مَن الذي أطلق الرصاص على "جيقي" في قطر؟

تضاربت الروايات ما بين اغتيال سياسي وجريمة اجتماعية
مَن الذي أطلق الرصاص على "جيقي" في قطر؟

لا تزال المعلومات عن قضية اغتيال بطل كمال الأجسام السوداني محمد عبداللطيف "جيقي" في قطر متناقضة ومتضاربة بسبب التعتيم الإعلامي الذي مارسته السلطات القطرية حول مقتله.

فالبطل الذي اغتيل بدم بارد بعد مشاهدته لإحدى مباريات كأس العالم من داخل نادي السد قيل إن قاتله هو شقيق زوجته ضابط أمن دولة قطري، وتم إلقاء القبض عليه، واعترف بجريمته، في حين تشير بعض المصادر إلى تورط السلطات القطرية في عملية اغتياله لرفضه اللعب باسم قطر في المحافل الدولية، ويبقى اللغز قائمًا مَن القاتل الحقيقي؟ وما دوافعه؟

مَن "جيقي"؟ وكيف اغتيل؟
ولد محمد عبداللطيف "جيقي" – بحسب ويكيبيديا – في الإمارات عام 1988، ثم انتقل لبلده الأصلي السودان، وبدأ ممارسة رياضة كمال الأجسام، ثم سافر إلى قطر التي يقيم فيها منذ 2010م تقريبًا بشكل دائم، لم يُعرف عن بطل كمال الأجسام السوداني أي نشاطات سياسية، أو اهتمام بها إلا أنه قيل برفضه عرضًا قطريًا للتجنيس.

وفي يوم السبت الماضي، وعقب مشاهدته لمباراة إنجلترا والسويد في كأس العالم بداخل نادي السد، الذي كان يمارس فيه البطل السوداني الراحل رياضة كمال الأجسام، توجه "جيقي" إلى سيارته واستقلها برفقة زوجته القطرية، حيث تعرّض لهم شقيق زوجته، الذي يعمل "عقيد في جهاز أمن الدولة القطري"، وأطلق عليهما الرصاص، فتوفي محمد عبداللطيف، بينما زوجته نقلت إلى العناية المركزة.

وقال أحد المواطنين السودانيين في قطر، ويُدعى كمال الزين لموقع "النيلين" السوداني، إن "محمد عبداللطيف تم اغتياله بكافيه في فندق خلف مكتبي مباشرةً، ولم أسمع رصاصًا، ولم أهرع إلى مكان الحادث على الرغم من أن الحادث كان في الساعة العاشرة صباحًا".

الرواية الرسمية القطرية
وتشير الرواية الرسمية القطرية إلى أن القاتل أقدم على فعلته؛ بسبب عدم معرفته بزواج أخته من "جيقي؛ حيث إن الزواج تم في دولة تايلند، بعيدًا عن قوانين قطر، ومن دون موافقة أهل الزوجة، وهي الرواية التي تم التكتم عليها طويلاً؛ حيث خرجت الكثير من الحسابات القطرية على وسائل التواصل الإعلامي عقب مقتل البطل السوداني تفيد بوفاته في حادث سير؛ مما يضع الكثير من علامات الاستفهام حول صحة تلك الرواية.

الرواية الأخرى
بينما توجه الرواية الأخرى غير الرسمية أصابع الاتهام إلى السلطات القطرية في عملية اغتيال البطل السوداني الذي كان يتنبأ له الجميع بمستقبل باهر في رياضة كمال الأجسام، بعد حصوله على المركز الثالث في بطولة "أرنولد كلاسيك" لكمال الأجسام ذائعة الصيت في عام 2016م، الشبهات التي تحوم حول النظام القطري سببها رفض اللاعب اللعب باسم قطر في البطولات العالمية مقابل حفنة من الأموال، بحسب ما جاء في مقطع مصور.

وشارك محبو "جيقي" بعد وفاته بمقطع فيديو، يقول فيه اللاعب الراحل: "الناس تكون إيجابية، فهناك من كتب لي أنني مشارك في البطولات باسم قطر، يا إخواننا أنا سوداني ومشارك باسم السودان، أنا ما بتخلى عن وطنيتي مقابل ألف أو ألفين أو مليون أو حتى مليار".

جنازة مهيبة
وشيّع الآلاف في العاصمة السودانية الخرطوم، مساء الأربعاء، جثمان البطل "جيقي"، واستقبل الشباب السوداني جثمان القتيل في مطار الخرطوم الدولي، وحملوه في موكب مهيب إلى منزل أسرته بضاحية الصحافة، جنوبي الخرطوم، ثم شيعوه إلى مثواه بمقابر الحي.

وبدت حالة من الغضب والحزن على جموع المشيعين، الذين رددوا هتافات تنادي بالقصاص من القاتل، ورددوا هتافات: "القصاص، القصاص"، فيما حمل المشيعون لافتات مكتوب عليها "لن ننساك يا بطل السودان"، بحسب ما ذكرت بوابة "العين" الإماراتية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org