سلطان بن سلمان: السعوديون موهبون بالوراثة والفطرة وعلينا احتضانهم

رئيس هيئة "الفضاء" يلتقي المبدعين ويوقع اتفاقية تكامل مع "موهبة"
سلطان بن سلمان: السعوديون موهبون بالوراثة والفطرة وعلينا احتضانهم

وقعت الهيئة السعودية للفضاء ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع، اتفاقية تكامل لتعزيز التعاون بين الطرفين؛ بهدف تطوير رأس المال البشري في قطاع الفضاء، حيث وقع الاتفاقية الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للفضاء والدكتور سعود بن سعيد المتحمي الأمين العام لمؤسسة "موهبة"، خلال حفل التوقيع الذي أقيم في مقر المؤسسة بالرياض بحضور مسؤولي الهيئة وموهبة.

وتنص الاتفاقية على دعم تعاون الطرفين في مجال رعاية الموهبة والإبداع من خلال إطلاق وتنفيذ برنامج إعداد الكفاءات الواعدة في علوم الفضاء "برنامج جيل الفضاء" أحد برامج مسار تطوير رأس المالي البشري في قطاع الفضاء "أجيال"، كما تنص على سعى الجانبين لبناء شراكات ورعايات في المجالات ذات الاهتمام والأهداف المشتركة مع جهات ريادية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وتوثيق التعاون في مجال اكتشاف ورعاية الكوادر الوطنية الواعدة من الموهوبين في مجال علوم الفضاء.

وقال الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز: المملكة غنية بالإبداع والمبدعين وأن البحث عن المبدعين في هذا المجتمع الغني بكوادره مهمة سهلة، ولكن الأهم تطوير برامج لرعايتهم وتوجيه إبداعاتهم لمستقبل بلادهم، وندعو المؤسسات المتخصصة إلى احتضانهم ورعايتهم وتمكينهم.

وأضاف أن السعوديين موهوبون بالفطرة، وأن أبناء هذا الوطن وطوال عقود من الزمن يواصلون رحلة بناء وطنهم بعزيمة وهمة عالية، واليوم المملكة تجني ثمار هذه المسيرة المباركة وطنًا متماسكاً ومنتجاً ومتطوراً على كافة المستويات.

وأردف: نشكر قادة هذه البلاد المباركة الراحلين الملك فهد بن عبدالعزيز الذي أنشئت "موهبة" في عهده تزامناً مع احتفاء المملكة بذكرى مرور ١٠٠ عام على تأسيس المملكة الحديثة على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن والمواطنين الذين ساندوه من الرجال والنساء، وما أولاه الملك عبدالله بن عبدالعزيز من عناية لتطوير هذه المؤسسة، والأمير سلطان بن عبدالعزيز صاحب البصمات المهمة في مناحي كثيرة لتطوير الثروة البشرية المواطنة، وصولاً لعهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي رعى المؤسسة وأطلق عليها مسمى (مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع) واستمرار قيادته للوطن نحو المستقبل.

وتابع: يجب أن يعرف جيل اليوم من نحن وكيف تم بناء هذا الوطن من قبل الآباء والأجداد ليواصلوا مسيرة البناء والتطور والمحافظة عليه، متمسكين بما أسسس وقام عليه هذا الوطن المبارك من القيم الأصيلة التي التأم عليها شمل البلاد.

وقال الأمير "سلطان": المحافظة على الأوطان تتطلب عملاً متواصلاً وهو ما عملت عليه المملكة منذ عقود، واليوم المملكة من أكثر بلدان العالم تطوراً ونمواً وسيراً نحو المستقبل.

وأضاف: الهيئة السعودية للفضاء وهي تعمل الآن بخطوات حثيثة لصيغة استراتيجية وطنية طموحة وناضجة بالاستفادة من خبرات جميع فئات المجتمع وإبداعاتهم في جميع التخصصات، بما يجعل التزامنا بإشراك المواطنين في صياغة هذه الاستراتيجية، لنكون أقدر على صياغة قطاع ينظر له على أنه مستقبل البلاد.

وأردف: ستعرض هذه الاستراتيجية على الدولة قريباً لإقرارها وتمكينها، مستحضرين أهمية دعم الموهبة والإبداع واستثمارها لتسهم في تحقيق المستقبل الذي تستحقه هذه البلاد العظيمة بتاريخها وحضارتها وقيمها ومواطنيها والذي جعل منها قائداً للعالم الإسلامي ومؤثراً في الحراك الدولي سياسياً واقتصادياً وحضارياً، وحضورها بفاعلية في استثمار العقل البشري المتميز لينعكس ذلك خيراً على المملكة والعالم أجمع، "نحن ندرك أننا لا نعيش في عالم مجزأ إن ما ينفع المملكة والمواطن ينفع العالم والبشرية أيضاً".

وتابع: أول البرامج الذي أطلقتها الهيئة السعودية للفضاء هو برنامج "أجيال" بالشراكة مع وزارة التعليم و"موهبة" للعمل على إنجاز برنامج يبني أجيالاً من العلماء في مجال الفضاء واختصاصاته، وسنعمل على تخريج علماء يحققون بحوثًا علمية ناضجة تنفع الوطن والعالم.

وقال الأمير "سلطان": العمل الذي تم في المملكة في مجال الفضاء لم يبدأ اليوم بل انطلق منذ أكثر من 30 عاماً حينما شارك فريق يقارب حوالي 30 عالمًا سعودياً في رحلة المكوك الفضائي ديسكفري، وقدم أبناء الوطن في رحلتهم تلك رسالة إلى العالم تؤكد على وعي ونضج ومهنية واحترافية أداء المواطن السعودي بشهادة خبراء وكالة الفضاء الأمريكية ناسا.

وأضاف: هيئة الفضاء السعودية من بين أولوياتها العمل على توطين صناعة الفضاء وتقنيات الخدمات الفضائية وتطوير التقنيات التي تدخل في مجالات عمله، بما يسهم في النهاية في تنويع واستدامة الاقتصاد الوطني، ودعم الابتكار والبحوث العلمية التي تخدم الإنسانية، والاستفادة من البنى التحتية المتطورة في المملكة والتقنيات الفضائية.

وأردف: هذه الاتفاقية مع مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والابداع "موهبة"، باكورة اتفاقات الشراكة مع مؤسسات الدولة والمجتمعات المحلية التي توقعها الهيئة السعودية للفضاء، نظرًا لما لـ"موهبة" من دور فاعل في اكتشاف ورعاية وتنمية قدرات موهوبي الوطن وتعزيز رأس ماله الفكري.

وتابع: هناك تلاقٍ في أهداف الطرفين فيما يتعلق بتطوير وتنمية رأس المال البشري في قطاع الفضاء وتوفير تخصصات ومساقات خاصة بعلوم وتقنيات الفضاء للموهوبين والموهوبات للدراسة في أرقى الجامعات المحلية والعالمية.

وقال الأمير "سلطان": الهيئة تعمل على إبرام شراكات وتجارب رائدة تؤدي إلى تحقيق مستهدفها الأول والمتمثل في تطوير برامج تأهيل الكوادر البشرية، وتمكين القدرات الوطنية من الإبداع في مجالات الفضاء، ولموهبة سجل مميز في اكتشاف ورعاية الموهوبين في مجال الفضاء وعلومه.

وأضاف: شراكة موهبة مع الهيئة تصب في نطاق تحفيز الطلاب والطالبات من الموهوبين والموهوبات للالتحاق بالتخصصات المتصلة بمجال الفضاء، لإعداد كوادر وطنية متخصصة في هذا النوع من العلوم، لخدمة توجهات الدولة المستقبلية.

بدوره، رحب "المتحمي" بالأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة السعودية للفضاء، وقال: المملكة تعول كثيرًا على خبرة سموه المتراكمة لتطوير قطاع الفضاء وبما يضمن رعاية مصالح المملكة ومكتسباتها في هذا المجال الحيوي، باعتباره أول رائد فضاء عربي ومسلم خلال رحلته الشهيرة للفضاء على متن المكوك ديسكفري عام 1405 هجرية.

وأضاف: هذه الاتفاقية تشجع الأنشطة البحثية المتصلة بالفضاء، وتحفيزها، وتعزز جهد "موهبة" في اكتشاف ورعاية وبناء وتطوير قدرات الموهوبين في مختلف المجالات ومنها الفضاء، وتقديم برامج نوعية لبناء أجيال المستقبل في هذا المجال المهم، كما تعمل على تنمية الكوادر الوطنية المتخصصة في هذا المجال، وتدعم الابتكار وخلق الفرص، وتعظم فرص إسهام قطاع الفضاء في الناتج المحلي السعودي، خاصة وسط التوقعات بأن يشهد القطاع نمواً سنوياً يبلغ 5% حتى عام 2040م.

وأردف: أهمية الاتفاقية تعود إلى أنها باكورة اتفاقيات هيئة الفضاء السعودية، وهو ما يؤكد دور موهبة كمؤسسة وطنية وإقليمية وعالمية رائدة، يركن إليها كحاضنة لاكتشاف ورعاية الموهوبين والمبدعين.

وتابع: هذه الاتفاقية تبرز دور وتجارب "موهبة" في بناء قدرات الوطن في مجال الفضاء وعدد مختار من القطاعات التي يعول عليها في مستقبل المملكة، بما يكفل إحداث نقلة شاملة ومتكاملة وبناء جيل من المتخصصين في علوم الفضاء المتنوعة من الموهوبين والمبدعين على غرار الأجيال التي تقدمها "موهبة" من خلال رعايتها للموهوبين والمبدعين في مجالات الموهبة والإبداع، مثل بناء جيل الطاقة مع أرامكو، وجيل معادن مع شركة معادن، وجيل العلوم والتقنية مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.

وعلى هامش توقيع الاتفاقية، التقى رئيس الهيئة السعودية للفضاء بفريق المملكة الذي شارك في معرض إنتل ايسيف 2019 الذي أقيم بالولايات المتحدة خلال الفترة من 12 إلى 17 مايو الجاري، وكذلك الطلاب الفائزين بالميداليات في الأولمبياد الدولية في مجالات العلوم الطبيعة المختلفة والذين مثلوا المملكة لعام 2019. وبارك لهم على ما حققوه من إنجاز وميداليات وجوائزة خاصة وكبرى.

وتم تنظيم ورشة عمل واستطلاع الرأي مع الموهوبين تناولت خطط الهيئة لتطوير قطاع الفضاء في المملكة.

حضر توقيع الاتفاقية عدد من المسؤولين من الهيئة السعودية للفضاء ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين .

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org