاب الرياضية التي تعين على تجديد النشاط والحيوية ومكتبة دار التوحيد كانت عبارة عن حراك ثقافي كبير كل ليلة جمعة؛ حيث تقام الخطب والأشعار والمسرحيات ويشرف عليها رئيس وخمسة أعضاء، وكان المعلمون يهدون للمكتبات المدرسية بعض الكتب القيمة".
وأشار "الأسمري"؛ إلى أن المعلم يظل شمعة تضيء ويكفينا فخراً أن معلمنا الأول محمد -صلى الله عليه وسلم-.
ودعّم المؤسّس، باني الوحدة، المعلمين والتعليم، وسار من بعده الملوك الأخيار سلالة المجد وعز الدار حتى عهد الوالد الغالي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه- وولي عهد الأمين؛ لتحقيق تطلعات المستقبل البعيد برؤية 2030؛ لينعم الشعب السعودي برغد العيش والأمن والاستقرار.
