قصة الثقب ونجاته.. لحظات المذبحة المفزعة يرويها إمام مسجد النور بنيوزلندا

يصف استضافته للحج وزوجته عبر برنامج الملك: نزلت كالماء البارد على القلوب
قصة الثقب ونجاته.. لحظات المذبحة المفزعة يرويها إمام مسجد النور بنيوزلندا

روى "جمال فودة" إمام مسجد النور بنيوزلندا، الناجي من الحادثة الإرهابية التي راح ضحيتها الكثير من الأبرياء، تفاصيل ولحظات عصيبة مرّ بها وهو على منبره يراقب من خلال ثقب في سياج المنبر تنقلات القاتل في أرجاء المسجد بين الجثث والمصابين.

وقال "فودة" من مقر إقامته ضمن ضيوف خادم الحرمين الشريفين بمكة المكرمة في تصريح لـ"سبق": "حين كنت أخطب في الناس في مسجد النور بمدينة كرايست تشيرش بنيوزلندا في 15 مارس 2019، وبعد خمس دقائق من إلقاء الخطبة سمعنا صوت إطلاق نار، ثم توقفت عن الخطبة تمامًا، وكان المصلون في هذه اللحظات يجرون في كل مكان، وكان هناك أناس يأتون من الخارج إلى الداخل هربًا، كنت أظن أنها ألعاب نارية، حتى توالت الطلقات بكثافة جدًّا، وامتلأ صحن المسجد، وجاءت طلقة من مدخل المسجد حتى استقرت تحت المنبر، أعقبها دخان كثيف من سجاد المسجد، حينها علمت أن هناك إطلاق نار باتجاه المسجد لا أعلم مصدره؛ وسط صيحات من المصلين بأنها إطلاق نار.

وأضاف: "كان الناس في دهشة، لا يصدقون ما يحصل؛ خصوصًا أن نيوزلندا معروف عنها السلام والأمان، ولم يحدث مثل ذلك العمل الإرهابي من قِبَل أبدًا".

وتابع: "أخذ الناس يجرون من خارج المسجد إلى داخله؛ فأدرك مَن في الداخل أن الوضع إطلاق نار، وقد شاهدت الناس يخرجون من نوافذ المسجد ويتسابقون كلٌّ يبحث عن النجاة والهروب".

وزاد "فودة": "وصل الإرهابي إلى صحن المسجد، ورأيته حينها، وكنت وقتها جالسًا كي لا يراني على المنبر، وقد امتلاء المسجد من المصابين بين صفوف المصلين خاصة الذين كانوا يجلسون بالقرب من مدخل المسجد؛ فحين دخل الإرهابي أطلق نارًا كثيفة، وكان يركز على شمال المسجد، وسط تدافع الناس عند الأبواب والنوافذ، ووقع بعضهم على بعض، كنت أناظره وأراقبه من خلال ثقب في سياج المنبر وأراقب تنقلاته في المسجد؛ حيث كان يطلق النار بكثافة، ويطلق على كل من يجده أمامه، مرتديًا زيًّا عسكريًّا وخوذة ومعه سلاح آلي، وأخذ في إطلاق النار بكثافة في هذه الحالة، وكنت أعد نفسي من الموتى، وأنه سيراني ويذهب إلى المنبر ويقتلني لولا رحمة الله؛ حتى إنه أخذ بالقرب من المنبر ولا يفصله سوى أقل من ثلاثة أمتار متنقلًا بين أرجاء المسجد.

وتابع إمام مسجد النور بقوله: "حين تأكدنا أنه قد ذهب وبعد مرور وقت من خروجه من المسجد، نزلت من المنبر ومشاهد الضحايا من المصابين والمتوفين قد ملأت أرجاء المسجد في مشهد مفزع ومحزن".

وأشار إلى أن "سماعة الخطيب" كانت مفتوحة، وكانت الناس تسمع إطلاق النار من كل مكان؛ حتى ظننا أن أكثر من شخص إرهابي يقوم بعملية إطلاق النار، بسبب صدى الصوت في الغرف الموجودة بها تلك السماعات.

ومن المَشاهد التي يتذكرها، قال: "في أثناء خروجي من المسجد بعد أن كتب الله لي حياة جديدة، وجدتُ رجلًا يحبو وهو مصاب وغارق في الدماء وعلى ظهره قطعة من رأس مصلٍّ آخر؛ فضلًا عن مشاهد أخرى من أجساد الشهداء التي كانت منتشرة في كل مكان".

وعن رحلته الإيمانية، قال "فودة": "جاءت زوجتي معي للحج، ولأول مرة نؤدي فريضة الحج"؛ مقدمًا شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على هذه الاستضافة، التي نزلت كالماء البارد في اليوم الحار على قلوب أسر الشهداء والمصابين؛ سائلًا الله -عز وجل- أن يبارك في المملكة ويحفظها من كل مكروه، ويحفظ خادم الحرمين الشريفين، وأن يتقبل شهداء المسجدين في رحمته، وأن يُسكنهم فسيح الجنان.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org