أسلوب حياة

أسلوب حياة

وطننا يملك أكبر ثروة، من خلالها تُبنى الأوطان، ويُشيَّد المستقبل، وتُصنع الحضارة.. هي "الشباب".

شبابنا هم ثروتنا، بسواعدهم وعقولهم يشيدون المستقبل، ويصنعون الحضارة، ويكتبون تاريخ وطنهم.. والوقت هو محور الحياة والعمل.

ولأن الرياضة صحة وأمن وحضارة وعلم فهي – بلا شك - عنوان عمل. ومن جمال الرياضة أنها لا تقتصر على سِن معينة، بل هي للأعمار كافة. ومن أهميتها أنها جزء من الصحة؛ فليس في ممارستها ضياعٌ، وصناعتها تعزز من قوة المجتمع.

الرياضة المجتمعية طالبتُ بها منذ سنوات، وكنتُ -وما زلت- أقول إنها الأمن والصحة للمجتمع، بل هي ترفيه وثقافة.. وأشعر بسعادة اليوم إذ أجدها ضمن أولويات العمل الرياضي، وعنصرًا مهمًّا من عناصر رؤية 2030م، بل وجزءًا من البرنامج الوطني (جودة الحياة). وهذا – بلا شك - يعطينا مؤشرًا على أهمية الرياضة في حضارة الشعوب؛ إذ أصبحت تدخل ضمن أولويات خطط الدولة نحو مجتمعها.

نحن لدينا كل مقومات العمل الرياضي المجتمعي، ونملك كل أدوات النجاح التي تجعل من الرياضة المجتمعية سمة وعلامة فارقة داخل المجتمع، ونكسر من خلالها روتين الأسرة، ونعيد ثقافة العقل السليم في الجسم السليم.. ولكن لا يمكن أن ننجح في مثل هذه المشاريع إلا عندما نقدم عملاً محترفًا، صاحب تأثير على المجتمع والفرد، وذلك من خلال الذهاب للمجتمع في الجامعات والمدارس والأحياء والقرى؛ لنقدم للجميع الرياضة المجتمعية والترفيهية، لا أن ننتظر منهم أن يأتوا إلينا.. ولهذا العمل أدواته وطرقه.

علينا أن نبدأ بعيدًا عن أي أعمال تقليدية، قد تُنتج عملاً، ولكنه بلا أي تأثير يُذكر في خارطة المجتمع. وعلينا أن نركز كثيرًا على شريحة الأطفال اليوم في العمل الرياضي المجتمعي؛ ليتعرف الطفل على ثقافة الرياضة وأنواعها وقوانينها وممارستها، ويفهمها، ويتشربها.. وكيف نزرعها لتكون جزءًا من برنامج حياته اليومي.

الحركة بكل أنواعها وأنشطتها هي رياضة، وليست الرياضة كرة قدم أو سلة أو طائرة فقط.. فكل نشاط يعتمد على الحركة هو بحد ذاته رياضة؛ لذا الهدف اليوم هو أن نجعل من الرياضة أسلوب حياة، يتمتع به الفرد والمجتمع ضمن برنامج حياته، بما يعزز من صحته، وينعكس إيجابًا على إنتاجه وعمله، ويخلق بيئة صحية.

وفي الرياضة تحديدًا بأشكالها وأنواعها كافة لن تنجح ما لم تكن هناك شراكة قوية بين ثلاث جهات (المؤسسة الرياضية – الإعلام – القطاع الخاص). فأي عمل رياضي لا تجتمع فيه قوة تلك الجهات الثلاث لن ينجح، ولن يكون جاذبًا للمجتمع؛ لذلك لا بد أن يكون لدينا إعلام يستطيع أن يصنع جاذبية، وقطاع خاص نخلق الشراكة الربحية معه، ومؤسسة حكومية لديها القوة في التنفيذ، والاحترافية في الأداء، واختيار البرامج التي تكون صاحبة تأثير على المجتمع.

لذا أختم بالقول: علينا أن نفهم أن الرياضة المجتمعية أسلوب حياة، وليست مجرد أنشطة وبرامج.. من هنا نخلق الثقافة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org