تسابق بعض المستشارين القضائيين والمحامين والمغردين لتفنيد الفيديو المتداوَل للكفيل المشهور، الذي ظهر في مواجهة "العامل" وهو يقدم له القهوة أمام ضيوفه، وما صاحب المقطع المتداول من عبارات متضمنة التهديد بالتسفير من قِبل صاحب العمل، وأن ذلك لا يعد فعلاً جرميًّا، ولا يعاقب عليه الشرع ولا النظام، على حد تعبير القضائيين؛ بحجة أن أي فعل جرمي لا بد أن يتوافر فيه شرط القصد الجنائي، أو ما يسمى بـ"الركن المعنوي للجريمة"، الذي يتطلب في العادة توافر شرطَيْ العلم والإرادة؛ فلا يعد الفعل الصادر عن الشخص جرميًّا ما لم تثبت بحقه "العمدية" نحو إرادة الفعل...!!
مثل هذه التبريرات القانونية تناست الجانب الإنساني، وتأثيره على العامل "صباب القهوة"، وهل سيترك لديه شعورًا سلبيًّا تجاه الكفيل السعودي أم لا؟.. بل إني أستغرب عدم تبني محامٍ رفع القضية عن العامل، وإن كانت وزارة العمل مشكورة تقدمت بهذه الخطوة إلا أن المحامين في الغالب يتبنون مثل هذه القضايا، تمامًا كما فعل بعض المدافعين عن الكفيل صاحب الفيديو..!!
إن ما صدر من الكفيل ضد العامل حتى وإن حمل روح الدعابة والمرح لطبيعة العلاقة بين صاحب العمل من جهة، والعامل من جهة أخرى، كما أشار المحكمون، إلا أنه غير كافٍ لإقناع وزارة العمل؛ كونها المدعي في هذه القضية؛ فما يهم لديها احترام قوانين العمل بين الكفيل ومكفوله، وليست في موقف نقد فني لتحليل الفيديوهات والمقاطع بعد نشرها في عالم النت الافتراضي ووسائل التواصل الاجتماعي..!!
من المتوقع أن يتم قبول هذه القضية كونها تحمل جانبًا خلافيًّا في العلاقة بين العامل والكفيل، وتمثِّل شريحة كبيرة معنية بهم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وهو ما اعتبره متحدث وزارة العمل والتنمية الاجتماعية خالد أبا الخيل إساءة لأحد العمالة في فيديو متداول؛ ما يتوجب معه اتخاذ الإجراء الرسمي، وتطبيق الأنظمة.. وهذا ما يدحض تبريرات البعض من القانونيين الذين اعتبروا المقطع يفتقر للركن المعنوي للجريمة..!!