بقيادة المملكة وتعاون شقيقاتها خلال أربعة عقود.. "التعاون الخليجي" إلى بر الأمان

"شعبنا واحد".. واجَهَ أزمات فاقت في تبعاتها الأزمة الحالية وقادر على تخطيها
بقيادة المملكة وتعاون شقيقاتها خلال أربعة عقود.. "التعاون الخليجي" إلى بر الأمان

بتحالفها القوي ومواقفها المتجانسة، تؤكد دول الخليج العربي قدرتها على تجاوز أي تحديات أو عقبات، والوصول إلى نقاط اتفاق كثيرة، نابعة من المصير المشترك، وكفيلة بأن تثمر عن طي أي خلافات طارئة، ومواصلة الطريق الذي ارتضته لنفسها وشعوبها، بأن يكون للخليج شأن رفيع المستوى ومسيرة حافلة بالإنجازات الداعمة لأهدافه وغاياته التي يُتوقع لها أن تشهد تأكيدات جديدة على وحدة الدم والمصير خلال القمة (41) القادمة لتثمر تعزيزًا للتحالف الخليجي على كل الأصعدة.

الرياض.. سجل ناصع

وتحتفظ صفحات تاريخ مجلس التعاون الذي تأسس عام 1981، بمواقف بطولية للسعودية وقادتها، نجحت خلالها الرياض في مواجهة التحديات والعقبات التي واجهت المجلس على مر تاريخه، والوصول إلى حلول للكثير من المشكلات التي كانت تتربص بالمنطقة وأمنها.

وباعتبارها الشقيقة الكبرى، ترى السعودية أن الأمن الخليجي هو جزء لا يتجزأ، وبادرت في تحصين المجلس ضد أي اختراقات، والترفع به عن أي مهاترات، وتجنيبه أعتى الأزمات التي تربصت بأمنه، وهددت دوله، أو استهدفت تماسك وحدته.

ومنذ اليوم الأول للخلاف الطارئ مع دولة قطر، كانت المملكة تؤمن بأن هذه الأزمة في طريقها للحل، من منطلق إيمانها بأن المستفيد الأول من هذه الأزمة، هم أعداء الأمة الذين يتربصون بها.

وطيلة الفترة الماضية، كانت المملكة توارب الباب أمام أي حلول لإنهاء هذه الأزمة، مدركة أن قطر ركن من أركان مجلس التعاون الخليجي، ووجودها لا غنى عنه.

وخلال العقود الأربعة الماضية، واجهت دول مجلس التعاون الخليجي الست تحديات سياسية واقتصاديةً متجددة ورغم ذلك استطاع مجلس التعاون، بقيادة السعودية وشقيقاتها تجاوز كل تلك الأزمات بروح الأخوة والحرص على المصالح المشتركة.

ومؤخرًا تعتبر أزمة وتداعيات فيروس كورونا المستجد من أهم التحديات فبادرت المملكة بعقد الاجتماعات، وتعزيز المشاورات بين دول المجلس، واتخاذ إجراءات صارمةً للفحص والتعقب والحجر؛ ليس هذا فحسب؛ وإنما اتفقت الدول على تفاهمات مشتركة وتقديم المصالح العامة مثل إغلاق الأعمال غير الأساسية، وتقييد السفر، لتبرهن تلك التفاهمات المشتركة بين دول المجلس في ذلك الملف، على أن دول الخليج تتحلى بقدرة مؤسساتية عالية للتعامل مع التحديات الجسام، بما فيها جائحة كورونا.

تحد آخر، واجهته دول الخليج العربي، تَمَثل في انخفاض أسعار النفط والغاز الطبيعي نتيجة التباطؤ العالمي في الإنتاج والاستهلاك بسبب الجائحة، وتراجع متوسط سعر النفط من 64 دولارًا في العام 2019 إلى 40 دولارًا في أوائل يونيو 2020. ثم تكررت أزمة النفط قبل الجائحة، وانخفض متوسط سعر البرميل من 110 دولارات في عام 2013 إلى 44 دولارًا في العام 2016. واستجابت الدول الخليجية بقيادة السعودية لهذا التراجع عبر الحد من إنفاقها العام، وتنويع قاعدة إيراداتها، كما أن قيادة المفاوضات في سوق النفط لم تحقق المصالح للمنظومة الخليجية إلا بالتفاهم على سياسات مشتركة في صالح كل الأطراف.

ومن المؤكد أن سياسة المملكة التاريخية في المحافظة على وحدة الصف الخليجي، ودعم دول الخليج ودعم مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وحل الخلافات (الخليجية- الخليجية)، والمحافظة كذلك على التعاون العربي والإسلامي؛ هي منهج يقفز فوق كل الخلافات الطارئة، وهو بالتجاوب وتناوب المبادرات والسعي لردم الفجوات ليشكل منظومة عمل مختلفة ضمن إطار المجلس الخليجي ليمثل دائمًا نقطة العودة التي تستند لوحدة الدم والمصير المشتركة في حل كل الخلافات الطارئة والتأكيد دائمًا على "خليجنا واحد" و"شعبنا واحد".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org