مكاتب الإشراف النسائية.. ضرورة أم ترف..؟!

مكاتب الإشراف النسائية.. ضرورة أم ترف..؟!

ما يميّز عمل مكاتب التعليم النسائية (مكاتب الإشراف سابقًا)، التي تشرف على مدارس تعليم البنات في مختلف المناطق التعليمية في كل التخصصات بالمدرسة، بما فيها القيادة المدرسية للإداريين والإداريات، أنها تمثل إدارة تعليمية مصغرة في كل قطاع تعليمي في كل مدينة أو محافظة؛ فهي تعتبر حلقة وصل بينها وبين إدارات التعليم العامة في كل منطقة ومدينة ومحافظة، وتقوم بإعداد الدورات، وتقييم منسوبي المدارس من معلمين ومعلمات وإداريين وإداريات، وهذا واقع لا يمكن إنكاره بحال..! لكن ما يعيب على بعض تلك المكاتب، وقطعًا ليس جميعها، أنها تشدِّد على بعض المدارس، وتثقل كاهل المدارس بطلباتها من المدارس والمعلمات، بشكل لا يكاد يطاق. وهذا لا يقلل من الجهود كما أسلفت سابقًا.. ولنا في تجربة التعليم عن بُعد خير مثال؛ إذ إن الفرق كبير جدًّا حتى من وجهة نظر أولياء الأمور، وليس فقط من وجهة نظر منسوبات المدارس؛ فالتكليفات والواجبات مكثفة بشكل كبير جدًّا على الطالبات، بعكس طلاب تعليم البنين في التعليم الحضوري، وعن بُعد أيضًا، على الرغم من أنهم يتبعون إدارة تعليمية واحدة، وجهة تعليمية واحدة، هي وزارة التعليم!

وحينما يشتكي بعض أولياء الأمور من كثرة التكليفات والاختبارات لبناتهم في المدارس لإدارات المدارس يُقال لهم: هذه أوامر المشرفات الزائرات..!!

نحن العام الماضي، وهذا الفصل الأول من العام الدراسي الحالي، في جائحة كبيرة، ومرض عم العالم أجمع؛ ولذلك كان المفترض التخفيف على الطلاب والطالبات. تعليم البنين كان مثالاً يُحتذى في قلة التكليفات والاختبارات، بينما تعليم البنات كثير من مدارسه التكليفات فيها أكثر بكثير، بل لا توجد مقارنة مع تكاليف تعليم البنين، مع أن الإدارة واحدة كما أسلفت، وكذلك الكتب واحدة في كثير منها..!

وهنا اقتراح، نوصله من هذا المنبر لمسؤولي وزارة التعليم، بأن تكون مدارس تعليم البنات تحت إشراف مكاتب التعليم الرجالية، كجهة إشرافية فقط، وتكون في كل مدرسة ما يسمى بالمشرف المقيم "مشرفة"، أو أن يكون هناك مكتب تعليم أو مكتب إشراف واحد فقط في كل مدينة أو محافظة، مهمته كجهة إشرافية عقد الدورات أون لاين أو حضوريًّا إذا ما انتهت الجائحة على خير إن شاء الله تعالى، وألا تكون جهة تقييمية. وبقية المكاتب الإشرافية توزع المشرفات اللاتي يعملن بها على مختلف تخصصاتهن لتغطية العجز في الكادر التدريسي في مدارس تعليم البنات. وبذلك الإجراء نكون قد وفرنا معلمات لتغطية عجز مدارس تعليم البنات، وأيضًا خففن الضغط الحاصل على المدارس من بعض المشرفات العاملات في تلك المكاتب بحق المدارس ومنسوباتها. والله الموفق لكل خير سبحانه.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org