الثروة المنسية.. إنتاج جنوب السعودية من البنّ ينافس أهمية النفط

الثروة المنسية.. إنتاج جنوب السعودية من البنّ ينافس أهمية النفط

الأرباح بالملايين.. وعضو بالشورى يعرض احتياجات المزارعين

على سفوح الجبال العالية جنوب السعودية تدب الحياة مجددًا في مدرجات زراعة البن البلدي الذي كانت تشتهر به منذ عصور قديمة، كأحد أهم الموارد الاقتصادية لسكان تلك الجبال على مر العصور بعد ظروف مناخية وجغرافية وإنسانية جففت عروق تلك الأشجار وتسببت في موت الآلاف منها.

ومن على مدرجات ست محافظات جبلية بمنطقة جازان يتصاعد صيت ثروة طبيعية جنوب السعودية ويصل إلى أصقاع العالم كثروة وكنز يعود للواجهة.

وتبرهن على ذلك الأرقام الواقعية مقارنة بأسعار النفط العالمية، حيث يعد أحد أكبر مقومات الاقتصاد العالمية حيث يبلغ سعر طن النفط 1890 ريالاً بينما يزيد سعر طن البُن البلدي في هذه المحافطات عن 60 ألف ريال وفق سعر سوق الجملة.

زراعة البن تاريخ وحاضر

ويلاحظ المتعمق في تاريخ القهوة أن عادة شربها بدأت قبل آلاف السنين قبل الميلاد ولما لها من أهمية في تلك العصور كان من أوائل المسميات التي أطلقت عليها "رحيق الآلهة"، وكذلك من يقول إنه أطلق عليها كافا وكان هذا المسمى يطلق عليها في أثيوبيا.

وأشار موقع "الزراعة اليوم" إلى أن مسماها الأقدم هو "رحيق الآلهة" ثم استمر الاهتمام بها منذ تلك العصور إلى العصر الحالي الذي اختلفت فيه المسميات بحسب الدول ولغاتها.

ويزرع البن في ارتفاعات عالية على في مناخ بارد، كما هو الحال في ست محافظات بمنطقة جازان، وتزرع الشتلات الصغيرة في التربة المخصصة لها، ولا تحتمل قلة السقاية كما وغالبًا ما تتم الزراعة بعد سقوط الأمطار، بحيث تكون التربة ما زالت رطبة وتتوفر كميات مناسبة من المياه في تلك الجبال عن طريق وسائل حفظ مياه الأمطار القديمة، وتستغرق بعض الأشجار ثلاث سنوات حتى تثمر.

وعندما تُصبح الحبوب جاهزة للحصاد يتحول لونها للأحمر ومن ثم تبدأ عملية الحصاد وتجفيفها.

وتصبح قشور البن في منطقة جازان نوعاً من أنواع القهوة "قهوة قشر"، وهي سائدة منذ زمن بعيد، إلى أن قامت إحدى الشركات العالمية المتخصصة بعملها كمنتج يقدم للزبائن "قهوة القشر".

الجدوى الاقتصادية

مع عودة زراعة البن والاهتمام بها في المناطق الجنوبية، يتوقع أن يصبح البن رافدًا اقتصاديًا كبيرًا، وسيحمل العديد من الفوائد منها اتساع سوق العمل للمزيد من الباحثين عن العمل أو التجارة، وهو ما بدأ به العديد من الشباب من سكان المحافظات الجبلية جنوب السعودية كفيفاء والداير بني مالك.

ويعد سوق زراعة وتسويق وتصدير البن أحد أقوى الأسواق عالميًا لكنه لايزال ناشئًا في السعودية، ومع هذا فإن الأرقام التي أعلنت تشير إلى تقدم ملحوظ في أسواق البن السعودية، حيث بلغ الدخل ملايين الريالات وهو ما يفتح المجال للمزيد من الاستثمارات والعمل الزراعي في هذا المجال .

ووفقًاً للتقارير السابقة التي نشرتها "سبق" فإن إنتاج البن من ست محافطات بجازان فقط بلغ في موسم واحد أكثر من 600 طن، وهو ما يكشف عن رقم كبير من الدخل المادي مقارنة بسعر الطن بالجملة لأجود أنواع البن المحلي.

اكتفاء ذاتي

وقال أحد أصحاب مزارع البن في الداير بني مالك المواطن جبران الخالدي لـ"سبق": وجود شجرة البن في القطاع الجبلي بمنطقة جازان منذ عقود متلاحقة وممتده في التاريخ. حيث تعتبر المحصول الرئيس من بين الفواكه والحبوب والخضروات الأخرى، نظراً لما تملكه من قيمة وأصالة عربية سواء كموروث تاريخي أو منتج لا يمكن أن يتخلى عنه أي بيت قديماً لا يوجد مبيعات أو جهات تتولى شراء المنتج من المزارع وأيضا بيعه في سوق المحافظة أو المحافظات القريبة ليس بتلك الدرجة العالية.

وأضاف: تجد أكثر المواطنين يملكون المزارع فتجد الاكتفاء الذاتي بحيث كل مزارع يكتفي بما لديه وخصوصاً جبال بني مالك التي تمثل ما يقارب ٨٠% من المدرجات الزراعية لشجرة البن على مستوى القطاع الجبلي.

وأردف: استمر الوضع على ما هو عليه بمعنى أن المزارع هو من يعتني بمزرعته فقط وطريقة الري في مواسم الأمطار فقط ولا يوجد أي مقومات أخرى.

من ناحيته، قال الدكتور سعيد قاسم المالكي عضو مجلس الشورى: يعمل مهرجان للبن في محافظة بني مالك الداير وأقيم قبل عدة سنوات تحت رعاية الأمير محمد بن ناصر.

وأضاف: جلبت إلى هذا الموقع الكثير من أنواع البن بكميات كبيرة.

وأردف: حضرت بعض الشركات العالمية وبعض ضيوف الشرف لهذا المهرجان وحقيقة الجميع أبهره هذا المنتج والطريقة التي تم التعريف والتسويق له.

وتابع: ومع تبني شركة أرامكو السعودية مشكورة لهذا المنتج وتطويره علمياً وميدانياً فإن الجميع يأمل خيراً خصوصاً أن الشركة غنية عن التعريف.

السوق أفضل مما سبق

ويقول المزارع: الأسواق المنتشرة حاليًا وكذلك قدوم بعض تجار القهوة ومحبي الكيف من خارج المنطقة وشراء البن بكميات كثيرة، ساعد في انتعاش كبير لاقتصاد منتج البن.

أبرز المعوقات

وتتمثل أبرز المعوقات في عدم استمرار مهرجان البن بنسخته الأولى، حيث الآن يكون له جناح فقط في موقع التسوق بالمحافظة وقد يكون التوقيت غير ملائم، وعدم توفر الماء حيث كلفة الوايت من 300 ريال إلى 600 ريال، وعدم وجود عماله، وعدم وجود قروض مجزية للمزارع حتى يوفر بها الماء والعمال وأيضاً الحفاظ على مزرعته بعمل شبوك تحفظ المزارع من الأغنام والقرود.

وأضاف المزارع: نتمنى أن يكون هناك شبه مجلس إدارة مكون من المزارعين أنفسهم يتواصلون مع المسؤول المباشر واللجان المشرفة، وكذلك يتم التواصل معهم تحت مظلة شركة أرامكو.

نحو العالمية

وبدأت شركات ناشئة في هذا المجال تتعاقد مع المزارعين لشراء محصولهم الموسمي فيما كان لتميُّز البن الذي تنتجه جبال الداير وفيفاء وغيرها من جبال منطقة جازان سببٌ في اتجاه شركات متخصصة في مجال البن إلى إعلان منتجات جبال جازان في زوايا خاصة بها، بوصفها أحد أهم منتجات القهوة العالمية.

وحرص موقع متخصص، على الإشارة إلى قهوة جبال الداير الأصيلة ذات الجودة المرتفعة، واستعرضها على منصته العالمية.

ويقول الدكتور سعيد بن قاسم الخالدي المالكي عضو مجلس الشورى وهو من أوائل المطالبين بالاهتمام بالبُن كمنتج جودته عالية يعتبر ثروة وتاريخاً في حديث لـ"سبق": ليس غريباً على سكان المرتفعات الساحلية لسلسلة جبال السروات الممتدة من الطائف إلى الحد الجنوبي بأن يعودوا في الاهتمام بشجرة البن من جديد، فقد عرفت سلسلة هذه الجبال خصوصًا ما يطلق عليها "الأصدار" وهي الواجهة الغربية منها بشجرة البن الذي يتميز بجودته العالية بحكم خصوبة التربة واعتماد هذا المنتج على مياه الأمطار الموسمية بشكل كامل.

وأضاف: هذه الجبال كانت خلال حياة الآباء والأجداد عامرة بزراعة البن ولكن الاهتمام به تراجع لأسباب كثيرة منها الاكتفاء بالعمل الحكومي وعدم قدرة الآباء والأجداد في فترات ماضية على مواصلة الاهتمام بالبن.

وأردف: لكن مع الدعم الحكومي للزراعة والمحاصيل الزراعية بمختلف أنواعها في جميع أجزاء المملكة ووجود سبل كثيرة للري، فأعتقد أنه حان الوقت للعودة لزراعة البن والاهتمام به وإعادة استصلاح المدرجات الزراعية المنتشرة في جميع أجزاء القطاع الجبلي في ست محافظات جبلية هي بني مالك وفيفاء ومركز بلغازي التابع لمحافظة العيدابي والريث والعارضة وهروب وبقية مناطق جنوب غرب المملكة في عسير والباحة.

فكرة أول مهرجان للبن

وقال "المالكي": بخصوص إقامة أول مهرجان للبن في محافظة الداير بني مالك فإن له إيجابيات كثيرة تتعلق بتنمية هذه الشجرة وتسليط الضوء على أهميتها وكان من نتائج ذلك أن قامت شركة أرامكو مشكورة بالتعاون مع جمعية البر الخيرية في الداير بني مالك ببعض المبادرات المجتمعية التي نشهدها الآن.

وأضاف: انطلقت فكرة إقامة أول مهرجان للبن في محافظة الداير بني مالك، قبل حوالي ثمان سنوات حيث عرض علي أحد الإخوة وهو الأخ يحيى بن أحمد الخالدي فكرة إقامة مهرجان للبن في محافظة الداير فقمت بعدها مباشرة بكتابة الفكرة والتوسع فيها ومن ثم قدمتها لسمو أمير منطقة جازان في شهر صفر 1431هـ، موضحًا في الطلب فكرة إقامة مهرجان للبن وأهدافه والنتائج المرجوة من إقامته ونقاط لتطوير زراعة البن في القطاع الجبلي بجازان.

وأردف: ثم بعد سنتين تقريبًا كتبت عدة مواضيع نشرت في صحيفة الشرق وسبق والوطن وعكاظ، أدعو فيها إلى الاهتمام بهذا المنتج المهم، ثم بعد ذلك تبنت محافظة الداير بني مالك تنفيذ الفكرة بعد صدور موافقة أمير المنطقة على إقامة أول مهرجان للبن في محافظة الداير بني مالك في تاريخ 26/1/1435هـ، وهو الآن في نسخته الخامسة.

وتابع: مهرجان البن شجع المواطنين في محافظات القطاع الجبلي بجازان على الاهتمام به كون مردوده الاقتصادي واعداً للوصول للاكتفاء الذاتي منه وانتشاره كذلك في بقية سلسلة جبال السروات في عسير والباحة والطائف.

مجهودات شخصية

وقال "المالكي": شجرة البن تعمر لعشرات السنين، وحالياً يوجد حوالي (700) مزرعة قائمة في جبال جازان تقوم على مجهودات شخصية من المواطنين، بينما يوجد آلاف المدرجات الزراعية "جاهزة" هناك، لكنها تحتاج إلى إعادة استصلاح كونها هجرت والكثر منها نالها الخراب بسبب الأمطار أو تهدمت مدرجاتها بعد انحدار ثقافة زراعة البن لدى المواطنين بسبب عوامل التنمية وهجرة الإنسان إلى المدينة والعمل والوظيفة.

وأضاف: هذه المدرجات الزراعية تستطيع استيعاب مئات الآلاف من أشجار البن، وستنتج عشرات الآلاف من الأطنان سنوياً من البن، وهذه الكمية تبلغ قيمتها السوقية في الدول المصدرة للبن كالبرازيل ما قيمته عشرات الملايين من الريالات السعودية.

وأردف: حينها سيتخلى الناس وبشكل كبير عما دون شجرة البن، ولكن في الوضع الحالي لا يستطيع المواطن هناك استغلال هذا الذهب الذي بين يديه بسبب عدم توفر المياه الكافية في سفوح تلك الجبال، فالمياه هناك تصل بصعوبة، والزراعة عامة تعتمد على الأمطار الموسمية، ولو توفرت مشاريع المياه فسيكون داعمًا لإعادة استصلاح تلك المدرجات الزراعية التي ستدر ذهباً، فسعر الطن من البن العادي عالمياً يتجاوز (30 ألف) ريال سعودي، والبن المنتج من جبال بني مالك وبقية أجزاء القطاع الجبلي بجازان مشهور بجودته العالية مقارنة بالبن البرازيلي، وبسوقنا المحلي يصل سعر الطن منه ما يفوق (60 ألف ريال)، وشجرة البن تنتج ما بين 8 إلى 10 كيلوجرامات، وإنتاج مزرعة بها 500 شجرة بن ستنتج حوالي 5 أطنان من البن، وهذا يقدر سعره بأكثر من 240 ألف ريال للمزعة الواحدة.

مصنع أرامكو للبن

وعن المصنع الذي تعكف أرامكو على إنشائه، قال "المالكي": البن كالذهب الأسود "النفط" لو وجد إيماناً حقيقياً والتفاته من جهات استثمارية كبرى كصندوق الاستثمارات العامة لصنفته من ضمن المشاريع الوطنية التي ستغير ملامح كبيرة في الاقتصاد والمجتمع على حد سواء، فهو يحتاج لمشاريع مياه متطورة مثل بناء السدود ومصدات المياه والبرك التي مصدرها المياه المتجددة "الأمطار".

وأضاف: يعتبر المصنع بداية موفقة ومشجعة، كونه ضمن مبادرات أرامكو السعودية، ونطمح للأفضل بأن يكون هناك مدينة للبن في محافظة الداير بني مالك، تكون بها معامل متخصصة ومراكز أبحاث وإرشاد زراعي، كون البن منتجاً واعداً للوطن.

وأردف: ملاك المدرجات الزراعية في جبال الجزء الجنوبي من المملكة بحاجة إلى وجود برامج دعم مالي وإرشادي اتجاه إعادة استصلاح المدرجات الزراعية التي اصابها الخراب بعد هجرها من قبل ملاكها منذ عشرات السنين بسبب العمل الحكومي وانتقال الكثير للمدن.

طريق الصدارة

وعن طريق صدارة البن المنتج من جنوب السعودية على المنتجات العالمية قال "المالكي": تحتاج أولاً لقرار سيادي ثم مشاريع مياه كبرى وعزم استثماري مؤسس، يؤمن بأن الدخل والفائدة ستكون كبيرة للاقتصاد الوطني؛ مثلاً لو تم دعم هذا المنتج مثلما يتم دعم القمح والتمور وبعض، لأصبحت المملكة من أكبر الدول المصدرة لأجود أنواع البن في العالم.

وأضاف: أرى أن تتولى هيئة عليا زراعية متخصصة بمنتج البن السعودي تتولى الاهتمام بهذا المنتج واستزراعه في جبال جازان وعسير والباحة وأي مكان يمكن أن ينجح فيها زراعة شتلات البن السعودي.

الدعم غير كافٍ

وعن دعم وزارة البيئة والمياه والزراعة والجهات الممولة، قال "المالكي": الهدف والمأمول أكبر من جهد وما يمكن أن تقدمه وزارة الزراعة من خدمات، فالأمر يتطلب تبنى مشاريع وبرنامج وطنية بهذا الشأن، وليكن بيد شركة كبرى كأرامكو السعودية أو هيئة تطوير وتعمير المناطق الجبلية بجازان.

وأضاف: من وجهة نظري، الأمر يجب أن يكون أكبر من قضية دعم مشاريع صغيرة ومبادرات محدودة، فالفرصة أكبر من ذلك، أرى أنه يجب أن يكون بإيمان استثماري أكبر لا يقل عن البرامج الاقتصادية الكبرى التي أعلنها ويعمل عليها سمو ولي العهد كـ"نيوم" والبحر الأحمر والقدية، حيث يمكن استثمار المدرجات الزراعية لمدى طويل كما كانت سبقاً تقوم به هيئة تطوير وتعمير المناطق الجبلية بجازان من دعم سخي للمزارعين وتنفيذ جهود سقيا وبرامج إرشاد متنوعة.

اقتصاد البن في أفضل حال

وعن وضع البن الاقتصادي حاليًا، قال "المالكي": سعر الطن منه حوالي (60 ألف ريال)، وشجرة البن تنتج ما بين 8 إلى 10 كيلوجرامات، وإنتاج مزرعة بها 500 شجرة بن ستنتج حوالي 5 أطنان من البن، وهذا يقدر سعره بأكثر من 240 ألف ريال للمزرعة الواحدة، وانتشار الوعي بقيمة البن حاليًا أفضل بكثير مما كان عليه الوضع قبل ست سنوات.

وأضاف: سيكون منتج البن مصدراً مهماً، وكلما زاد الإيمان بتبني مشاريع تنمية منتج البن سيكون مصدر دخل قوياً، وعلى أقل تقدير لو اكتفينا منه ذاتياً سيوفر دخلاً كبيرًا على الاقتصاد الوطني لا يستهان به.

البن "في مجلس الشورى"

وعن دوره كعضو مجلس شورى في دعم الموضوع قال "المالكي: كانت لي مشاركات ومنها كتابة توصيات على تقرير وزارة البيئة والزراعة والمياه لعام 1436/‏‏ 1437هـ تدعو إلى دعم وتشجيع زراعة ومزارعي البن في جبال جازان وعسير والباحة، ليكون أحد أهم المنتجات الزراعية المحلية للمملكة، لكون محصول البن يأتي في المرتبة الثانية كمنتج على مستوى العالم بعد البترول، وقد تم الأخذ بتوصيتي تلك من قبل اللجنة المتخصصة .

وأضاف: كانت لدي عدة مشاركات صحفية تخص منتج البن، ومنها ما كتبه عن هذا المنتج في صحف عدة ومنها المطالبة بمنح قروض لمزارعي مدرجات "البُن" في عسير وجازان والباحة لإعادة استصلاح آلاف المدرجات، وضرورة تأسيس مركز لأبحاث البن الجبلي للإسهام في تحسين نوعية وجودة البن، والعمل على انتشار مشاتل البن في ظل وجود توقعات بارتفاع الطلب لهذه الشجرة "القيمة" من قبل المزارعين.

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org