البروفيسور "الغبان": المنشآت الحجرية الأثرية في الجبال السعودية معلومة لدينا وليست اكتشافاً جديداً

معلقاً على ما تداولته صحف عالمية..
البروفيسور "الغبان": المنشآت الحجرية الأثرية في الجبال السعودية معلومة لدينا وليست اكتشافاً جديداً

أكد البروفيسور علي الغبان، عالم الآثار السعودي ومستشار رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أن المنشآت الحجرية الأثرية التي أعلن عالم الآثار الأسترالي "ديفيد كيندي" عن اكتشافها في جبال بالمملكة من خلال برنامج "جوجل إيرث"، لم تُكتشف لأول مرة؛ بل هي معروفة لدى الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ولدى علماء الآثار في المملكة منذ أكثر من 40 عاماً، ومنتشرة في معظم مناطق المملكة؛ مشيراً إلى أن وصف هذه المنشآت الحجرية بـ"الهياكل" هو وصف غير دقيق.

وقال الدكتور "الغبان" في مقابلة له مع قناة "سكاي نيوز عربية": "هذه المنشآت الأثرية موجودة في سجلات وقواعد معلومات المواقع الأثرية بالهيئة، كما أنها مذكورة في الأعداد الأولى من حولية الآثار السعودية "أطلال"، ولا تنتشر هذه الآثار في المناطق التي ذكرها الباحث الأسترالي في خيبر والعويرض فقط؛ بل في عدد من المناطق بالمملكة؛ منها جبال طويق بمنطقة الرياض، ومواقع في وادي الدواسر، وفي عدد من المواقع في المنطقة الغربية والشمالية ومنطقة عسير وغيرها"؛ مبيناً أن وكالة الآثار والمتاحف نشرت كتاباً عن هذه المنشآت الحجرية في العام 1422هـ/ 2001م ضمن مطبوعاتها.

وأضاف: "يعود تاريخ هذه المنشآت إلى فترة العصر الحجري الحديث المتأخر، في حدود سبعة آلاف سنة، وربما يصل إلى ثمانية آلاف سنة من الوقت الحاضر؛ لكن الغالبية العظمى منها ترجع إلى العصر البرونزي؛ أي فترة خمسة آلاف سنة من الوقت الحاضر، (الألف الثالث قبل الميلاد وربما بعضها يرجع إلى الألف الرابع)، ومعظم هذه المنشآت الحجرية مقابر لأشخاص تأخذ أشكالاً متعددة؛ إما دائرة ويمتد منها مذنبات (واحد أو اثنين أو ثلاثة)، أو أشكال مستطيلة أو مربعة، وأحياناً تمتد إلى مسافات طويلة جداً بحسب المكانة الاجتماعية ومستوى ثراء الشخص الذي يُدفن في هذا المدفن".

وتابع "الغبان": "هذه المنشآت أصبحت ثقافة منتشرة في كافة أنحاء الجزيرة العربية في تلك الحقبة وخاصة في فترة العصر البرونزي؛ بل أستطيع أن أعلن لأول مرة أن هذه المنشآت مذكورة في القرآن الكريم؛ لأنها أيضاً انتشرت عند قوم عاد الذين عاشوا في الألف الثالث قبل الميلاد (5000 سنة من الوقت الحاضر)، ونحن نعلم أن حضارة عاد إحدى الحضارات البائدة في الجزيرة العربية؛ حيث ذكر الله سبحانه وتعالى: {تبنون بكل ريع آية تعبثون}، والله سبحانه وتعالى يذم الاهتمام المفرط بالقبور؛ ولذلك ذم هذه الظاهرة، والريع في اللغة العربية هو كل مكان مشرف من الأرض أو المدخل بين الجبال، وجميع هذه المنشآت توجد على أماكن مشرفة من الأرض فوق مرتفع".

وكشف "الغبان" أن علماء آثار سعوديين ودوليين، قاموا مؤخراً بأعمال بحث وتنقيب في إحدى هذه المواقع والمنشآت الحجرية القريبة من الخرج، بعد مسح كل المنطقة الممتدة من الخرج حتى وادي الدواسر، وتم العثور في المنشأة الحجرية الواقعة في الخرج على بقايا بشرية تعود إلى ثلاثة آلاف وأربعمائة سنة قبل الميلاد؛ وعثر الفريق في داخل هذا القبر على سيف من البرونز ولأول مرة نعثر على سيف من البرونز في المنطقة الوسطى، وهذه المكتشفات أعلنا عنها في ملتقى آثار المملكة قبل أيام.

وأشار إلى أن مختصين سعوديين في فترة ما قبل التاريخ، قاموا بالكثير من الدراسات حول هذه المنشآت المعمارية؛ وهناك أكثر من خمسمائة مجموعة من هذه المنشآت مسجلة في موقع جامعة الملك كظاهرة معمارية؛ مبيناً أن ليس كل منشأة حجرية تعتبر قبراً؛ بل إن بعضها عبارة عن متاهات لصيد الحيوانات، وبعضها علم طريق على شكل رجم؛ لكن الكثير منها بسيط في تكوينه إما على شكل رجم هرمي أو رجم مدرج.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، قد ذكرت أن عالم الآثار ديفيد كيندي، أمضى أكثر من 10 سنوات يبحث عبر شاشة حاسوبه الشخصي عن الآلاف من الهياكل الحجرية الأثرية الغامضة المنتشرة في جميع أنحاء الصحراء السعودية، ومن خلال برنامج "جوجل إيرث" استطاع "كيندي" تحديد مواقع آثرية تعود لآلاف السنين. كما نشرت مجلة "فوربس" العالمية الشهر الماضي، أن العالم "كيندي" تمكّن من تحديد ما قال إنه هياكل وبوابات حجرية من الجو في منطقة "حرة خيبر" و"حرة عويرض".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org