هل طعامنا خطر؟

هل طعامنا خطر؟

" إرهاب بيولوجي" تبثه وسائل التواصل الاجتماعي عن خطورة الأطعمة المحفوظة والمنتجات الزراعية واللحوم والدواجن، حتى مزارع الأسماك والمياه المعبأة.. وكل ذلك في مرمى الترهيب في ظل صمت مطبق لا مبرر له من قِبل جهات الاختصاص.

لقد أضحى الناس في رعب من معظم الأطعمة المحلية والمستورة.. وكأن الطريق سالك من المزارع والبواخر إلى بطوننا بدون فحص ورقابة، ثم بعيدًا عن مختبرات الجودة المنتشرة في جميع منافذ السعودية، البرية والبحرية والجوية.

لكن عندما يأتي تصريح من طبيب حكومي في برنامج إذاعة رسمية فهنا يجب إطلاق صفارة الإنذار، ولكن بعد أن وقع الفأس بالرأس..

في برنامج (بك أصبحنا) ليوم الثلاثاء الموافق ٨ / ١ / ١٤٤٠ استُضيف طبيب ومسؤول في وزارة الصحة. تكلم الدكتور عن مرض الفشل الكلوي - أعاذنا الله وإياكم منه - وعن أسبابه، وكونه بدأ يصل للأطفال في المدارس والبيوت والمطاعم؛ لأنهم لا يعرفون الضار من النافع في الأطعمة والمشروبات. وقال الطبيب: "إن عدد المصابين به في السعودية ارتفع إلى أن وصل حاليًا إلى (18) ألف مصاب بالفشل الكلوي، يعتمدون الآن على الغسيل، بل يزيدون".

وذكر أسبابًا عدة، تؤدي إلى تدهور وتدمير الكلى باستمرار، أهمها وأكثرها خطورة:

المشروبات الغازية بأنواعها، ومشروبات الطاقة.

وأنواع (البطاطا المقلية المحفوظة [الشيبس]) التي تحمل ألوانًا صبغية داخلها، وكثرة الملح.

ليس هذا فحسب؛ إنما بسبب بعض الأدوية، مثل المضادات الحيوية والمسكنات التي يصرفها الأطباء والصيادلة بوصفة وبدون وصفة مع كثرة شرب القهوة السوداء، وقلة شرب الماء!

تشابَه البقر علينا.. هنا مَن يخرج علينا يبرئ القهوة، بل يحث عليها، ومنهم من يحذر منها، حتى المياه المعبأة عليها اختلاف.. واللحوم والألبان والدواجن المزودة بالهرمونات.. "هلكتونا يا ناس"!

ويسترسل الطبيب: إن من الخطأ الكبير الذي يقع فيه بعض الناس أن يفطر فولاً، ويضيف إليه الملح بزيادة حتى يطعمه. والأفضل إضافة الليمون بدلاً من الملح، وخصوصًا ملح البودرة (الساسا)، واستبداله بالملح الخشن البحري..!

وأردف الطبيب أيضًا: يفضل أن يكون الملح أقل من المعتاد، ويجب أن تبتعد عن المواد الغذائية مرتفعة الملوحة، مثل الجبنة المملحة، والبطاطس المملحة، والمخللات المملحة؛ فالملح يسبب مشاكل كثيرة وكبيرة لخلايا الجسم..

كما ذكر أنه يجب على الشخص الواعي المحافظة على صحته، وتوعية أفراد أسرته، والابتعاد قدر الإمكان عما يدمر أجهزة الجسم المهمة.

وأول المدمرات الغازيات، ومشروبات الطاقة، والملح الزائد.

وذكر أن الكلى تُدمَّر تدريجيًّا لارتفاع حمض البوليك في الدم.

وينصح: يفضل عمل فحص كل 6 أشهر؛ لتكتشف نسبة عمل الكلى، وتدارك تدهورها، والمحافظة عليها قبل زيادة تدهورها.

وذكر أن مَن تأخر حتى الإصابة بالفشل الكلوي التام يتعذر معه الشفاء؛ فلا يوجد حاليًا أي علاج يعيدها للعمل، لكن يوجد أمل بالزراعة، وهي مكلفة ومتعبة؛ لذا فالوقاية خير من العلاج.. حمانا الله وإياكم.

الأمر خطير، وخطير جدًّا؛ فيجب الانتباه إلى ما أشار إليه الطبيب، وتوعية أولادنا إلى خطورة ذلك، وتعديل عاداتنا الغذائية إلى ما ينفعنا لا ما يضرنا.

وزارة الصحة تقيم مؤتمرات بمحاور رنانة، تصب في الغذاء والتغذية، بمشاركة هيئة الغذاء والدواء وبعض الجامعات، بينما تبقى نتائجها داخل أروقة قاعات المحاضرات، يستفيد الممارسون منها حضوريًّا من (الساعات المعتمدة)، ويحرم من نتائجها المرضى على مستوى الصحة وسلامة الغذاء والتغذية.

هل ننتظر كوارث صحية أكبر لكي نتوسع في محطات وأجهزة ومستلزمات غسيل الكلى؟

أخيرًا..

هل طعامنا خطر على صحتنا؟..

اخرجوا على الناس، وقولوا الصدق، وأمرنا إلى الله.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org