"المسعودي": السعودية والإمارات "توأمة" وأنموذج عالمي

في محاضرة للعلاقات بين الدولتَيْن بمعرض العين للكتاب
"المسعودي": السعودية والإمارات "توأمة" وأنموذج عالمي

قدَّم مدير الشؤون الثقافية بالملحقية الثقافية السعودية بالإمارات محاضرة، سلطت الضوء على العلاقات الإماراتية - السعودية، وذلك بمعرض العين للكتاب الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، أكد فيها متانة العلاقات التي تربط بين الإمارات والسعودية، والتي أظهرت ارتباطًا وثيقًا على كل المناحي، بما يمثل تميزًا للتوأمة، وأنموذجًا عالميًّا في العلاقات يحتذى به، وذلك خلال محاضرة "العلاقات الثقافية الإماراتية السعودية.. علاقات تكامل وترابط".

وأشار "المسعودي" خلال المحاضرة التي أدارتها الكاتبة الإماراتية نورة الطنيجي إلى أن العلاقات الثقافية بين السعودية والإمارات انطلقت من منطقة جغرافية واحدة ذات تاريخ وثقافة مشتركة، فكونت مستوى ثنائيًّا خاصًّا بين الدولتين، وتحديدًا مع حكم المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود - طيب الله ثراه -؛ إذ بدأ التواصل بين السعودية والإمارات، سواء على مستوى التحالف بينه وبين شيوخها، أو من خلال حضور الدعاة وشيوخ العلم إلى المنطقة، ثم حرص أبناء الملك عبد العزيز من بعده على تأكيد ذلك التواصل، خاصة الملك فيصل -رحمه الله- الذي دعم بشكل مباشر وبقوة تأسيس اتحاد الإمارات؛ ليمتد توطيد العلاقة الاستثنائية مع الملوك السعوديين الذين جاؤوا من بعده بعلاقات تواشجية، واتفاقيات مشتركة مع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رحمه الله-، وتشكيل لبنة أساسية لتأسيس مجلس التعاون الخليجي.

وعن المحور الثقافي في العلاقة بين دولتَيْ السعودية والإمارات ذكر "المسعودي" أنه كان الأبرز؛ إذ بادرت السعودية بتأسيس معهدين دراسيين في رأس الخيمة وعجمان تابعين لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والمكتب التعليمي (الملحقية الثقافية الآن). كما منحت السعودية حينها منحًا دراسية لأفواج من الطلاب من دبي ورأس الخيمة وعجمان.

وفي المنعطف نفسه، وامتدادًا للتعليم بين البلدين تحديدًا، قال: نجد اليوم أن عدد الطلاب السعوديين الدارسين في الجامعات الإماراتية خلال السنوات الأخيرة الماضية تضاعف من نحو 90 طالبًا وطالبة عام 2002 إلى قرابة 3000 طالب وطالبة العام الجاري، يدرس معظمهم في جامعات الإمارات، وفي تخصصات نوعية.

وأضاف: المتابع يجد العلاقات الثنائية بين السعودية والإمارات بتواصل ثقافي لا ينقطع على مدار العام بين المؤسسات الثقافية الرسمية، مثل مشاركات الجنادرية للثقافة والتراث، وسوق عكاظ، ومعرض الرياض الدولي للكتاب، ومعرض الشارقة الدولي للكتاب، ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب، ومهرجان أبوظبي للتراث، والأجنحة السعودية الثابتة فيها، واستضافتها بوصفها ضيف شرف.

وتابع: كما أن هناك أيضًا تواصلاً، يأخذ أبعادًا غير رسمية ومتعددة في الأنشطة الثقافية المختلفة.. فمثقفو البلدين على تواصل دائم في لقاءات مختلفة عبر الملتقيات الثقافية، وهيئات الجوائز والتحكيم، والمؤتمرات، والمهرجانات السينمائية والمسرحية، والمعارض التشكيلية، خاصة ما يقام منها في الإمارات تحديدًا، التي تعد بوابات وآفاقًا أساسية للمثقفين والمبدعين السعوديين الذين حققوا فيها حضورًا لافتًا.

وأردف "المسعودي": يأتي ذلك تتويجًا لما أُنجز مؤخرًا بإنشاء مجلس تنسيقي بين البلدين، عززت به السعودية والإمارات التعاون القائم بينهما بإنشاء مجلس تنسيقي رفيع المستوى، بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وتوقيع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظهم الله-، الذي هدف فيه المجلس إلى التشاور والتنسيق في الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وفي المجالات كافة، انطلاقًا من حرصهما على توطيد العلاقات الأخوية بينهما، ورغبتهما في تكثيف التعاون الثنائي عبر التشاور والتنسيق المستمر في مجالات كثيرة، من بينها المجالات الثقافية والعلمية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org