لا يزال "المتحور دلتا"، يثير قلقًا بالغًا في الأوساط العالمية في ظل ارتفاع وتيرة انتشاره، وإعلان منظمة الصحة العالمية أنه في طريقه ليصبح "السلالة السائدة" في العالم.
ذلك المتحور من فيروس كورونا تم تسجيله في أكثر من 90 دولة حول العالم حتى الوقت الراهن، تاركًا الكثيرين يعيشون في ذعر بعد أن أوشكت الحياة على العودة إلى طبيعتها المعهودة.
تفاؤل
وعلى الرغم من ارتفاع وتيرة انتشاره إلا أن إعلان وكالة الأدوية الأوروبية التابعة للاتحاد الأوروبي أثلج صدور الكثيرين، حيث قالت إنه يبدو أن جرعتين من اللقاح تحميان من المتحور سريع الانتشار.
وقال مسؤول استراتيجية اللقاح في الوكالة، ماركو كافاليري، خلال مؤتمر صحافي إن الوكالة ومقرها أمستردام: "تدرك المخاوف التي يسببها الانتشار السريع للمتحور دلتا".
وأضاف "حاليًا يبدو أن اللقاحات الأربعة التي وافق عليها الاتحاد الأوروبي تحمي من جميع التحورات المنتشرة في أوروبا، ومنها المتحور دلتا". ولفت إلى أن "المعطيات النابعة عن أدلة واقعية تظهر أن جرعتين من لقاح تحميان من المتحور دلتا"، بحسب ما نقلت عنه وسائل الإعلام.
المزج بين اللقاحات
في الوقت الذي خرجت فيه دراستان حديثتان إحداهما بريطانية والأخرى ألمانية بنتائج مبشرة، تفيد بأن المزج بين لقاحي فايزر- بيونتيك وأكسفورد - أسترازينيكا، وأخذهما معًا قد يؤدي إلى تقوية المناعة أكثر من الاعتماد على أخذ لقاح واحد فحسب.
وبحسب الدراسة البريطانية، فإن المرضى الذين حصلوا على جرعة من لقاح أسترازينيكا تليها جرعة من لقاح فايزر بأربعة أسابيع قد تمكنوا من تطوير عدد أكبر من الأجسام المضادة أكثر من الذين حصلوا على الجرعتين من لقاح أسترازينيكا، بحسب ما ذكر موقع "دويتشه فيله" الألماني.
وشدد البروفيسور ماثيو سناب، أستاذ طب الأطفال واللقاحات والمشرف على الدراسة، على أن نتائج الدراسة لا تقلل من أهمية استخدام جرعتين من لقاح أسترازينيكا في محاربة فيروس كورونا.
وشاطرت دراسة ألمانية الدراسة البريطانية نفس النتائج تقريبًا، فقد كشفت الدراسة الألمانية أن الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الأولى من لقاح أسترازينيكا والجرعة الثانية من لقاح فايزر كانت مناعتهم أقوى من الذين حصلوا على الجرعتين من لقاح واحد بعينه.
وكانت وزارة الصحة السعودية قد أعلنت عن اعتماد اللجنة الوطنية للأمراض المعدية إمكانية أخذ الجرعة الأولى والثانية من لقاحين لكورونا مختلفين، وذلك طبقًا لدراسات علمية دولية أظهرت إمكانية إعطاء جرعتين من لقاحين لكورونا مختلفين بشكل آمن وفعّال في التصدي للفيروس، مع تحقق الفعالية التي تهدف لها الجرعة الثانية.