السعودية تدعم جميع الجهود الدولية المبذولة لإنهاء النزاع القائم في سوريا

"المعلمي": نرفض تدخُّل النظام الإيراني الداعم لأعمال التطهير العرقي الطائفي
السعودية تدعم جميع الجهود الدولية المبذولة لإنهاء النزاع القائم في سوريا

أعرب المندوب الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة، السفير عبدالله بن يحيى المعلمي، عن شكره وتقديره للمبعوث الخاص للأمين العام لسوريا ستافان دي مستورا على إحاطته القيمة لمجلس الأمن الدولي، وما قام به خلال السنوات الأربع الماضية من السعي لإيجاد مخرج للأزمة السورية.

وفي التفاصيل، عبَّر السفير "المعلمي" عن أسفه لعدم تمكُّن المبعوث الأممي دي مستورا من الوصول إلى تسوية سياسية بسبب تعنت النظام السوري، متمنيًا له التوفيق لتحقيق مبتغاه ومبتغى المجتمع الدولي خلال الشهر المتبقي في مهمته.

وقال "المعلمي" في كلمته أمام مجلس الأمن: إن المملكة العربية السعودية تدعم جميع الجهود الدولية والإقليمية المبذولة من أجل إنهاء النزاع القائم في سوريا، وترى أن حل الأزمة السورية لن يكون عن طريق العمليات العسكرية ولا الأسلحة الكيميائية التي عرضت البلاد والشعب السوري إلى أبشع أشكال الدمار، ولكن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية الذي يستند إلى قرار مجلس الأمن رقم 2254.

وأضاف: إن السعودية ترى أن النظام السوري قد تسبب بتعنته ومماطلته واستهتاره في إعاقة جهود الأطراف الدولية للمُضي قدمًا في التفاوض بالجدية المطلوبة، وعطل مفاوضات جنيف التي مضت جولاتها الثماني السابقة دون تحقيق خطوات ملموسة تؤدي إلى إعادة سوريا إلى وضعها السابق. وتشارك السعودية من خلال المجموعة المصغرة للدفع ودعم جهود المبعوث الخاص للأمين العام لإيجاد مخرج سياسي لهذه الأزمة. وفي هذا الصدد يجب الإسراع في تشكيل اللجنة الدستورية للبدء في كتابة دستور سوريا الجديدة، ودعوة الشعب السوري كافة في الداخل والخارج لانتخاب حكومته تحت إشراف الأمم المتحدة، وبشكل موثوق وشامل.

وكرر نداء المجموعة المصغرة بأن تبدأ اللجنة الدستورية في أعمالها بشكل عاجل، وخلال الأسابيع القادمة. وندعو النظام السوري وجميع الأطراف إلى تغليب مصلحة الشعب السوري، وعدم وضع العوائق والعراقيل أمام جهود المبعوث الأممي في تشكيل اللجنة من أجل انتشال سوريا من أزمتها الكارثية.

ونقل المندوب الدائم للسعودية لدى الأمم المتحدة اهتمام السعودية الكبير بالواقع الإنساني المتردي في سوريا، مؤكدًا أن السعودية تحث المجتمع الدولي للوقوف أمام هذا الواقع بمسؤولية أكبر؛ إذ تحرص السعودية منذ بداية الأزمة على الإنسان السوري؛ فقامت بتقديم جميع أنواع المساعدة والدعم للشعب السوري. ومثال ذلك: استضافت السعودية ما يفوق المليوني سوري، وقدمت لهم فرص العمل والخدمات الطبية والتعليمية، وأتاحت لمن يرغب منهم فرص الانتقال إلى مواقع أخرى. كما أن هناك أكثر من 140 ألف طالب وطالبة من سوريا يدرسون في جامعات ومدارس السعودية, ويحظون بكل التسهيلات والمرافق التي يحظى بها الطالب السعودي.

وأردف: لقد عملت بلادي على توحيد صفـوف المعارضة الـسورية عبر مؤتـمر الريـاض 1 و2؛ ليتسنى لها التفاوض مع النظام بما يضمن أمن واستقرار سوريا ووحدتها، ولمنع التدخلات الأجنبية الهدامة. كما عملت بلادي مع شقيقاتها في دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية على تعزيز الدور العربي في حل الأزمة السورية، والوقوف إلى جانب الشعب السوري بكل الإمكانيات والطاقات الممكنة.

وأكد "المعلمي" رفض السعودية التدخل في سوريا من قِبل النظام الإيراني بأي شكل من الأشكال، ودعمه السلطات السورية في عمليات التهجير والتغيير الديموغرافي، وممارسة أعمال التطهير العرقي والطائفي بحق الشعب السوري.. وضرورة وضع حد لهذا التدخل والأعمال التخريبية التي ترتب عليها عواقب وخيمة، أدت إلى تدمير البنى التحتية، وقتل وتشريد الكثير من الشعب السوري. ويجب مغادرة إيران وسحب حرسها الثوري ومليشياتها الطائفية الآن وفورًا، وترك سوريا للسوريين.

واختتم كلمته بالقول: إن العالم يجب أن يعي أن الوقت قد حان لتغيير الواقع المحزن في سوريا، وأن يعمل المجتمع الدولي بشكل جدي وحازم من أجل المضي قدمًا في العملية السياسية حتى نستطيع تدارك ما يمكن تداركه، وانتشال سوريا من الدمار الذي حل بها بسبب الأعمال العنجهية وغير الأخلاقية التي قام بها – ولا يزال - هذا النظام البائس متحججًا بمكافحة الإرهاب، ومتناسيا أنه هو من وفّر الأرض الخصبة لانتشار الإرهاب في سوريا، والسماح بدخول الراعي الأكبر للإرهاب (النظام الإيراني) في سوريا.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org