"أمين عام رابطة العالم الإسلامي" يزور ولاية يوتا الأميركية ويلتقي قيادات عدة

"العيسى" استعرض مضامين وثيقة مكة التي أنجزت توافقاً بين 27 طائفة ومذهباً
"أمين عام رابطة العالم الإسلامي" يزور ولاية يوتا الأميركية ويلتقي قيادات عدة

تلبية لدعوة رسمية قام الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى؛ بزيارة لولاية يوتا الأميركية، حيث كان في استقباله حاكم الولاية غاري هربرت؛ الذي أقام للعيسى؛ حفل استقبال رسمي.

وعقد حاكم الولاية وأمين عام الرابطة اجتماعاً ناقشا فيه آفاق التعاون وجملة من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، مؤكدين الرغبة في التعاون لتحقيق الأهداف المشتركة.

وقام الأمين العام للرابطة بزيارة مقر رئاسة طائفة "المورمن" في ولاية يوتا الأميركية، حيث التقى رئيس الطائفة ومساعديه، وجرى خلال اللقاء استعراض سبل دعم جهود تجسير العلاقة بين أتباع الأديان والثقافات من أجل تعزيز السلام والوئام الإيجابي بين الجميع.

وفي ختام اللقاء استضاف رئيس ومساعدو طائفة "المورمن"، الشيخ العيسى؛ في عشاء تكريمي حضره أعضاء حكومة الولاية وممثلو وزارة الخارجية والجالية الإسلامية، فيما قدم منظم الحفل ديفيد بيندار؛ شكره الجزيل للعيسى؛ قائلاً: "أتقدم لكم باسمنا وباسم ولاية يوتا بالشكر الجزيل على كلماتكم المُلهمة التي تعمل بشكل واضح على التقريب بين الأديان والثقافات، وتحارب خطاب الكراهية والتطرف العنيف".

وفي سياق الزيارة عقد الشيخ العيسى؛ حواراً موسعاً مع أعضاء إدارة تحرير صحيفة (ديزيرت) الرسمية بولاية يوتا الأمريكية، أعاد خلاله التذكير بالمشتركات الإنسانية ذات الأهمية الملحة التي من شأنها دعم بناء الجسور بين الأمم والشعوب وإزالة الأسوار والحواجز التي صنعها البُعد وعدم الحوار وعدم التفاهم وكذلك تلقي المعلومات من مصادر أحادية لا تنقل الحقيقة مناقشاً بالتفصيل عدداً من الموضوعات في هذا الصدد التي وجدت اهتمام مجلس إدارة الصحيفة والنشر في مطبوعاتهم، مؤكداً أهمية تعزيز القيم الأخلاقية المشتركة مثل قيم العدالة والسماحة والأعمال الإنسانية المجردة عن أي هدف سوى الهدف الإنساني، ودعم جهود السلام والوئام، وخاصة الاندماج الوطني الإيجابي، ولاسيما في دول التنوع الديني والثقافي والإثني، مع تعزيز الوعي بتفهم سنة الخالق في الاختلاف والتنوع.

واستعرض الدكتور العيسى؛ مع إدارة التحرير مضامين وثيقة مكة المكرّمة التي أنجزت وللمرة الأولى في التاريخ الإسلامي توافقاً بين 27 طائفة ومذهباً مثّلها أكثر من 1200 مفتٍ وعالم من كبار علماء العالم الإسلامي، وأشاد مجلس التحرير بمحتوى الوثيقة وأهميته.

وأكد العيسى؛ أن الأديان جميعها جاءت بالرحمة وليس الكراهية والصدام والحروب، وأن الإسلام يمثل الاعتدال والرحمة بالناس جميعاً حاملاً قيم العدل والمحبة والسماحة واحترام التنوع.

وشدد على أهمية دور الإعلام في صناعة المحتوى والتأثير في الرأي العام، مؤكداً أن عليه الالتزام بالحقيقة والمهنية والحيادية حتى لا يفقد مصداقيته ويخل برسالته.

ونوّه أعضاء التحرير، بحسب ما نشرته الصحيفة في تغطيتها للحوار، بتميز الحوار وعُمقه، والسعادة باستضافة الشيخ العيسى؛ في أول حوار يرافق زيارته الأولى إلى ولاية يوتا.

وواصل الشيخ العيسى؛ برنامج جولته الرسمية في ولاية يوتا، بزيارة إلى مقر "ميدان الخير" في مدينة سالت ليك، حيث وقف على تجربة طائفة المورمن في العمل الإنساني، إذ أنشأت مصانع ومرافق تتولى تصنيع الأغذية والملابس والأثاث ليتم توزيعها على المحتاجين في الولايات المتحدة الأميركية.

وأجاب العيسى؛ دعوة لزيارة جامعة ولاية يوتا الأمريكية، حيث التقى كيفن وورثن؛ مدير الجامعة، ثم ألقى محاضرة شهدها مئات الطلاب والطالبات وأعضاء هيئة التدريس، أعقبها حفل تكريم بدرع الجامعة باسمه مع إقامة مأدبة غداء تكريماً لوفد رابطة العالم الإسلامي.

وقال وورثن؛ خلال حفل التكريم: "إنه لشرفٌ عظيم وجودكم اليوم في جامعتنا، خاصةً أنكم الآن شخصية عالمية وجهودكم واضحة في بناء الجسور بين أتباع الديانات والثقافات، ونحن ممتنون جداً لذلك، وندرك أن هناك الكثير من المشتركات الإيجابية التي تجمعنا بالمسلمين الذين تُمثلونهم".

من جانبه، أكد العيسى؛ في محاضرته، أن رابطة العالم الإسلامي حملت رسالة بناء الجسور وإزالة الحواجز والأسوار التي نشأت عن غياب الحوار وعن تلقي المعلومات من مصادر أحادية، مؤكداً في هذا السياق أن كل أتباع الأديان والثقافات والحضارات تجمعها قيم أخلاقية عالية، وأن التركيز على هذه القيم المشتركة يضمن تحقيق السلام والوئام بين الإنسانية جمعاء.

وأضاف: "علينا التركيز على المعارف الإنسانية بنفس درجة تركيزنا على العلوم".

وشدد الدكتور العيسى؛ على ضرورة التركيز على صياغة العقل صياغة سوية من الطفولة، موضحاً مسؤولية الأسرة والتعليم والتشريعات التي لابد من تعليم الأطفال والشباب الباعث عليها والقيم التي تحملها، منوهاً إلى أن الدين الإلهي جاء بالرحمة والسلام للعالمين.

وشهدت زيارة العيسى للجامعة حواراً مفتوحاً جمعه بطلاب وطالبات قسم الدراسات الشرق أوسطية، حيث دار النقاش حول جملة من القضايا المعاصرة في مجالات التواصل الحضاري بين الأمم والشعوب.

وفي ختام الزيارة الرسمية أقامت حكومة الولاية حفل عشاء تكريمي لرابطة العالم الإسلامي بحضور ممثلين عن الحكومة والكنيسة المورمنية وعدد من السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org