بصمات فيضان سد "وساع" تتوعّد.. أبواب مغلقة و"المياه" تتجاهل التحذيرات

مصادر تكشف امتلاء الحوض كليّاً وتذكّر بالمخاطر بين تسريبات منسية وضحايا
بصمات فيضان سد "وساع" تتوعّد.. أبواب مغلقة و"المياه" تتجاهل التحذيرات

وثّقت مصادر قريبة من سد وادي وساع لـ"سبق" بصمات فيضان مياه وادي وساع من أعلى السد الذي لا يزال مغلقًا منذ مدة طويلة، وتمثلت تلك البصمات في الأشجار التي نقلها الفيضان إلى فتحات السقف، وتحذيرات سكان بمحافظتي هروب وصبيا من خطورة استمرار احتجاز كميات المياه الضخمة في السد، كاشفين عن تهديدات في الأيام الماطرة.

وفي التفاصيل: قالت المصادر: "كميات الأمطار التي تجري في وادي وساع تتوقف في بحيرة السد سابقًا، ولكن نظرًا لامتلاء حوض السد كليًّا ومنذ مدة طويلة، يتكرر فيضان السد؛ حيث إن كميات المياه الضخمة التي يشهدها الوادي دوريًّا تنزلق على أعلى السد، مضيفًا أنه قد تجري في الأيام القادمة مجددًا مع الأمطار، وتنزلق مباشرة من أعلى السد بعدما لم تعد البحيرة تتّسع لمزيد من المياه.

وبيّنت: "الفيضان الذي شهده السدّ مؤخرًا كان كبيرًا، وقد تزامن مع سيول واديَيْ شهدان ووعال، وقد نتج عنه سيل قوي جدًّا في صبيا قطع الطرقات وشق السدود الزراعية؛ لذلك من الأحوط على الجهات المعنية فتح مياه السد؛ حيث لا يستفاد منها حاليًّا وأصبحت المنطقة تهدّد بخطر بيئي".

وكانت قد رصدت "سبق" تسريبات من جنبات سد وادي وساع وحذّرت من مخاطر الفيضان قبل أشهر، إلا أن مياه جازان أصدرت ردًّا تجاهل المخاطر التي قد يسببها تكرار فيضان سد وساع على سكان القرى، وسبب التسريبات، وقالت المديرية العامة لخدمات المياه بمنطقة جازان تجاوبًا مع ما نشرته "سبق" آنذاك بخصوص تسريبات سد "وساع هروب" ومستوى المياه عند المفيض: "تؤكد الإدارة العامة لخدمات المياه بمنطقة جازان أن السدّ صُمّم ليتحمل وصول المياه إلى المفيض وفيضان السد، ولا يؤثر على سلامة وثبات جسم السد".

وأضافت في ذلك الوقت: "كما أنه أُنشئ لغرض الشرب ورفع منسوب مياه الآبار، وأن المديرية العامة لخدمات المياه بمنطقة جازان تقوم بمتابعة السدود كافة ومراقبة أوضاعها بأحدث أجهزة الرصد والمعاينة الدائمة".

وجاء هذا الرد بغرائب؛ كان منها: أن السد خُصص للشرب، ولكن بمجرد الوقوف على بحيرته وفي مختلف اتجاهاتها لا وجود لأي محطات تنقية للمياه، في الوقت الذي تشهد مياه السد تحذيرات منذ سنوات؛ ومن بينها تحذيرات لمدير الدفاع المدني السابق بأن المياه خطرة على البيئة نتيجة تساقط الجثث فيها.

وتجنّبت "المياه" في ردّها، مشكلة التسريبات التي وصلت إلى حد مخاطبتها بذلك من قبل جهات حكومية تطالبها بفتح البوابات؛ للتقليل من منسوب مياه السد.

وعلى الرغم من أن القرى على امتداد الوادي الكبير من هروب وصولاً إلى مشلحة وصبيا وحتى البحر الأحمر أحيانًا، قد سجلت سوابق في جرف مركبات وغرق مواطنين واحتجاز ومحاصرة قرى؛ لكن "المياه" لم تتطرّق لما سينالهم من فيضان بحيرة السد.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org