116 متحفاً وقرية وموقعاً أثرياً.. هكذا ذهبت جائزة صون التراث العربي لـ"برنامج الملك"

45 مبادرة ومساراً و230 مشروعاً تكللوا بـ"الشارقة الدولية 2" عن فرع أفضل الممارسات
116 متحفاً وقرية وموقعاً أثرياً.. هكذا ذهبت جائزة صون التراث العربي لـ"برنامج الملك"

جاء حصول برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة على جائزة الشارقة الدولية للتراث الثقافي في دورتها الثانية في فرع أفضل الممارسات في صون التراث الثقافي العربي؛ تتويجاً لإنجازات البرنامج؛ بوصفه برنامجاً وطنياً غير مسبوق يجمع تحت مظلته المشاريع والجهود المتعلقة بكافة مجالات التراث الوطني.

ووفقاً لتقرير ورد من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني؛ فقد صدر الأمر السامي الكريم رقم (28863) وتاريخ 21/ 7/ 1435هـ، بالموافقة على البرنامج بكونه مشروعاً تاريخياً وطنياً مهماً يعكس التطور في برامج ومشاريع التراث في المملكة الذي يشهد اهتماماً ودعماً من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله.

وتأتي مبادرة خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري كأحد المخرجات التي قدّمتها الهيئة العامة للسياحة، وتبنتها وموّلتها الدولة، ويجري تنفيذها حالياً ضمن المبادرات المهمة لرؤية 2030 بأكثر من خمسة مليارات ريال في المرحلة الحالية؛ بينما تتضمن المبادرة عشرة مسارات، ويشتمل كل مسار منها تحت التنفيذ على مجموعة من المشروعات الرئيسية التي تزيد في مجملها عن 230 مشروعاً.

ومن أبرز معالم هذه العناية، مواقع التاريخ الإسلامي، وبرامج العناية بالمساجد التاريخية، وتسجيل وحماية الآثار، والبحث والتنقيب الأثري مع منظومة كبيرة من الفِرَق العلمية تعدى عددها 30 فريقاً دولياً مع الفِرَق السعودية والمحافظة على مواقع التراث العمراني التي تعد بالآلاف في بلادنا، وتنمية القرى التراثية، وإنشاء وتأهيل وتجهيز المتاحف الأثرية في المناطق، وتنمية الحرف والصناعات اليدوية، والتوعية والتعريف بالتراث الوطني، وتوفير التمويل من الدولة لمشاريع التراث العمراني ومشاريع التراث الحضاري على مستوى مشاريع القطاع الخاص والأفراد".

واعتمدت الدولة برنامجَ خادم الحرمين للعناية بالتراث الحضاري الذي قدمته الهيئة منذ أربعة أعوام وجرى تمويله ضمن برنامج التحول الوطني 1 و2 بأكثر من 4 مليارات ريال، ويتضمن إنشاء 18 متحفاً في مناطق المملكة أنجزت المجموعة الأولى من مراحل إنشاءاتها، وشرعت في تجهيزها، وبعضها الآخر تمت ترسية مرحلة الإنشاءات فيه، وتهيئة 80 موقعاً أثريا وفتحها للزوار على امتداد مناطق المملكة، وإعادة ترميم وتأهيل 18 قرية وبلدة تراثية وتهيئتها لاستقبال الزوار، واحتضان أنشطة اقتصادية وضيافة بالطابع المحلي، يعمل بها أبناء المنطقة ويمارسون من خلالها الأعمال في المنشآت الصغيرة أو المتوسطة التي يمتلكونها، إضافة إلى افتتاح 17 مركزاً للحرفيين تكون بمثابة حاضنة لتطوير أعمالهم، ومعامل لإنتاجهم، ومنافذ للبيع.

ويسعى البرنامج الذي تتبناه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية، إلى تحقيق الحماية والمعرفة والوعي والاهتمام والتأهيل والتنمية بمكونات التراث الثقافي الوطني، وجعله جزءاً من حياة وذاكرة المواطن، والتأكيد على الاعتزاز به وتفعيله ضمن الثقافة اليومية للمجتمع، وربط المواطن بوطنه عبر جعل التراث عنصراً مُعاشاً، وتحقيق نقلة نوعية في العناية به، وكلما زادت معرفة المواطنين ببلادهم؛ زاد حبهم لها واعتزازهم بها؛ تَرَسّخت المواطنة في قلوب المواطنين.

ويضم البرنامج أكثر من 70 مشروعاً ضمن مجالات عمل الآثار والمتاحف، والعناية بمواقع التاريخ الإسلامي والتراث العمراني، والحرف والصناعات اليدوية، والتوعية والتعريف بالتراث الوطني، إلى جانب المشاريع الأخرى التي تُمَوّل وتنفذ من قِبَل شركاء الهيئة وتندرج ضمن البرنامج.

ويتم تنفيذ البرنامج وفق منهجية الشراكة التي تبنتها الهيئة منذ نشأتها؛ حيث سينفذ بالشراكة مع عدد من الجهات من أبرزها: دارة الملك عبدالعزيز، ووزارة الدفاع، ووزارة التعليم، ووزارة الخارجية، ووزارة الشؤون البلدية والقروية، ووزارة الحرس الوطني، ووزارة الداخلية، ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، ووزارة الشؤون الاجتماعية، ووزارة الثقافة والإعلام، وشركة أرامكو السعودية، ومؤسسة التراث الخيرية، والجمعية السعودية للمحافظة على التراث.

أما عن مسارات البرنامج؛ فإنها 10 مسارات هي: العناية بمواقع التاريخ الإسلامي، وإنشاء وتأهيل وتجهيز المتاحف والمواقع الأثرية في المناطق والمحافظات، والتشغيل والصيانة للمتاحف والمواقع الأثرية، والمحافظة على مواقع التراث العمراني وتنمية القرى التراثية، وتسجيل وحماية الآثار، والبحث والتنقيب الأثري، وبرامج وأنشطة المتاحف والمواقع الأثرية، وتنمية الحرف والصناعات اليدوية، والتوعية والتعريف بالتراث الوطني، واستقطاب وتطوير الكوادر البشرية اللازمة لإدارة التراث الوطني، وفعاليات التراث الثقافي.

ويسعى البرنامج إلى تعزيز معرفة المواطن بتاريخ الوطن وملحمة تأسيسه، وتأهيل وتشغيل المباني والقصور التاريخية للدولة في عهد الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- وتحويلها إلى مراكز ثقافية لعرض مراحل وتاريخ الوحدة الوطنية، ومدى ارتباط هذه المواقع بالملاحم والتضحيات التي قُدّمت من أبناء هذا الوطن لتحقيق الوحدة الوطنية، وحماية الآثار والمحافظة عليها وعرضها محلياً ودولياً، واستعادة ما نقل منها إلى الخارج بطرق غير مشروعة، والعناية الخاصة بمواقع التاريخ الإسلامي، إضافة إلى تهيئة وتأهيل المواقع الأثرية والطرق التاريخية وتوظيفها في التنمية الشاملة، وإنشاء وتطوير المتاحف في المناطق والمحافظات وتشغيلها، وتنمية القرى التراثية ومراكز المدن التاريخية والأسواق الشعبية، والمحافظة على مباني التراث العمراني وتنميتها، وتنمية الحرف والصناعات اليدوية لتحقيق فرص عمل للأفراد وتحويلها إلى عنصر فاعل في الاقتصاد الوطني.

ويضم البرنامج أكثر من 35 مبادرة تعمل وفق منهجية محددة لتحقيق أهدافه؛ حيث تنبثق من مبادرة برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة (المرحلة الأولى) ثلاث شركات تشرف عليها الهيئة، وتعمل وفق منهجية تجارية وتنموية تكفل الارتقاء بالخدمات المقدمة، وتحقيق عوائد مجزية للحرفيين والمجتمعات المحلية المحيطة بالمواقع المراد تطويرها، وهذه الشركات هي: الشركة السعودية لتشغيل المواقع التراثية التي تختص بتشغيل وصيانة المواقع التراثية بالمملكة، وشركة ترميم المباني التراثية التي تعمل على إعادة وتأهيل المباني التراثية، وستتخصص في تسجيل المباني التراثية وتأمين موظفين متخصصين وتدريبهم للعمل على إعادة وتأهيل المباني التراثية بجودة عالية، والشركة السعودية للحرف والصناعات اليدوية التي تتولى دعم وتطوير جودة منتجات الحرف والصناعات اليدوية بمناطق المملكة، والقيام بجميع الأعمال والأنشطة الأساسية والوسيطة والمكملة اللازمة لتنفيذ أوجه النشاط المختلفة التي تتفق مع غرض الشركة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org